اعتبر الباحث و السيناريست جلال الخشاب أن التراث الشعبي الجزائري يزخر بكم كبير من قصص الأطفال التي شبهها بشظايا حجر كريم متناثر على أرض خصبة، لا تزال تنتظر من يزيح عنها الحشائش و يعيد لها قيمتها، بدل الاستمرار في تقديس كل ما يأتي من الغرب، كاشفا عن جمع ما يقارب 100حكاية شفوية من مختلف مناطق شرق الوطن. رئيس خلية البحث حول «الهوية الجزائرية من خلال التراث الشعبي»، قال للنصر بأنه آن الأوان للتعامل مع ثقافة الطفل بوعي، و الكف عن تهميش تراثنا المفعم بالخيال و التأملات و الحكم التي تعكس و تتماشى مع بيئتنا، و أشار إلى مشروع لجمع التراث، من ضمنه حكايات الأطفال التي كشف أنه تمكن من جمع ما يقارب 100حكاية شفوية منها، يجري العمل عليها لأجل غربلتها و تطويعها بما يخدم تربية الطفل، معلّقا بأن الحكاية الشعبية ليست مجرّد عنصر جذب و تشويق وإثارة للخيال، فحسب بل هي موسوعة معلوماتية تاريخية وجغرافية إلى جانب أهدافها التربوية و التعليمية، و بالتالي يجب تنقيتها من الرواسب و مواقف العنف و مختلف العوامل الناجمة عن الإفرازات و التأثيرات ببيئات متعددة. الباحث جلال خشاب و هو أيضا أستاذ محاضر مختص في السيميولوجيا البصرية بجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق اهراس، رأى بأن تخلي الأولياء عن سرد الحكايات الشعبية المستوحاة من التراث المحلي، رغم كثرتها و استبدالها بالقصص الأجنبية لا يخدم التراث الذي يعكس عادات و تقاليد نابعة من بيئته الأصلية، لذا على الباحثين و الكتاب ،كما يقول استثمار الحكاية الشعبية بكل ما تشمله من ألغاز و سير و ملاحم و قيم تربوية جمالية تحفل بها لتشكيل اتجاه الطفل الفكري و الارتقاء بذوقه الأدبي و الثقافي و الفني. و في مجال كتابة السيناريو، ذكر كاتب النص المسرحي «حدة يا حدة» المخلّد لسيرة الفنانة الراحلة بقار حدة، بأن عمله الجديد سيصوّر مسيرة الفنان الحاج محمد بورقعة، المولود ببلدية عين الزانة الحدودية بولاية سوق أهراس و الذي رغم أنه لم يكن لديه ثقافة واسعة أو تحصيل علمي عال، تمكن من البروز في الشعر الشعبي و تميّز بالتغني بالوطن و الثورة و الحب، برأيه. محدثنا قال أن السيناريو الذي انتهى مؤخرا من كتابته، سيجسد ضمن مسلسل من 12حلقة.