كشف رئيس لجنة مكافحة المنشطات التابعة للفاف، الدكتور جمال الدين دمارجي للنصر، بأن المراقبة الدورية لأطباء اللجنة، كشفت عن وجود لاعبين يتعاطون مخدرات خطيرة جدا، كالكوكايين والقنب الهندي، والمهلوسات من فصيلة إيكستازي، ومكملات غذائية مصنفة كمواد منشطة، ما جعله يدق ناقوس الخطر، بخصوص تصاعد مؤشر تعاطي المنشطات في الوسط الكروي.وأكد محدثنا بأن الفاف سخرت إمكانات معتبرة لردع هذه الظاهرة، كون القوانين المعمول بها تخوّل بإخضاع أي لاعب حائز على إجازة رسمية لإختبارات مراقبة المنشطات، على اختلاف الصنف من الأكابر إلى الأصاغر، سواء كان ينشط في الرابطة المحترفة أو البطولة الولائية، كما تحدث عن قضيتي بلايلي ومرزوقي، وأمور أخرى نفصلها في رحلة الأسئلة والأجوبة. حاوره: صالح فرطاس بودّنا أن نستهل هذا الحوار عند آخر حالة مؤكدة تم اكتشافها، حالة مرزوقي الذي اتهم طبيب فريقه، لكنه لم ينج من العقوبة، فهل من توضيحات؟. قضية اللاعب مرزوقي تعد في نظري درس يجب أن يستخلص منه اللاعبون العبرة، لأن التحاليل التي خضع لها أظهرت وجود مادة «ميثيل هيغزانيامين»، المدرجة من طرف المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات في لائحة المواد المحظورة ذات خصوصية، وذلك بسبب تناوله بعض الفيتامينات، والمكملات الغذائية بهدف تقوية العضلات. قضية بلايلي أعطاها الإعلام أكثر من حجمها و لا علاقة لملفه بتحاليل لقاء قسنطينة المادة رقم 1 من القوانين المعمول بها دوليا في مجال المنشطات، تحتم على اللاعبين التأكد من تركيبة المواد التي يستهلكونها، مع تحميل اللاعب كامل المسؤولية بمفرده في حال سقوطه في فخ لمراقبة الإيجابية. في الحقيقة استغربت تصريحات مرزوقي، خاصة عندما ظهر أمام الكاميرا يحمل علبة المكمل الغذائي الذي كان يتناوله. وهذا دليل على أنه لم يكن على دراية بخطورة المواد التي تعود على استهلاكها، رغم أنه لاعب محترف، ويتقمص ألوان أحد أكبر الأندية في الجزائر، أما بخصوص اتهامه لطبيب الفريق فهذا ملف آخر، فالقانون الجديد يتضمن بندا يخص هذا الجانب، وثبوت مشاركة الطبيب في تناول اللاعب لمواد منشطة ومحظورة، يعرض الطبيب لنفس العقوبة إذا تمكننا كلجنة التأكد من صحة تصريحات مرزوقي، في انتظار الفصل في الملف الذي وضعه اللاعب على طاولة الفاف. لكن العديد من الجهات ترجح معاقبة مرزوقي بالإقصاء لمدة 24 شهرا، لكن قرار لجنة الإنضباط كان بمضاعفة العقوبة إلى 4 سنوات، فما سبب ذلك؟. كلا العقوبة لم تضاعف. بل أن مرزوقي كان أول حالة مؤكدة بالجزائر سنة 2016، و قد تزامن ذلك مع التعديلات التي أدخلتها المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات، بالتنسيق مع الفيفا على قوانينها، سيما في شطرها العقابي، والتي دخلت حيز التطبيق منذ جانفي المنصرم، وقد تضمنت التعديلات الجديدة قرار رفع العقوبة على المواد المنشطة ذات خصوصية، بالإقصاء لمدة 4 سنوات، والتي كانت في السابق سنتين فقط، وعليه فإن مرزوقي كان ضحية القوانين الصارمة المعتمدة مطلع العام الجاري، خاصة وأن الفيفا كانت قد حذرت اللاعبين خلال سنة 2015 من المكملات الغذائية، خاصة المجهولة الهوية والمصدر، لأن هذه القوانين تصنف لاعب كرة القدم في خانة الأشخاص غير العاديين في المجتمع، وتحتم عليهم مراقبة الأغذية التي يستهلكونها، لتفادي تأثير أي فيتامين على نشاط الجسم، كون الكثير من المكملات وحتى الأدوية، محظورة من طرف المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات، بصرف النظر عن القانون 05/13 المؤرخ في 23 جويلية 2013، والمنشور في الجريدة الرسمية رقم 39/2013، حيث أن الباب العاشر من هذا القانون يحدد نشاط مكافحة المنشطات في الجزائر، والقوانين المعمول بها تصل إلى حد عقوبة الحبس. مرزوقي هو رابع لاعب يسقط في فخ المنشطات هذا الموسم، لكن قضية بلايلي كانت القنبلة التي هزّت الوسط الكروي، لأنها سجلت في منافسة قارية؟ قضية بلايلي تم تضخيمها إعلاميا، لأن العملية كانت عادية، والتقرير الذي وصلنا من اللجنة الطبية التابعة للكاف جعلنا نتعامل مع الملف وفق القوانين المعمول بها، وذلك باستدعاء اللاعب والاستماع إلى أقواله وتصريحاته، قبل أن يتم الإعلان عن العقوبة، لكن الإعلام عندنا أعطى القضية أكثر من حجمها، من خلال بث صور لدورة كروية نظمت بوهران تضامنا مع بلايلي، فضلا عن ردود الفعل الكثيرة التي تم تناقلها، وكأن الأمر سيناريو مفبرك يهدف إلى تحطيم مشوار اللاعب، رغم أن محضر السماع تضمن اعتراف بلايلي شخصيا بوقوعه في الخطأ. مرزوقي ضحية جهل القوانين و عقوبته ناتجة عن التعديلات الجديدة قضية بلايلي أسالت الكثير من الحبر، والبعض تحدث عن مخطط من اللجنة الفيدرالية لمراقبة المنشطات للتأكد من النتائج التي أظهرتها التحاليل الأولى، فما مدى صحة ذلك؟ كل ما قيل كان مجرد تأويلات من الصحافة، لأن هناك قوانين صارمة تتعلق بنشاط مراقبة المنشطات، وبلايلي كان قد خضع لإختبارات في منافسة دوري أبطال إفريقيا شهر أوت 2015، واللجنة الإفريقية أرسلت العينة إلى مخبر بجنوب إفريقيا، فأظهرت نتائج التحاليل وجود مادة محظورة، وقد تزامن ذلك مع انطلاق البطولة الوطنية، حيث أجرى إتحاد الجزائر مقابلة بقسنطينة أمام الشباب المحلي، ومن باب الصدفة كان اللاعب ضمن القائمة التي تم ضبطها وفق عملية القرعة للخضوع لإختبارات مراقبة المنشطات، دون أن نكون على علم إطلاقا بنتائج التحاليل التي خضع لها في المنافسة الإفريقية، وبالتالي فإنني أستغل هذه الفرصة لأوضح الرؤية بخصوص هذه القضية، وأفند كل ما تم تداوله، لأن إخضاع اللاعب للمراقبة في البطولة الوطنية كان إجراء عاديا بحكم مشاركته في المقابلة، دون وجود مخطط بين الهيئة القارية واللجنة الفيدرالية لتأكيد نتائج التحاليل، لأن تقرير النتائج سري، ونطلب حضور اللاعب في ظرف 36 ساعة أو يومين على أقصى تقدير، وهنا بودي أو أوضح شيئا آخر مهما بشأن هذه القضية. تفضل..... ما هو؟ مراقبة المنشطات لا تندرج ضمن الإجراءات العقابية ضد اللاعب، إنما الهدف منها المحافظة على أمن وسلامة اللاعب بالدرجة الأولى، ثم الحرص على احترام أخلاقيات اللعبة، إجبار كل عنصر على اللعب بإمكانياته الحقيقية، دون الاستعانة بطاقة إضافية ناتجة عن تناول المنشطات، وتنامي الظاهرة بشكل مخيف خلال الأشهر الأخيرة، جعل الفاف تتخذ جملة من التدابير في محاولة للردع والضرب بيد من حديد، خاصة وأن الأمر بلغ حد تناول لاعبين لمخدرات من صنف الكوكايين والقنب الهندي. وتنفيذا لهذه الإجراءات، فإن اللجنة الفيدرالية بإمكانها مراقبة اللاعبين ، وإخضاعهم لاختبارات المنشطات أثناء الحصص التدريبية، كما أنه باستطاعة الطبيب المعين من طرف الفاف، إخضاع أي لاعب للإختبارات في حال الإشتباه في المجهود البدني الذي يقدمه أثناء مقابلة، أو إنطلاقا من تصرف غير لائق يصدر منه، لأن تعاطي مادة محظورة أو مخدرة، يدفع بصاحبه إلى القيام بسلوكات غير طبيعية تجاه الحكم أو المنافس، ولو أننا إلى حد الآن لم نبادر إلى القيام بأية حالة استثنائية، وجميع الحالات كانت نتيجة عملية القرعة الروتينية، وعليه فإن خضوع بلايلي مرتين للإختبارات كان صدفة. نتائج مخبر لوزان سرية و استدعاء اللاعبين في ظرف 48 ساعة على أقصى تقدير الملفت للإنتباه في التقارير الرسمية للجنة الطبية، أن جميع اللاعبين الذين يثبت تناولهم لمواد محظورة، رفضوا الخضوع لإختبارات العينة (ب)، فهل صحيح أن هذه العينة تتسبب في مضاعفة العقوبة الأولية؟ هناك نظام لتسيير مراقبة المنشطات، نتيجة اتفاقية بين المنظمة العالمية المتخصصة، في هذا المجال والفيفا، كما أن الفاف تتعامل مع مخبر لوزان بسويسرا، والعينات التي ترسل هناك تخضع لتحاليل معمقة ومتعددة تشمل 70 مادة محظورة، وإذا كانت النتائج إيجابية، فيتم التأكد بإعادة التحاليل، قبل أن ترسل النتائج في سرية تامة إلى الفاف ونسخة منها إلى الفيفا، وعليه فإن العقوبة التي تصدر محليا تكون مطابقة لما هو معمول به من طرف المنظمة العالمية لمراقبة المنشطات، في حال عدم معاقبة اللاعب من طرف الرابطة الوطنية أو الفاف فإن الفيفا ستتدخل، في حين أن المعطيات الخاصة بالعينة (ب) ليست بالشكل الذي يتصوره المتتبعون، لأن هذه العينة لا يمكن أن تدرج في خانة الطعن في نتائج التحاليل، وتكون فقط في حالة تشكيك اللاعب في وجود المادة المذكورة في التقرير المرسل من طرف المخبر، دون أن يكون لذلك أي إنعكاس على العقوبة، شريطة أن تكون مصاريف هذه العينة على عاتق اللاعب أو فريقه، لكن اعتراف اللاعب يعفيه من طلب الخضوع للعينة (ب)، وهو ما حصل في جميع الحالات التي سجلناها بالجزائر إلى حد الآن. تدخل الفيفا في حال عدم تطابق العقوبات مع قوانين المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات وماذا عن حصيلة نشاطكم خلال الموسم الجاري، بعد توسيع نشاط المراقبة إلى بطولة وطني الهواة تنفيذا لقرار المكتب الفيدرالي؟ كما يعلم الجميع فإن الفاف سخرت إمكانيات مادية وبشرية معتبرة، في إطار برنامج مراقبة المنشطات، وتكلفة العينة الواحدة تتراوح ما بين 200 و 250 أورو، وعليه فإن سنة 2015 عرفت خضوع 1081 لاعبا لإختبارات مراقبة المنشطات في البطولة الوطنية بمختلف مستوياتها، ما كلف الإتحادية أزيد من 200 ألف أورو، وقد كانت نتائج التحاليل 5 حالات مؤكدة، دون احتساب حالة مرزوقي، وقد أطلقنا صفارات الإنذار بعدما سجلنا 3 حالات ناتجة عن تعاطي الكوكايين، الأولى كانت في فيفري 2015، سقط فيها لاعب من إتحاد وهران، بعد خضوعه للمراقبة في لقاء كأس الجمهورية، إضافة إلى حالتي بلايلي وبوسعيد من الرابطة المحترفة الأولى، كما تم تسجيل حالتين لتعاطي القنب الهندي، حالة أخرى ناتجة عن مخدر «إيكستازي»، بينما كانت حصيلة سنتي 2013 و 2014 تسجيل 5 حالات مؤكدة، سببها تناول منشطات من طراز «سيبترامين» و «ميثيل هيغزانيامين»، وقد وسعنا نشاط المراقبة إلى الحصص التدريبية، وحتى بطولات الأقسام السفلى و مباريات الشبان. تكوين 60 طبيبا لتوسيع نشاط المراقبة حتى في الأصناف الشبانية وهل تتوفر اللجنة على الطاقم الذي يكفي لتغطية نشاط المراقبة المبرمج على المدى القصير؟ لقد قمنا إلى حد الآن بمراقبة 12 فريقا من الرابطة المحترفة بقسميها الأول و الثاني، من خلال زيارات فجائية للحصص التدريبية، كما كانت لنا جلسات عمل مع أطباء ومسيري النوادي، لتحسيسهم بالدور الذي يجب القيام به، لأن خطر المنشطات كبير على حياة اللاعبين، كونها قد تؤدي إلى الموت المفاجئ، فضلا عن القصور الكلوي، السرطان وارتفاع ضغط الدم، ولو أن خطورة الوضعية تكمن بالأساس في سقوط لاعبين شبان، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 26 سنة في فخ المنشطات، وعليه فإننا سطرنا برنامج عمل يواكب مخطط الفاف المنتهج منذ عشرية من الزمن، حيث نعتزم في غضون الأيام القليلة القادمة، تكوين 60 طبيبا جديدا من عديد ولايات الوطن، على غرار قالمة، معسكر، سوق أهراس، البيض، باتنة وغيرها، وهذا بغرض تدعيم الطاقم التابع للجنة، فضلا عن القيام بعمل تحسيسي كبير، لأن المجتمع طرف بارز في هذه القضية، وبرنامجنا يرمي إلى تغطية أكبر عدد من المباريات بعملية مراقبة المنشطات، وسنمس في المستقبل القريب حتى البطولة الشرفية ولقاءات الشبان.