إطلاق برنامج لضمان ربط 1000 منطقة نائية بالانترنيت على الحدود و الهضاب والجنوب أعلنت وزيرة البريد و تكنولوجيا الإعلام و الاتصال، هدى فرعون، بأن برنامج الخدمة العامة للبريد، يستهدف ربط 1.3 مليون مواطن بشبكة الأنترنيت، يتوزعون على مستوى 1000 منطقة معزولة، تقع معظمها بالهضاب العليا والجنوب، وستكون البداية بإطلاق عملية نموذجية تخص 97 منطقة يتراوح عدد سكانها ما بين 500 إلى 2000 نسمة. وكشفت الوزيرة أول أمس على هامش الإعلان عن الفائزين في منافسة انتقاء المتعاملين الذين سيكلفون بتوفير الخدمة الشاملة للمواصلات السلكية واللاسلكية عن إحصاء 1.3 مليون مواطن لم يستفيدوا بعد من خدمة الأنترنيت ويتعلق الأمر بالمناطق النائية والمعزولة التي يقل عدد سكانها عن 2000 نسمة، والتي لم تتم تغطيتها بشبكة الأنترنيت من قبل مختلف المتعاملين، بدعوى أنها مناطق غير مربحة اقتصاديا، مما جعلها تعيش على هامش التطور، في حين تنص تعليمات رئيس الجمهورية على ضرورة نفاذ سكان المناطق البعيدة إلى وسائل الاتصال التكنولوجي حسب ما أفادت به الوزيرة، لذلك تم استحداث صندوق مخصص لتنفيذ برنامج الخدمة الشاملة أو العامة، الذي يستهدف كافة المناطق المعزولة، على أن تمنح الأسبقية للهضاب والجنوب وكذا المناطق الحدودية، بإطلاق عملية نموذجية تشمل 97 منطقة، 58 منها تقع بالجنوب، وتخص حوالي 220 ألف نسمة، وتعهدت هدى فرعون بإشرافها شخصيا على متابعة تنفيذ المشروع بصفة دورية، تحسبا لإطلاق برامج أخرى متعددة في السنوات المقبلة، بهدف تقليص الفجوة بين المناطق، وكذا تفعيل الخدمة العامة للاتصالات، وإحداث حركية في حياة المناطق الريفية. ومن المزمع أن يشمل صندوق التموين الذي تشرف عليه سلطة الضبط 1000 منطقة ستستفيد قريبا من الخدمة الشاملة، حيث طمأنت الوزيرة بأن دراسة عروض المتعاملين تمت في شفافية تامة، على مستوى اللجنة التي نصبتها سلطة الضبط. و دعت المتعاملين الفائزين للقيام بمجهودات ميدانيا لتفعيل هذا البرنامج، علما أن المنافسة التي أطلقت في شهر أفريل الماضي عبر الموقع الإلكتروني لسلطة الضبط فاز فيها ثلاثة متعاملين ويتعلق الأمر بمتعامل الهاتف النقال «موبيليس» الذي حصل على ست مناطق، 4 من الصنف الأول و2 من الصنف الثاني، وتلاه المتعامل أوبتيموم تيليكوم الجزائر «جيزي» وفاز بخمسة مناطق، منطقتين من الصنف الأول و3 مناطق من الصنف الثاني، إلى جانب المتعامل في الهاتف الثابت «الجزائرية للاتصالات» بست مناطق، خمس مناطق من الصنف الأول ومنطقة واحدة من الصنف الثاني، علما أن المنافسة شاركت فيها أيضا الوطنية للاتصالات وأن دراسة العروض أخذت بعين الاعتبار الجانب المالي والتقني، وفق تأكيد المدير العام لسلطة الضبط توفيق بسعي.ويهدف برنامج الخدمة الشاملة لضمان النفاذ إلى شبكة الأنترنيت بسرعة دنيا قدرها 512 كيلوبايت، وكذا توفير خدمة الهاتف ذات نوعية محددة، وتوصيل مكالمات الطوارئ، بغرض وضع وسائل النفاذ إلى خدمات الأنترنيت بأسعار في متناول الجميع، بغض النظر عن بعد الموقع الجغرافي والحالة الاجتماعية، بما يحقق الترابط الاجتماعي، وتقليص الفوارق بين السكان، مما يفسر سبب تدخل السلطات العمومية التي ارتأت استحالة تمكن عوامل السوق بمفردها ضمان النفاذ بأسعار معقولة للمواطنين المقيمين في المناطق النائية، لكونها غير مربحة بما فيه الكفاية لتثير لدى المتعاملين اهتماما اقتصاديا لتوصيلها.و أوكلت وزيرة البريد هدى فرعون صلاحية الحديث عن الزيادات في تسعيرة المكالمات الهاتفية إلى سلطة الضبط، التي قالت عنها بأنها مسؤولة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل ضمان حقوق الزبائن، في حين نفى مدير هذه الهيئة وجود أي زيادات تذكر.