يعد مرض التوحد من بين الأمراض التي باتت تؤرق الأولياء، و تعمق من معاناة الأطفال، فيما يعد لغزا محيرا لدى الأطباء ،معتمدين في ذلك على عدة فرضيات من بينها ما هو متصل بالجينات الوراثية أو التلقيح، فضلا عن سوء التغذية ،إلى جانب التلفاز الذي يساهم في تعميق معاناة أطفال التوحد. و تشير الدكتورة مطاهري عن مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى البليدة في يوم دراسي نظم مؤخرا بولاية عين الدفلى، أنه لحد الآن لم تتحدد العوامل المؤدية لهذا المرض الذي يجعل المصاب به يعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي، و يظهر عادة قبل السنة الثالثة من العمر، و تتمثل أعراضه في عدم التكلم أو النطق و ضعف التجاوب مع الآخرين، إلى جانب تصرفات العدوانية، لكن التحري عن المرض و تشخيصه في وقت مبكر، يسمح بالاستفادة من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد المصاب على التعايش مع التوحد، حيث يتجاوز عدد المصابين 100 ألف حالة بالجزائر. في ذات السياق، تؤكد الدكتورة أسماء أسديل من مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى الشراقة، بأن أعراض التوحد تبدأ بالظهور في عمر الستة أشهر، و في عمر السنتين أو الثلاث سنوات تكون واضحة جداً و يمكن للأولياء ملاحظتها. و من الضروري الإسراع في عرض الطفل على الأطباء المختصين، و حذرت الطبيبة الأمهات من ترك أبنائهن أمام شاشة التلفزيون التي ينعدم بها عامل التفاعلية، فمن الواجب على الأولياء استغلال كامل الوقت للحديث إلى أطفالهم. من الممكن جدا، تضيف ذات المتحدثة، أن يساهم التلفزيون في عزلة الطفل عن عالمه الحقيقي، على ضوء تجاهل الأولياء لذلك، بل يرافق هذا التصرف التعامل معهم بأسلوب قاس، أو توبيخهم، الأمر الذي يعزز السلوك العدواني لديهم. وفي تقدير الأخصائية النفسانية نبيلة محمودي، فإن الجوانب النفسية في البيئة الاتصالية نصف العلاج، من خلال المعاملة و الاهتمام المتزايد ودمج طفل التوحد في أقسام خاصة للتعليم، فمن شأن ذلك تحسين حالته النفسية و تطوير قدراته الذهنية. و تسعى من جهتها، جمعية الشروق لاضطراب التوحد بالولاية، لإيصال معاناة هذه الفئة، حيث تحصي ولاية عين الدفلى 200 حالة، و المصابين في تزايد مستمر، و دعا يشير مصطفى زيتوني، نائب رئيس الجمعية، وزارة التربية إلى التدخل من أجل إدماج الأطفال المصابين بالتوحد في المنظومة المدرسية كبقية الأطفال .