عادت الأشغال من جديد إلى طريق سيلن ببلدية عين بيضاء الواقعة شرقي قالمة بعد توقف دام عدة أشهر و أثار قلق سكان المنطقة الممتدة من سيدي جميل إلى مشارف بلدية بني مزلين مرورا بسيلن، القرية الجبلية التي حولتها الجماعات الدموية و عصابات المواشي و النحاس إلى منطقة أشباح، و التي زارتها النصر قبل 5 أشهر و وقفت هناك على واقع السكان الذين بقوا في القرية و اختاروا الصمود و خدمة الأرض رغم العزلة و خطر كائنات الليل. و قالت مصادر مهتمة بالمشروع بأن الآليات بدأت في التحرك عبر الطريق الرابط بين سيلن و بني مزلين وصولا إلى عين بين بيضاء الممتد على مسافة تفوق 20 كلم، التي كانت معبدة قبل الأزمة الأمنية الطاحنة ثم انهارت تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن و توقف أعمال الصيانة. و ذكر بأن سلطات قالمة قد بدأت تحركات مكثفة لحث شركة الإنجاز على العودة إلى مواقعها على طريق سيلن و هددت باتخاذ إجراءات صارمة ضدها في حال بقيت الأشغال متعثرة لفترة أخرى. و يعول سكان عين بن بيضاء و قرى سيلن، فج الزعرور، هوارة و سيدي جميل على الطريق الجديد الذي يعد أقصر مسافة بين عين بن بيضاء و مدينة قالمة مقارنة بطرقات أخرى تمتد على مسافة طويلة عبر بوشقوف و تكلف سكان المنطقة وقتا طويلا للوصول إلى قالمة كل أحد لبيع المواشي بالسوق الأسبوعي الكبير. و يتوقع سكان سيلن و سيدي جميل نهاية المعاناة هذا الربيع بعد إنهاء عملية تسوية سطح الطريق و تعبيده بالخرسانة، و يعتقدون بأن حركة الإعمار ستعود إلى المنطقة خلال السنوات القادمة إذا أطلقت مشاريع أخرى لإصلاح شبكة الكهرباء المخربة و تم توفير المياه و دعم السكان ببرامج لتربية المواشي و بناء الحضائر لإعادة مجد سيلن، التي كانت تمد السكان المحليين بالحليب و اللحوم و توفر لهم فضاءات سياحية بين مرتفعات جبال هوارة التاريخية التي صارت اليوم موحشة تسكنها الكائنات البرية المفترسة. فريد.غ بعد أن خسرت مركبا كبيرا للفوسفات مشروع خاص لبناء مصنع للفخار بوادي فراغة وافقت لجنة دعم الاستثمار و ضبط العقار (كالبيراف) بقالمة على مشروع جديد لبناء مركب لصناعة الفخار ببلدية وادي فراغة الواقعة شرق الولاية على حدود ولايتي الطارف و عنابة حسب ما علم من مصادر مسؤولة. و يقع المشروع الجديد على الطريق الوطني 16 و يتربع على مساحة نصف هكتار تقريبا، تقول اللجنة بأنها ملك خاص للدولة، و يتوقع أن تصل تكلفة الإنجاز و تركيب المعدات إلى نحو 4 ملايير سنتيم. و حسب التوقعات فإن المركب يوفر أكثر من 100 منصب عمل في بداية الاستغلال و مناصب أخرى غير مباشرة لأبناء منطقة وادي فراغة الذين يعانون من البطالة و قلة الاستثمارات العمومية و الخاصة، باستثناء ما توفره بعض مشاريع البناء و عدة أنشطة زراعية بسيطة. و كانت بلدية وادي فراغة قد خسرت مركبا كبيرا للفوسفات كان مقررا بناؤه بالمنطقة غير أن المشروع الكبير اصطدم بعراقيل ميدانية معقدة و أجهض مع بداية التفكير فيه، و قررت الحكومة نقله إلى ولاية أخرى. و فقدت وادي فراغة موردا اقتصاديا كبيرا يوفر أكثر من 10 آلاف منصب عمل و يدر أموالا طائلة على خزينة البلدية و الولاية لو تحقق على أرض الواقع. و تعد وادي فراغة منطقة غنية بمعدن الفخار و توجد بها ورشة صغيرة تعمل بإمكانات محدودة في قرية براهمية عبد الحميد، تشغل نحو 20 عاملا، و يتوقع أن تعرف صناعة الفخار تطورا عندما يدخل المركب الجديد مرحلة الاستغلال. و تشتهر مناطق كثيرة في ولاية قالمة بصناعة الفخار بينها بوشقوف، وادي فراغة، الركنية، و يمارس السكان المحليون صناعة الفخار التقليدي منذ أمد بعيد و يعتمدون على المادة الأولية المتوفرة بكثرة لصناعة أواني منزلية تستعمل لطهي الطعام و تقديمه و جلب المياه. غير أن هذه الحرفة التقليدية العريقة تتراجع باستمرار تحت تأثير أواني الألمنيوم و كذلك بسبب عزوف الجيل الجديد عن صناعة الفخار التقليدي و استعماله في الحياة اليومية.