سكان قرية لمجاز يغلقون طريق المسيلة –البرج قام أمس العشرات من سكان قرية لمجاز التابعة إقليميا لولاية المسيلة ، بغلق الطريق الوطني رقم 45 الرابط بين ولايتي المسيلة و البرج ، بالقرب من مفترق الطرق الواقع بجوار مدرسة يحيى الشريف بقرية معازة التابعة لولاية البرج ، احتجاجا على تدني الإطار المعيشي بهذه القرية التي يعاني سكانها من مشكل فقدان الهوية بسبب إلحاقها سنة 1998 بولاية المسيلة بعدما كانت تابعة لولاية البرج . و هو الأمر الذي أثر حسب المحتجين على وتيرة التنمية حيث يفتقر الحي لقنوات الصرف الصحي و شبكة الغاز الطبيعي ، إضافة إلى إهتراء المسالك المؤدية إلى منازلهم . و قد عبر المحتجون عن استيائهم مطالبين بوضع حد لمعاناة عمرت لسنوات و بدأت بعد قرار تقسيم القرية إلى شقين سنة 1998 أحدهما تابع لولاية المسيلة و الآخر بقي ببلدية العش الأم التابعة لولاية برج بوعريريج بمباركة من السلطات المحلية آنذاك ، و الذي كان نقطة البداية لمأزق فقدان الهوية و الشتات بين بلدية تنكرت لأهلها و أخرى وجدت نفسها في حيرة من تلبية مطالب السكان ، ما دفع بالعديد من العائلات القاطنة بالجزء التابع لولاية المسيلة إلى غلق الطريق بعد تعثر جميع مساعيهم . و بهذا توسعت مطالب سكان القرية ، من المطالب التقليدية إلى مطلب البحث عن الهوية مؤكدين أن استخراج وثائق الحالة المدنية من بلدية المسيلة ، أصبح يتوقف على موافقة رئيس جمعية الحي ، حيث يتطلب الأمر منهم الحصول على تصريح شرفي موقع من قبل رئيس الجمعية لاستخراج شهادة الإقامة رغم توفرهم على بطاقة الانتخاب من ذات البلدية ، فضلا عن جملة من المشاكل المتعلقة بتوقف عجلة التنمية بالقرية ، رغم أن حجج التقسيم و إلحاق الجزء الجنوبي للقرية ببلدية المسيلة كان يهدف إلى تلبية مطالبهم و التكفل بانشغالاتهم . و ما زاد من استيائهم تعثر جميع مساعيهم رغم تقربهم من السلطات الولائية ، و رفع انشغالهم في عدد من المرات أملا في الوصول إلى حلول مرضية ، بتوفير شروط العيش الكريم لعشرات العائلات المشتتة و المهددة بمخاطر الفيضانات لقربها من سد القصب و وقوعها في مصب الأودية ، حيث طالبوا بانجاز جسر يعبر هذه الأودية لتسهيل التنقل إلى الجزء المقابل للقرية و كذا الطريق المؤدي إلى ولايتي البرج و المسيلة ، إضافة إلى توفير المياه أمام النقص الحاد المسجل في تزويد سكناتهم بهذه المادة الضرورية ، رغم انجاز بئر بالمنطقة منذ مدة ، و بقي مصيره معلق بعملية التوصيل والربط التي لم تنجز بعد . كما طالب السكان بتدعيم المنطقة بالكهرباء الريفية ، في ظل افتقار عدد من المنازل للكهرباء ، ما دفع بهم إلى توصيل سكناتهم بطرق فوضوية بواسطة أسلاك كهربائية على مسافات تمتد بين 300 إلى 400 متر ، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي التي عوضت بحفر عشوائية ساهمت إلى حد كبير في انتشار الأمراض على غرار داء الليشمانيوز . كما طالب المحتجون بتحديث طريق القرية الموروث من العهدة الاستعمارية ، بعد إهتراء جميع أجزائه و تضرر حوافه بفعل الانجراف و تأثير السيول الجارفة المتدفقة من الأودية . و قد تسببت الحركة الاحتجاجية ، في شل حركة السير على الطريق منذ الساعات الأولى لصباح أمس ، ما أدى إلى تشكل طوابير غير متناهية للسيارات و الشاحنات ، و تعطل الكثير من العمال في الوصول إلى أماكن عملهم ، و كذا تأخر الطلبة من الالتحاق بجامعة المسيلة ، خاصة و أن الاحتجاج تزامن مع بداية الأسبوع . و على اعتبار أن الاحتجاج وقع بقرية معازة التابعة إقليميا لولاية البرج ، فقد تنقل رئيس دائرة الحمادية و قائد فرقة الدرك الوطني ، لمحاورة المحتجين و تطمينهم بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية المسيلة قصد إيجاد مخرج لإنشغالاتهم ، ما أدى إلى إقناعهم بفتح الطريق في وجه حركة السير ، مهددين بمعاودة الاحتجاج خلال الأسبوع المقبل في حال عدم تلبية مطالبهم .