شد المترشح الجزائري محمد عدلان فرقاني، في المسابقة الفنية «أراب أيدول» التي تبثها قناة «آم.بي.سي»، انتباه الجمهور العربي، وكذا لجنة تحكيم المسابقة التي ذهلت لأدائه المتميز، ووصفوه بالمخالف للطبيعة، معتبرين ما قدمه باللون الغريب، لأنه ببساطة أدى أغنية من التراث القسنطيني الأصيل، ما مكنه من التأهل عن جدارة واستحقاق. ونجح حفيد الحاج محمد الطاهر الفرقاني عميد أغنية المالوف في صنع الفارق، خلال مرحلة أداء التجارب، بصوته العذب والمرهف في الوقت نفسه، إذ يتمتع بخامة صوت مميزة أبهرت أعضاء لجنة التحكيم، وفي مقدمتهم المطربة الخليجية أحلام، التي قالت بأنها ستقوم بالبحث عبر شبكة الانترنت عن عائلته الفنية من أجل اكتشاف طابع المالوف الذي أسر قلبها، وجعلها في خانة المهتمين باكتشافه. ابن مدينة قسنطينة محمد عدلان فرقاني خص النصر بحوار تحدث فيه عن بدايته الفنية، كما كشف الأسباب التي دفعته للمشاركة في برنامج اكتشاف المواهب العربية، مضيفا بأنه فخور بالتعريف بطابع المالوف، وبمدينة الصخر العتيق. صنعت الحدث بمشاركتك في مرحلة التجارب من برنامج «أراب أيدول»، هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الجزائري ؟ محمد عدلان فرقاني طالب جامعي في تخصص هندسة طيران يبلغ من العمر 23 سنة، أنا حفيد الحاج محمد الطاهر فرقاني سفير أغنية المالوف في العالم، وأعد من الجيل الرابع لعائلة الفرقاني المعروفة بالحفاظ على التراث القسنطيني الأصيل، أطمح للسير على خطى عائلتي التي تؤدي هذا النوع الغنائي منذ عقود، وبالتحديد منذ عهد جد والدي الشيخ حمو الفرقاني رحمه الله، لقد كانت لي الفرصة أن شاركت في أحد أكبر البرامج الغنائية العربية، ونجحت في تقديم صورة جيدة عن عائلتي ومدينة قسنطينة، التي تعد بمفردها تاريخا بأكمله، بالنظر إلى جمالها الخلاب، الذي اكتشفه الجمهور العربي عبر «الروبورتاج» الذي أعده البرنامج، وبثته قناة «أم.بي.سي». جدي من شجعني على المشاركة في « أراب أيدول» *من أين أتتك فكرت المشاركة في برنامج من هذا النوع ؟ تود الصراحة لقد علمت بتواجد طاقم برنامج حصة «أراب أيدول» بالجزائر فجاءتني فكرة المشاركة من باب الاستمتاع، حيث اقتربت من جدي الحاج محمد الطاهر فرقاني الذي أخذت رأيه بخصوص هذا الأمر، حيث قام بتشجيعي على أن أجرب حظي في هذه المسابقة، خاصة وأن ثقته في صوتي كانت كبيرة جدا، بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها من ممارستي الغناء منذ نعومة أظافري، لقد كنت في الموعد، وتنقلت إلى العاصمة رفقة ابن خالتي، وأديت استخبارا مالوفيا على أنغام العود العربي الأصيل، لقد فاجأت أعضاء لجنة التحكيم المشكلة من كبار المطربين العرب بظهوري المتميز، خاصة وأنني جعلتهم يكتشفون لأول مرة التراث القسنطيني، الذي يعد أصعب من الغناء العربي الذي تعودوا على الاستماع إليه باستمرار. تلقيت إشادة وثناء لجنة التحكيم، ما هو شعورك ؟ لم أكن أتصور للحظة واحدة أن ظهوري في تجارب الأداء من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية سيتم التفاعل معه بهذه الطريقة، حيث كان تجاوب الجماهير الجزائري معي بطريقة مميزة، ما جعلني أتلقى عديد رسائل التهاني عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و»تويتر» و»انستغرام»، دون نسيان المكالمات الهاتفية، التي كانت تصلني كل لحظة بعد بث الحلقة. سعيد لأني نجحت في تقديم صورة جيدة عن بلدي و المالوف وقسنطينة، التي تعد من أجمل المدن العربية، ولكنها افتقدت للتسويق الجيد في السابق. ما قاله عني وائل كفوري ونانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي شرف كبير لي، ولعائلتي ككل، خاصة وأنهم انبهروا بصوتي العذب، وحضوري المميز، ما جعل كل واحد منهم يخصني بثناء لن أنساه. ما قاله عني أعضاء لجنة التحكيم يشرفني وتفاعل الجمهور أدهشني ألم تكن تخشى المغامرة بأداء طابع غنائي غير معروف لدى المشارقة؟ كما قلت لكم مشاركتي في هذا البرنامج العربي لم أكن أبحث من خلالها على الفوز، والتأهل إلى الدور المقبل، بقدر ما كنت مركزا على إيصال رسالة خاصة إلى الجمهور العربي، مفادها بأن الجزائر تمتلك طبوعا غنائية عريقة وضاربة في عمق التاريخ، بدليل أن العود الذي أعزف عليه يعود إلى العهد العباسي، شأنه في ذلك شأن الريشة، التي أبهرت الملحن المصري حسن الشافعي، الذي صنفني في مقام الموسيقيين الكبار، متوقعا لي مستقبلا كبيرا. أنا لم أغامر بأداء طابع المالوف بل على العكس بفضله تأهلت إلى الدور الثاني، وإلا كيف تفسرون تفاعل أحلام معي بتلك الطريقة، إلى درجة جعلتها تؤكد بأنها ستقوم بعد الخروج من البرنامج بتصفح مسار عائلتي عبر شبكة الانترنت من أجل الاستمتاع بطابع المالوف، الذي سحرها وسحر كافة أعضاء لجنة التحكيم. ما هي أهدافك خلال العروض النهائية، وهل تفكر في أداء أغاني المالوف ؟ سأكون كاذبا إن قلت لكم بأني سأتنقل إلى البلد الشقيق لبنان من أجل العودة بالتتويج، ولكني سأحاول تقديم صورة جيدة عن بلدي الجزائر ومدينتي قسنطينة، لدي الثقة في مؤهلاتي، وسأحاول الوصول إلى أبعد محطة ممكنة. يكفيني فخرا اختياري من بين 68 موهبة عربية، أنا أمتلك بعض الخبرة، بالنظر إلى انحداري من عائلة فنية، فضلا عن امتلاكي لثلاثة ألبومات لحد الآن، دون نسيان إحيائي لبعض الحفلات والسهرات الفنية. وأما بخصوص أدائي لأغنية المالوف في الأدوار القادمة فلا أعتقد ذلك، على اعتبار أن أعضاء اللجنة المنظمة هم من يختار النوع الغنائي المقدم خلال العروض. لست خائفا من هذا الجانب، ومن يؤدي أغنية المالوف بإمكانه أداء بقية الأنواع بكل سهولة، بالنظر إلى صعوبة القصائد المقدمة، ودقة الإيقاع المطلوبة. هدفي ليس التتويج باللقب إيما التعريف بالمالوف و قسنطينة هل تفكر في السير على خطى جدك ؟ جدي الحاج محمد الطاهر فرقاني عميد أغنية المالوف، وسفيرها عبر العالم، وعمي سليم أحد أشهر المؤدين لهذا الطابع الغنائي، دون نسيان والدي نصر الدين، الذي عزف «الموندولين» مع الحاج الفرقاني في وقت من الأوقات. أنا تعلمت منهم جميعا، وهدفي تحقيق جزء قليل مما وصلوا إليه. أدرك بأني في بداية الطريق فقط، ولن أصل إلى أحلامي بسهولة، اعتقد بأن الفرصة سانحة الآن، عقب نجاحي في أحد أقوى البرامج العربية. سأحاول أن أطور إمكاناتي بفضل الاحتكاك بمطربين مصنفين كنجوم، ولم لا تحقيق مشوار فني مشرف، على شاكلة عائلتي التي افتخر بالانتماء إليها، كونها تعد من أعرق العائلات الجزائرية، التي حافظت على التراث القسنطيني.