أعطى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأحد، خلال المجلس المصغر الذي ترأسه والذي خصص للوضع السائد في المنطقة، «أوامر خصت المجال الأمني والإنساني والدبلوماسي»، لمواجهة الوضع السائد في المنطقة، في ظل احترام المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها الجزائر داخليا وخارجيا، والحفاظ على مصالحها الوطنية، وتم خلال الاجتماع تقييم الوضع الأمني على الحدود، والإجراءات المتخذة لمواجهة التهديدات الأمنية. ترأس رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، مجلسا مصغرا خُصص أساسا للوضع في المنطقة، شارك فيه الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى ووزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الطيب بلعيز، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الصناعة المناجم، عبد السلام بوشوارب و وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. وتوّج الاجتماع، حسب نص البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، بأوامر رئاسية تخص أساسا المجال الأمني و الإنساني والدبلوماسي من شأنها أن تمكن بلادنا من مواجهة هذا الوضع في ظل احترام مبادئها الأساسية والحفاظ على مصالحها الوطنية». واللافت في البيان، التركيز على التدابير التي تخص الوضع الأمني، من خلال تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود لمنع تسلل الإرهابيين، وتهريب السلاح، ومواجهة أي محاولة لاستهداف أمن واستقرار الجزائريين. أما الشق الثاني من توجيهات الرئيس، تتعلق بالوضع الانساني، عبر مخطط لمواجهة أي تدفق للنازحين بسبب الأوضاع المضطربة في الدول المجاورة، إلى جانب الدور الدبلوماسي، والذي كان ضمن تعليمات الرئيس، بغية تكثيف الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر، بالأخص في ليبيا لمنع التدخل العسكري وتجنيب المنطقة آثار مدمرة أخرى. وجاء المجلس المصغر، يومين فقط بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف منشأة للغاز بالقرب من المنيعة، يوم الجمعة الماضي، أين قامت المجموعة الإرهابية بإلقاء قاذفات دون أن تخلف أي خسائر في المنشأة. حيث تصدت مفرزة الجيش المكلفة بحماية المنشأة، لمحاولة الاعتداء الإرهابي. ويأتي كذلك بعد سلسلة العمليات الأمنية الناجحة التي قامت بها قوات الجيش التي أجهضت عشرات المخططات لإدخال كميات ضخمة من العتاد الحربي، ولعل أهمها العملية النوعية التي نفذتها وحدة تابعة للجيش الوطني الشعبي، بمنطقة قمار، قبل أسبوع، أين تم القضاء على ثلاثة إرهابيين خطيرين، واسترجاع ترسانة حربية من بينها 6 منظومات صواريخ «ستينغر» مضادة للطيران. وكان الرئيس بوتفليقة، قد دعا الجزائريين، للتجند والتحلي باليقظة من أجل الحفاظ على سلامة البلاد. وقال في الرسالة التي وجهها بمناسبة عيد النصر، بأن «الشعب الجزائري «الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر وبنائها، مستوقف اليوم، نساء ورجالا، شبابا وكهولا، للوحدة، اليقظة والتجند حفاظا على سلامة بلادنا وهي مجاورة للعديد من الأزمات المشتعلة». مؤكدا بأن الشعب «مستوقف للوحدة واليقظة للصمود في أمن وسلامة، أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة»، مضيفا بأن شعوب شقيقة تدفع اليوم ثمنا دمويا، بعدما دفعت الجزائر عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها من خارج الوطن. كما أطلق، أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارة ميدانية إلى الناحية العسكرية الرابعة، تحذيرات بخصوص الوضع الأمني المضطرب في الدول المجاورة، وقال بأن الاضطرابات الأمنية التي تعيشها المنطقة تُنذر بعواقب غير محمودة على أمنها واستقرارها، وحيا الجهود الكبرى المبذولة من أجل إحكام السيطرة الأمنية على الحدود بما يتوافق وموجبات تأمين حرمة التراب الوطني وحماية المنشآت الاقتصادية ذات الطابع الإستراتيجي. بدوره أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أول أمس السبت أن مصالح الأمن و على رأسها الجيش الوطني الشعبي ستتصدى لكل محاولات المساس بأمن و إستقرار البلاد. و قال بدوي «الجزائر تعيش مرحلة استثنائية أمنيا»، مضيفا أن المحاولات التي تهدف إلى المساس باستقرارها وأمنها «ستجد أمامها حماة الوطن من مصالح الأمن وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي». و دعا الوزير، المجتمع الجزائري إلى الالتفاف حول مؤسساتها الدستورية و الأمنية و في مقدمتها الجيش الوطني الشعبي من أجل دعم الاستقرار الذي تعيشه الجزائر. و تابع قائلا «المحافظة على الأمن هو أولوية الأوليات بالنسبة لنا كجزائريين»، مذكرا بالمأساة التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينات من القرن الماضي «و التي لم يعرفها غيرنا»، مضيفا أنه «بفضل التحام الشعب وترسيخ وتجسيد القيم الوطنية والسلم والمصالحة الوطنية والتكاتف والتكافل وصلنا إلى برّ الأمان وإلى السلم الذي نعيشه اليوم».