40 بالمئة من الطلبة يستخدمون شهادات طبية للتهرب من الامتحانات صرح رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أمس، أن أساتذة وطلبة يتحججون بالعطل المرضية من أجل التغيب عن العمل والدراسة، ما يسبب حرجا كبيرا للجامعة، فيما أوضح مختصون بأن العائلات الجزائرية لا تزال تعتبر الأمراض العقلية من الطابوهات. وأوضح المسؤول، خلال المؤتمر الرابع للأطباء العامين الذي نظم يومي الجمعة والسبت بجامعة الأمير عبد القادر، بأن مصالحه تعاني حرجا كبيرا بسبب الموظفين والعمال الذين يقدمون عطلا مرضية لتجنب الفترات التي تشهد ضغطا في العمل، فيما تلجأ نسبة كبيرة من الطلبة تصل إلى حوالي 40 بالمائة، إلى تقديم عطل مرضية للتهرب من الخضوع للامتحانات، كما قدم أمثلة عن أحد الأساتذة، تغيب بحجة المرض لحوالي ثلاثة أشهر من أجل التدريس في جامعة بدبي، بينما استغل آخر عطلة مرضية ب 15 يوما من أجل التوجه إلى السعودية لتأدية العمرة، حيث أشار المسؤول إلى أن الإدارة مجبرة على قبولها رغم ما تسببه من مشاكل. وعلق الأطباء المنشطون للجلسة بأن المشكلة المطروحة من طرف عميد الجامعة تظل مرهونة بالضمير المهني للطبيب، فيما تطرق أطباء مختصون في طب الأمراض العقلية خلال الفقرة الثالثة من ثاني أيام المؤتمر، إلى المشاكل النفسية التي تصيب الأطباء العامين نتيجة ضغط العمل، حيث اعتبر متدخلون خلال النقاش بأن اللجوء للطبيب العقلي لا يزال من الطابوهات داخل المجتمع الجزائري، فضلا عن عدم تقبل المرض ورفض الخضوع للعلاج التي تبديها أغلب العائلات تجاه الأمراض المذكورة بسبب الخجل وترسبات الأفكار السلبية الراسخة في المجتمع، حيث اقترحوا على الأطباء تلطيف العبارات أثناء التعامل مع أسر المرضى، فيما اعتبر آخرون بأن مشكلة العزوف عن الخضوع للعلاج العقلي لا تزال تسجل بكثرة في المناطق الريفية، أين لا يزال المواطنون يلجؤون إلى الرقية والطرق التقليدية لعلاج المشاكل المذكورة. و حذر مختصون في الأمراض العقلية من خطر الإدمان على بعض الأدوية المضادة للأمراض النفسية من طرف المرضى، في حال جهل الطبيب العام الذي يصفها لهم بالمدة التي لا يجب تجاوزها في أخذ الدواء، حيث اعتبروا بأن الأطباء العامين لا يملكون معرفة كافية بالأدوية الخاصة بالأمراض العقلية، فضلا عن عدم امتلاكهم للأدوات الضرورية من أجل التمييز بين الأمراض العقلية المختلفة. فيما تطرقت الدكتورة بوشناق من مستشفى تنس، إلى مشكلة الإرهاق المرضي، أو ما يعرف بمتلازمة الاحتراق النفسي، التي تصيب الأطباء العامين العاملين بمصالح الاستعجالات، حيث أشارت إلى حالات أدت بأطباء إلى فقدان مناصب عملهم ومحاولة الانتحار، كما ذكرت بأن الطبيب العقلي يمكنه تحديد حالة المريض ومنحه عطلة مرضية في حالة إصابته بالمرض المذكور.