احتضنت دار الثقافة والفنون "محمد سراج" بسكيكدة، فعاليات الندوة الحوارية العلمية، مؤخرا، الموسومة ب: "أحفاد نوفمبر.. قادة التغيير الاجتماعي والاقتصادي في الجزائر الجديدة"، تندرج في إطار إحياء سبعينيات عيد الثورة. حسب رئيسة الجلسة، الدكتورة سارة زرقوط، أستاذة محاضرة من قسم العلوم التجارية بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة "20 أوت 55" بسكيكدة، فإن الندوة العلمية، تهدف إلى تسليط الضوء على ما قدمته الجزائر المستقلة للشباب، وما قدمه هؤلاء للجزائر الجديدة، باعتبارهم قادة التغيير الذين يجب الاهتمام بأهدافهم وطموحاتهم، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، التي تمكن هذه الفئة ليكونوا خير خلف لخير سلف. تميزت الندوة، التي حضرها أساتذة وطلبة ومدعوين، من مختلف القطاعات، بتقديم مداخلات ذات مستوى، منها مداخلة الدكتور زغنوف عبد الغني، رئيس قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة سكيكدة، تطرق من خلالها إلى مختلف المحطات التاريخية لتطور الصحافة الجزائرية، مع التركيز على التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام الجزائرية اليوم، في ظل التطور التكنولوجي، ومدى مساهمة هذه السلطة الرابعة، في حماية سمعة الجزائر، داعيا إلى تبني إعلام هادف، يساهم في بناء الوطن وتوجيه الشباب وتكوينهم وإعلامهم بما لهم وما عليهم، حتى يتمكنوا من أن يكونوا قادة، على عاتقهم يبنى الوطن. أما الدكتورة كريمة سيليني، أستاذة بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة سكيكدة، فقد أبرزت خلال مداخلتها، الدور الذي لعبه الشباب في تفجير ثورة التحرير للفاتح من نوفمبر المجيد، وكذا الضمانات الدستورية التي من شأنها أن تمكنهم من الولوج إلى السياسة، مع تركيزها على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للمجلس الأعلى للشباب، وكذا متابعة، مع الدعم والمرافقة للمشاريع الشبابية، حتى يتسنى لهم الاندماج في الحياة الاقتصادية، في حين سلط الطالب نضال بوشمة رئيس النادي العلمي (غولدن واي) بجامعة سكيكدة، الضوء على الامتيازات المقدمة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من أجل دمج الطلبة في الحياة العلمية والثقافية التي يضمنها الحرم الجامعي، بموجب قانون المديرية الفرعية للأنشطة العلمية الثقافية والرياضية، التي تسمح له بالاندماج مع بيئة الجامعة المتغيرة باستمرار، مقدما نموذجا عن نشاطات النادي الذي يشرف عليه، كتنظيم ورشات وخرجات ميدانية تعريفا بالنادي، والتعريف بالجامعة، ومن شأن تلك الأنشطة أن تساهم في فتح آفاق واسعة للشباب بهدف بناء مستقبلهم ومستقبل الجزائر، كما تطرق إلى المشاريع التي أضحى الطالب الجامعي يهتم بها، من أجل إنشاء مؤسسات ناشئة وغيرها. من جهتها الدكتورة سارة زرقوط، عالجت من خلال مداخلتها، ثلاث محاور رئيسية، تساعد الشباب على الاندماج في الحياة الاقتصادية، والتي يتضمنها القرار الوزاري 1275 المؤرخ في 27 سبتمبر 2022، والذي يحدد كيفية إعداد مذكرة مؤسسة ناشئة، والتعليمة الوزارية 1409 المؤرخة في 22 سبتمبر 2022، والتي تتعلق بآلية شهادة مؤسسة ناشئة وشهادة براءة اختراع، مؤكدة، انتقال الطالب من طالب عمل إلى خالق لفرص عمل له ولغيره، في ظل توفير مرافق لمتابعة أفكاره، من خلال مراكز تطوير المقاولاتية وحاضنات الأعمال الجامعية، إلى جانب تطرقها للقانون رقم 23-22 المؤرخ 18 ديسمبر 2022، والمتعلق باستحداث فكرة المقاول الذاتي، وهو برنامج تدعمه الوكالة الوطنية للمقاول الذاتي، مخصص للأشخاص الطبيعيين، الذين يمارسون نشاطا تجاريا بصفة فردية، ولا يتجاوز رقم الأعمال السنوي 5 ملايين دينار جزائري قابل للتطوير على مدار 3 سنوات متتالية، مع إمكانية الحصول على التمويل، سواء كان قرض تمويل الاستثمار أو قرض تمويل الاستغلال، وتشمل 7 أنشطة رئيسية هي؛ الاستشارة ، الخبرة والتكوين، الخدمات الرقمية والأنشطة ذات الصلة والخدمات المنزلية والخدمات الموجهة للأشخاص، إلى جانب خدمات الترقية والتسلية والخدمات الموجهة للمؤسسات والخدمات الثقافية والاتصال والسمعي البصري، وكذا القرار الوزاري 1185، المؤرخ في 12 سبتمبر 2023، والذي يؤهل جامعة التكوين المتواصل لفتح تخصص "إدارة المنظمات" لجميع الموظفين من مختلف التخصصات، من منطلق أن إدارة أي تنظيم، هو تكاثف جهود مختلف أصناف الموارد البشرية مختلفة التخصصات. وقد ثمن الحضور، تنظيم مثل تلك الأنشطة العلمية الحوارية التفاعلية، التي تقدم إضافات للمجتمع السكيكدي، بالخصوص عندما تؤطر من فئة النخبة الجامعية.