سرطان المبيض يقتل 50 بالمئة من المصابات دق أطباء مختصون في علاج الأورام السرطانية بالجزائر، ناقوس الخطر بعد ارتفاع حالات الإصابة بسرطان المبيض، الذي يعد ثاني سرطان قاتل للنساء بعد سرطان الثدي، حيث أنه يودي بحياة ما يقارب 50 بالمئة من المصابات، و يعد خطيرا جدا كونه غير ظاهر ولا يتم كشفه مبكرا، بل أغلب الحالات تشخص في حالة متقدمة من الإصابة، أين يكون العلاج الوحيد هو الجراحة و العلاج الكيميائي، رغم أن أغلب الحالات يفشل علاجها وتضطر للخضوع لحصص التلقيحات المعمقة و لها أيضا انعكاسات على المريضات.شكل سرطان المبيض محور الأيام الدولية الثالثة لعلاج الأورام السرطانية المنعقدة مؤخرا بوهران، حيث أجمع المختصون بأن سرطان المبيض يمس ما يقارب 250 ألف من النساء، أي ربع مليون سيدة سنويا عبر بلدان العالم، ويتسبب في وفاة 140 ألف مريضة، و قد حصر المختصون أعراض المرض بآلام في البطن مرفقة بآلام في الحوض، و اضطرابات العادة الشهرية، و أغلب الحالات يكون فيها الورم غير ظاهر و يصعب تشخيصه، بينما 49 بالمئة من الحالات المكتشفة، تستطيع العيش مدة 5 سنوات، مما يعكس مدى خطورة المرض الذي يعد ثاني نوع سرطاني قاتل بعد سرطان الثدي. وحسب البروفيسور فاطمة صغير، باحثة في جامعة وهران و أخصائية في مصلحة علاج الأورام السرطانية بمستشفى بن زرجب، فإن سرطان المبيض يعد ثاني سرطان يصيب النساء و سادس نوع سرطاني قاتل في العالم، لأن اكتشافه غالبا ما يكون متأخرا، وهي الخصوصية التي تصعب التدخل المسبق لعلاج المصابات ، وأبرزت المتحدثة أنه بالنظر لهذه الخصوصية فإن العلاج الكيميائي، يجب أن يرافق كل مراحل العلاج لتفادي أية مضاعفات. وحسب دراسة أجراها فريق طبي بوهران على مدار 15 عاما الماضية، فقد تم تسجيل 194 حالة إصابة بسرطان المبيض، منها 56 حالة لنساء أعمارهن أقل من 45 سنة، ، و يصنف في المرتبة الثامنة من حيث عدد الوفيات بالجهة الغربية و الجنوبية الغربية للوطن. و وفق دراسة أجراها فريق طبي من مصلحة السرطان بمستشفى مصطفى باشا، فإن حالتين من بين ثلاثة، يتم فيها تشخيص سرطان المبيض في مرحلة متأخرة، و نسبة فشل العلاج تفوق 60 بالمائة من الحالات المشخصة، وهذا رغم العلاج الذي تخضع له المريضة و الذي يرتكز على الجراحة والعلاج الكيميائي وكذا الحقن بلقاح خاص، تم إدراجه منذ 4 سنوات في المسار العلاجي لسرطان المبيض في الجزائر.أما بقسنطينة فقد أجرى فريق طبي من مصلحة علاج الأورام السرطانية بالمستشفى الجامعي بن باديس دراسة على مدار 6 سنوات الماضية، مست 125 حالة، فكشفت أن هذا النوع من مرض السرطان يصيب السيدات ما بين 40 و50 سنة بنسبة مرتفعة وصلت إلى 71 بالمئة من الحالات، و يشكل سرطان المبيض ما بين 15 إلى 25 بالمئة من الأورام غير الظاهرة، التي يصعب تشخيصها مبكرا، فيما تطرق المختصون لضرورة العمل على تكثيف الاجتماعات متعددة الاختصاصات عبر المستشفيات، لأن سرطان المبيض ثبت انتشاره عبر عدة أعضاء من جسم الإنسان منها الجهاز البولي و الكلى و حتى الجهاز العصبي، لذا فإن النقاش المشترك و التشخيص المشترك بين مختلف المصالح، من شأنه مساعدة الأطباء على دراسة كيفية تقديم العلاج للمصابات و المرور للجراحة و العلاج الكيميائي، وهذا حسب المتدخلين من شأنه أيضا تفادي فشل العلاج و وفاة المريضة. النصر التقت بمصابتين بسرطان المبيض الأولى هي السيدة فتيحة، 30 عاما، و التي قالت أنها لم تكتشف الإصابة إلا عند الولادة، حيث تم إنقاذ مولودتها بصعوبة ثم أخضعها الفريق الطبي لعملية جراحية تم خلالها نزع الرحم و المبيضين، و تابعت علاجا مكثفا طيلة سنوات و لا تزال لحد اليوم تحت الرقابة الطبية، رغم استعادتها لعافيتها. أما السيدة حياة فقد اكتشفت إصابتها عندما كانت تسعى للإنجاب، حيث خضعت لعملية جراحية معقدة وعلاج دقيق إلى غاية تمكنها من الإنجاب، ثم فشل علاجها ثانية وهي اليوم تخضع للتحاليل و الأشعة لتحديد الإصابة و كيفية العلاج، السيدة حياة كانت متوترة في حالة نفسية سيئة عندما التقينا بها، لأنها تنتمي إلى 10 بالمئة من الحالات التي أصيبت بالمرض لأسباب وراثية، لأن والدتها توفيت بنفس المرض. هوارية. ب