باحثون يشرّحون أهم المشاكل المعترضة لتدوين الموسيقى الشفوية الجزائرية شرّح مدير المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر مساء أمس الأول بقسنطينة بعضا من المشاكل التي تعترض التدوين الموسيقي الحديث بالجزائر، متطرقا إلى مجموعة من الأخطاء التي يقع فيها المدونون الموسيقيون بسبب جهلهم لمنطق تركيب الموسيقى الشفوية التي يراد كتابتها على أسس علمية موسيقية. الموسيقي و الباحث في مجال التراث الكلاسيكي جمال غازي، تطرّق في محاضرة في إطار فعاليات معرض من الأصوات إلى النوبة الذي نظمته دائرة التراث اللامادي و الفنون الحية، إلى أهم المشاكل المواجهة من قبل الموسيقيين و الباحثين المهتمين بتدوين التراث الشفوي متقيّدا في بحثه بالموسيقى الأندلسية، مستشهدا بأمثلة حية واجهها شخصيا عند إشرافه على تدوين انصراف الصنعة، التي قدمها كنموذج بسيط لأمثلة كثيرة مسجلة في مجال التدوين الموسيقي التراثي الذي تأخر كثيرا ببلادنا و ما جسد منه لم يكن وفيا للتراث الشفوي المحلي. المحاضر عرّج في مداخلة له بعنوان»المشكلات التي تعترض التدوين الموسيقي الحديث في مواجهة الموسيقى الشفوية: ميزان انصراف الصنعة نموذجا» أكد تسجيل مشاكل على المستوى الإيقاعي و حتى المقام لاعتمادهم على السلم الغربي الذي طوّره الغرب وفقا لموسيقاهم و الذي لا يتوافق دائما مع الخصوصية التراثية و الموسيقية لفن الموسيقى العربية الأندلسية، داعيا إلى ضرورة حسن التحكم و الاطلاع الكبير في مجالي الكتابة الموسيقية و منطق تركيب الموسيقى الشفوية على حد سواء، دون إغفال طرف للآخر.و أرجع جمال غازي سبب تهميش الموسيقى الجزائرية، لاعتماد الباحثين و الدارسين للمجال الموسيقي على البرامج الدراسية المستقدمة من الغرب و المشرق، التي اضطرت وزارة التعليم إلى الاستعانة بها مباشرة بعد الاستقلال، الشيء الذي ساهم في تهميش الثقافة الموسيقية المحلية، لأن الطلبة و الباحثين اضطروا لاعتماد مناهج غريبة لا تولي اهتماما بالتراث الجزائري الذي كان أغلبه شفويا، و حتى أشهر الموسيقيين المحترفين، لم يتمكنوا من تلقين الموسيقيين الجدد على أسس موسيقية علمية، لأنهم كانوا يفتقرون لتلك المؤهلات، لعدم تلقيهم للدروس الموسيقية. و أضاف مؤكدا بأن ثمة مشروعا مهما سينطلق في الأشهر القليلة القادمة يعنى بتحليل كل أنواع الموسيقى و الذي سيشارك فيه نخبة من الباحثين بالمعهد الوطني العالي للموسيقى كخطوة للحفاظ على التراث. و من جهته أشاد الباحث و الموسيقي المغربي عمر المتيوي بتمكن قسنطينة من الحفاظ على آلة العود العربي التي اعتبرها خزان الطبوع الذي لولا صمود وتمسك أهل الفن بهذه المدينة بهذه الآلة لاندثرت خصوصيتها و لاختفت مثلما اختفت الكثير من أنواع العود بمختلف الدول و التي لم يبق لها وجود إلا بالمتاحف، ذاكرا على سبيل المثال عود الرمل و الطويس و الثماني. رئيس فرقة الروافد عرض خلال محاضرته الموسومة «تطوّر الموسيقى الأندلسية- العربية و تحديثها»أهم الإشكاليات التي تحيط بالموسيقى التقليدية العالمة في بلدان المغرب العربي على مر 12قرنا و بشكل خاص خلال القرن العشرين، متوّقفا عند أبرز التحديات في نظريات المحافظين و المجددين في مجال إصلاح المنظومة الشعرية و تدوين الموسيقى و الآلات المستعملة و الانفتاح على الأنماط الموسيقية العالمية، مستحضرا أشهر رواد الموسيقى العربية الأندلسية و مدى تأثير الشعر العربي على الموسيقى الإسبانية.