خيزران أمزيان تاسعديت يسيل لعاب الأجانب في الصالون الدولي للصناعات التقليدية تداعب عيدان الخيزران منذ 18 سنة، تجتهد في إخراج نماذج يتوقف عندها كل من يراها، و رغم غلاء المادة الأولية، تصارع للحفاط على حرفة تحلم في أن تبقى موروثا العائلة، لتجد نفسها اليوم أمام مسؤولية أكبر، تجبرها على تمثيل حرفيي الخيزران الجزائري الذي أسال لعاب الأجانب في آخر مشاركة لها في الطبعة 20 للصالون الدولي للصناعات التقليدية.أمزيان تاسعديت، ابنة مدينة تيزي وزو، تعلمت حرفة صناعة السلال من مادة الخيزران من زوجها الذي ورثها عن عائلته، في البداية أرادت مساعدته لأجل تغطية تكاليف المعيشة ، لكن وجدت تاسعديت نفسها اليوم حرفية برتبة أكبر، بعد مشوار طويل مع العمل، و جهد كبير من أجل تطوير الذات عن طريق الخضوع للكثير من الدورات التكوينية في المجال لصقل المهارة.و من صناعة بعض الأدوات المنزلية كالسلال الخاصة بالتسوق و العرائس، طورت تاسعديت حرفتها، فتمكنت رغم عدم توفر مكان خاص للعمل ، من صنع بعض قطع الأثاث المنزلي، و أغراض المطبخ و كثير من الأغراض العصرية كعلب الحلوى الخاصة بالأعراس، مع وضع لمسة أنثوية خاصة ، كثيرا ما تجعل منتجاتها متميزة في مختلف المعارض التي تشارك بها.تاسعديت التي راحت تحدثنا عن قصتها مع الخيزران،أسرت إلينا بأنها لا تعاني كحرفية من مشكل التسويق لأن مختلف المعارض التي تشارك فيها سنويا تضمن لها طلبيات تعمل طوال السنة على تلبيتها،بالمقابل لم تخف مخاوفها من مشكل المادة الأولية التي تعتبر غالية، حيث يقدر سعر الكيلوغرام الواحد منها ب950 دينارا، علما أنه مرشح للارتفاع بشكل أكبر، ما يجبرهم كحرفيين على رفع أسعار منتجاتهم التي كثيرا ما يشتكي الزبون من غلائها.و دعت الحرفية المسؤولين إلى التدخل من أجل مساعدتها هي و باقي الحرفيين على توفير الخيزران الذي يتم جلبه من الخارج بأسعار غالية، من أجل تمكين كل المواطنين من اقتناء أغراضهم التي تعتبر مميزة و فنية، خاصة و أن الحرفة تعد باب الرزق الوحيد بالنسبة للكثير من الأسر بقرى ولاية تيزي وزو. منتجات تاسعديت حجزت مكانا خاصا لها في الكثير من البيوت و المحلات الوطنية، كما أن عرضها بالصالون الدولي ال20 للصناعات التقليدية الذي اختتمت فعالياته في نهاية الأسبوع الفارط بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة ، مكنها من اختراق الحدود، حيث جذبت الكثير من الأجانب إليها ، و ربما يشكل أحد العروض من دولة دبي أهمها، أين تلقت- حسب ما أكدته لنا- عرضا لتوفير قطع كثيرة من منتجاتها ، على أن يتواصل ذلك لفترة طويلة.و إن كانت مثل هذه العروض تحفيزية بالنسبة للحرفيين أمثال تاسعديت، فقد مكنتها المشاركة في هذا الصالون أيضا من الحصول على امتيازات أخرى تعتبرها خطوة مهمة في مشوارها الحرفي، أين تقرر خلق فضاء تجاري على مستوى الجزائر العاصمة، يجمع منتجات الكثير من الحرفيين غير المتوفرة بالسوق الوطنية كالخيزران، السيراميك الفني، الفخار القبائلي، بالإضافة إلى صناعة الجلود و الزربية، و هو المشروع الذي يجتمع لأجله المهنيون المعنيون في الفاتح من نوفمبر المقبل، قبل افتتاح المحلات للجمهور بداية شهر ديسمبر المقبل.و مع كل مشاركة في أي معرض، تحصد تاسعديت ثمار نشاط استغرق سنوات لاتقانه حتى التفنن، على أمل تلقي مساعدات أكبر من المسؤولين، و الفوز بمحل يخرج نشاطها من محيط بيتها البسيط.