واجه مشروع الطريق المنفذ بين ميناء جن جن بولاية جيجل و مدينة العلمة بولاية سطيف الذي يربط بالطريق السيار شرق غرب عدة صعوبات و عراقيل بعضها بفعل طبيعة الأرضية و تضاريس المنطقة الصعبة و قد تم تجاوزها مؤخرا، حيث لوحظ تقدم الإنجاز بصورة كبيرة في أحد أهم المشاريع الحيوية التي توليها الدولة الجزائرية عناية بالغة. و يكسب مشروع الطريق الذي تجاوزت الأشغال به 10 بالمئة أهميته بالنظر إلى دوره في تنشيط الاقتصاد الوطني و خاصة مع وجود مشاريع أخرى حيوية يتم إنجازها بولاية جيجل، على غرار مشروع مصنع الحديد و الصلب ببلارة، و الهياكل الكبرى المنجزة كميناء جن جن و ملحقاته. خلال الزيارة التي قامت بها جريدة النصر لورشات مشروع الطريق المنفذ بين جن جن و العلمة اطلعنا على طبيعة العمل بالمشروع و نسبة تقدمه، و زرنا أهم نقاط المشروع الذي يعبر ثلاث ولايات على مسافة تقدر ب 22 كلم بولاية جيجل من أصل 45 كلم تشكل الطول الفعلي لمسار الطريق، التي رصدت له السلطات العمومية غلافا ماليا قدره 164 مليار دينار، لإنجازه، حيث من المنتظر أن تنتهي الأشغال به منتصف سنة 2017 . يشرف على العمل بالمشروع مجمع يضم ثلاث شركات، حيث أسند الشطر الموجود بولاية جيجل إلى المؤسسة الوطنية «سابطا»، وشركة الإنشاءات العامة الإيطالية، و قد سبق لوزير الأشغال العمومية خلال زيارته الأخيرة التي قادته لمعاينة المشروع الدعوة إلى عدم التهاون و تزويد الورشة بمختلف الآليات مع أمر بتغيير و زيادة وقت العمل بفرقتين بدل فرقة واحدة. خلال الخرجة الميدانية التي قمنا بها رفقة مسؤولين عن المشروع و مصالح ولاية جيجل، أكد لنا رئيس المشروع على مستوى الوكالة الوطنية للطرق السريعة على أن نسبة تقدم الأشغال تعدت 10 بالمئة على مستوى إقليم ولاية جيجل، أما فيما يخص الدراسات فتجاوزت 50 بالمئة، كما أكد مدير الأشغال العمومية بأن الأشغال الجاري إنجازها تتم بصورة مستمرة و حسنة، ليبقى فقط على الشركات تدعيم مختلف الورشات بالآليات. أرضية رطبة استدعت القيام بأشغال حفر إضافية الانطلاقة كانت من على بعد 500 متر من بداية الطريق المزدوج و بالضبط بالجهة الجنوبية المطلة على ميناء جن جن ، هناك قدمت لنا معلومات حول مكان بداية الطريق المزدوج بحيث تكون النقطة الكيلومترية صفر بجانب جدار الميناء مباشرة، اتجهنا بعدها إلى المحول الأول على مسافة 1,8 كلم من مسار الطريق و الذي يقع بجوار مطار فرحات عباس، مررنا على مصنع الآجر الموجود بالمنطقة حيث أخبرنا أحد المشرفين بأنه تم أخذ تواجد المصنع بعين الاعتبار ، بحيث ستتم تهيئة نفق تحت الطريق المزدوج من أجل ضمان تنقل شاحنات المصنع للتموين بالتربة المستعملة كمادة أولية، و المتواجدة بالجهة اليسرى من الطريق. لدى وصولنا إلى مكان إنشاء المحول و الذي تجري به أشغال تهيئة الأرضية، تبينت لنا الصعوبات التي عرفها المشروع بالمنطقة بفعل طبيعة الأرضية الرطبة التي تحتوي على المياه، مما حتم على شركة الإنجاز القيام بعملية معالجة خاصة من خلال القيام بأشغال حفر تجاوزعمقها المترين تحت مستوى الطريق، لوضع طبقة أولى من تربة الوديان نظرا لخصوصيتها في امتصاص المياه، ليتم بعدها بناء هيكل الطريق المزدوج بالإضافة إلى وضع قنوات لصرف المياه كبيرة الحجم. و هي نفس الصعوبات التي واجهها المشرفون على المشروع بين النقطة الكيلومترية 3,4 إلى غاية 5 كلم بسبب طبيعة التربة الرطبة. و من بين الصعوبات الأخرى التي عرقلت بداية المشروع تلك المتعلقة بتعويض أصحاب المنازل و ضرورة قطع بعض الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تحويل شبكة الري و قنوات الصرف الصحي. و من بين الصعوبات التي واجهها المشروع سابقا بالمنطقة تأخر تحويل شبكة الكهرباء و نزع الأعمدة، حيث لاحظنا وجود بعض الأعمدة التي يتم نزعها و تغيير مكانها خارج الطريق المزدوج، لنتوجه بعدها على مسافة سبعة كيلومتر أين تجري الأشغال لبناء جسر يعبر واد جن جن، طوله حوالي 300 متر، و قد عرف سرعة في الإنجاز حيث سيتم الانتهاء من الأشغال مع منتصف شهر سبتمبر القادم، من خلال اغتنام فرصة انخفاض منسوب مياه الوادي، حسب ما أكده رئيس المشروع. أكملنا المسير عبر مسار الطريق، أين شاهدنا بعض الآليات الجديدة، أخبرنا أحد المشرفين أنه تم إحضارها مؤخرا، مضيفا بأنه تم تدعيم المشروع بمجموعة من الآليات العاملة بمختلف الورشات، حيث قدر عددها في شهر جوان الماضي ب 330 آلية، و وصل الآن إلى 380 آلية تعمل دون توقف لكسب مزيد من الوقت و الإسراع في العمل قبل حلول فصل الامطار. و لدى مرورنا عبر النقطة الكيلومترية 12، شاهدنا عمق مستوى الحفر الذي تجاوز 12 مترا، و قد فرضت التضاريس الوعرة بجهة بلدية الأمير عبد القادر العمل بتلك الطريقة حسب المشرفين على الأشغال، و حين وصولنا إلى الطريق الرابط بين بلديتي قاوس و الأمير عبد القادر، أكد لنا المشرف بأن مسار الطريق سيتم تغييره بسبب مرور الطريق المزدوج عبره، فالطريق السيار سيغير من خصوصيات و ملامح المنطقة. بناء مصنع لإنجاز قوالب إسمنتية عملاقة لأشغال الجسور لدى وصولنا إلى أحد الجسور الموجودة على بعد 11 كلم والذي عرف تقدما كبيرا في الإنجاز، أما على مستوى منطقة شادية أين يوجد محول، فقد قامت مديرية الاشغال العمومية بتحويل شبكات واسعة مست الألياف البصرية، قنوات الصرف الصحي، شبكة المياه، أعمدة الكهرباء.غير بعيد عن المحول الذي سيتم الانطلاق في إنجازه بعد أشهر قليلة، تجاوزت عمليات الحفر لتحديد مستوى الطريق 20 مترا و قد تطلبت الأشغال في المنطقة فترة زمنية طويلة، لنصل إلى قاعدة الحياة أين يقيم عمال المشروع، حيث وجدنا مجموعة من الآليات مركونة بالحظيرة. غير بعيد عن المكان يجري تركيب قطع و أجزاء مصنع لإنتاج قوالب اسمنتية مخصصة لبناء الجسور، حيث سيتم الانتهاء من إنجازه نهاية الشهر المقبل ليشرع بعدها في صنع القوالب المستعملة في بناء الجسور العملاقة بالجهة الجنوبية، و على بعد 15 كلم كان يتم إنجاز جسر كبير، تم الانتهاء من وضع أعمدته. وأوضح رئيس المشروع بأنه سيتم الاعتماد على تقنية لنقل القوالب الكبير التي سيتم تصنيعها بالمصنع الجاري إنجازه، إذ سيتم الاعتماد على الجسور لنقل تلك القوالب من جسر تنتهي الأشغال به إلى الجسر الذي يليه. الطبيعة الصخرية تعيق تقدم الأشغال في الغابات الجبلية أكملنا مسيرتنا نحو مرتفعات الجبال، لنقف على أرضية صعبة يتم استعمال المتفجرات فيها لفتح مسار الطريق، و أخبرنا أحد القائمين على المشروع بأن الأراضي الغابية من بين الصعوبات الكبيرة التي تواجه مشاريع الأشغال العمومية، فمن الصعب أن تعرف خصوصيات الطبقة الجوفية للأرض، و هذا ما حصل على بعد 20 كلم من مسار الطريق أين واجه المكلفون بالإنجاز صعوبات تتعلق بوجود جزء كبير من الأرض الصخرية ، مع وجود بعض الينابيع، و يتطلب الوضع معالجة خاصة لكل مشكل. و صلنا إلى أخر نقطة استطعنا الوصول إليها على مسافة 22 كلم من ميناء جن جن، حيث كان يتم إنجاز جسر، و ما لاحظناه أثناء تواجدنا هو وجود فرقة للدرك الوطني لتأمين الاشغال، خاصة و أن الجسر يوجد وسط منطقة غابية وعرة، كشف لنا رئيس المشروع بأنه على بعد 2 كلم يوجد نفق مزدوج بمنطقة تاكسنة يبلغ طوله 1875 مترا، انطلقت به الأشغال بالجهة الجنوبية موضحا بأن عدد الجسور الموجودة على مسار الطريق بولاية جيجل 17 جسرا، يبلغ طولها الإجمالي حوالي تسعة كيلومترات ، و قد انطلقت أشغال إنجاز 12 جسرا منها، موضحا بأنه تم تهديم 62 بناية من أصل 156 بناية، كما سيتم إنجاز جسر طوله 01 كلم لتفادي عملية هدم حوالي 48 بناية ببلدية بني ياجيس، كما يتضمن المشروع ثلاثة محولات تجري الأشغال بها. وعن نسبة تقدم الأشغال فأوضح ذات المصدر أن نسبة الأشغال العامة تجاوزت 10 بالمئة، و فيما يخص الدراسات فتجاوزت 50 بالمئة ، مشيرا إلى وجود صعوبات متعلقة بانزلاقات التربة، و وجود التربة الصخرية بشكل كبير.لكن مدير الأشغال العمومية اعتبر بأن الأشغال تتم بوتيرة لابأس بها، إذ ينتظر من المؤسسات المكلفة بالإنجاز تدعيم الورشة بآليات أكثر لضمان الإسراع في الإنجاز و تسليم المشروع الذي يعول عليه كثيرا لإنعاش اقتصاد ولاية جيجل و الولايات المجاورة و المساهمة في بعث نشاطات مختلفة خدمة للاقتصاد الوطني.