المتظاهرون يستولون على عدة مناطق وأنباء سقوط ألفي قتيل فقد نظام العقيد معمر القذافي أمس السيطرة على مناطق شاسعة بالجهة الشرقية لليبيا وإلى غاية الحدود مع مصر، وهي المناطق التي أصبحت تحت سيطرة المتظاهرين. وقامت السلطات الليبية بفرض حصار على طرابلس التي كانت أمس مسرحا لمواجهات بين المحتجين والموالين للقذافي، وحذرت الصحفيين الذين قالت أنهم دخلوا البلاد "بطريقة غير شرعية" بمعاملتهم كأعوان للقاعدة وكخارجين عن القانون، وأنه سيتم اعتقالهم". فقد سيطر أمس المتظاهرون المناهضون للقذافي على العديد من المدن شرق البلاد من بينها بنغازي التي شهدت احتفالات بتحريرها من أتباع القذافي، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابلس حيث تحاول القوات الموالية للقذافي تشديد قبضتها على المدينة، وبعد أسبوع من المظاهرات، أصبح المحتجون الذين انضمت إليهم وحدات وكتائب عسكرية يسيطرون على الأجزاء الشرقية من البلاد التي تحتوي على العديد من المناطق المنتجة للنفط. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس أن المناطق الشرقية من ليبيا التي تضم مدن درنة وبنغازي والبيضاء وبرقه خرجت عن سيطرة القذافي، وهو ما أكد أيضا ضابط في مدينة طبرق بالجهة الشرقية والتي وقعت هي الأخرى تحت سطيرة المتظاهرين. وخرج المواطنون أمس إلى شوارع بنغازي للإحتفال بما أسموه تحرير المدينة" من أتباع القذافي والمرتزقة. كما نقلت الجزيرة عن شهود عيان أن المتظاهرين سيطروا أيضا على مدينة مصراته القريبة من طرابلس، وسمعت أبواق السيارات، ورفعت أعلام العهد الملكي التي ترمز للاستقلال. وحسب ذات المصدر فقد كانت طرابلس أمس مسرحا لإطلاق عشوائي للنار من قبل الموالين للقذافي، وأنه تم حرق الجثث التي كانت ملقاة في الشوارع. ونقلت قناة العربية عن بعض المصادر، أن القوات المؤيدة للقذافي تفرض حصارا على العاصمة طرابلس التي بدأ سكان المناطق الغربية بالتوجه إليها لمساعدة المتظاهرين. وفيما ظلت كل الموانيء أمس مغلقة أمام عمليات تصدير النفط، أعلن طبيب فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن المواجهات التي شهدتها مدينة بنغازي وحدها خلفت أكثر من 2000 قتيلا، بينما ذكرت أمس الإتحادية الدولية لرابطات حقوق الإنسان أن المواجهات أوقعت 640 قتيلا منهم 275 بطرابلس و230 في بنغازي أي أكثر من ضعف الحصيلة الرسمية التي أشارت إلى 300 قتيل. في سياق متصل كشف مصدر لموقع جريدة القدس العربي أمس أن واشنطن تكون قد هددت معمر القذافي بالحل العسكري عبر الحلف الأطلسي في حال إعادة استعمال الطيران ضد السكان، وما قد يترتب عن ذلك من تهديد حياة المقيمين الغربيين. وحسب ذات المصدر، فإن طائرات الحلف الأطلسي قد تطيح بالطائرات الليبية في حال شن غارات حربية ضد الشعب الليبي، سواء بالتدخل مباشرة في الأجوار الليبية أو عبر صواريخ من سفن حربية غربية ترسو في المياه الدولية القريبة من طرابلس إضافة إلى قصف مخازن الأسلحة لتفادي استعمالها ضد المدنيين، مشيرا إلى أن سفنا حربية غربية قد تكون لجأت إلى التشويش الإلكتروني لمنع عمل الطائرات الحربية الليبية من قصف الشعب. وكان المعارض الليبي البارز فائز جبريل قد صرح مساء أول أمس ليونايتد برس انترناشيونال، أن بارجتين قصفتا بشكل عشوائي مناطق سكنية في بنغازي والتي سقطت بأيدي المتظاهرين. وذكر جبريل أن عددا كبيرا من الضحايا سقطوا في القصف الذي جاء بعد تهديد القذافي بتطهير المدن الليبية من المتظاهرين الذين وصفهم بالجرذان. وقبل ذلك تحطمت طائرة حربية ليبية غرب بنغازي أمس بعد قيام قائدها ومعاونه بالقفز منها بالمظلات رافضين أو امر عسكرية لقصف المدينة، حسبما نشرته صحيفة (قورنيا) الليبية على موقعها بالأنترنيت. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في غرفة عمليات قاعدة بنينا الجوية، أن الطائرة الحربية من طراز سوخوي 22، وقد تحطمت غرب مدينة أجدابيا الواقعة على بعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي. وحسب ذات الصحيفة فإن الطائرة تحطمت بعد أن رفض قائدها عبد السلام عطية العبدلي ومعاونه علي عمر القذافي تنفيذ أوامر لقصف مدينة بنغازي. يذكر أن دول المجموعية الدولية دخلت في سباق ضد عقارب الساعة لاستكمال ترحيل وإجلاء عشرات الآلاف من رعاياها، وحرصت عدة بلدان غربية على تخصيص طائرات خاصة لهذه العملية.