البروفيسور جمال الدين عبد النور مختص في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة أنا شاب في العشرينات من العمر و متخوّف من التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية، بعدما سمعت أنه قد يتسبب في إضعاف مناعتي، فهل هذا صحيح؟ من غير الممكن أن يتسبب اللقاح في إضعاف مناعة الجسم بل بالعكس، فالمناعة قد تضعف لأسباب أخرى ربما لها علاقة بنقص المناعة الذاتية أو المخاطية أو الدموية، و هناك أيضا أشخاص لهم قابلية للإصابة بالعدوى أكثر من الآخرين، و هم من يتوجب عليهم أخذ اللقاح و لهم الأولوية في ذلك، فحتى لو كنت شخصا في مقتبل العمر أنصحك بالخضوع للقاح ضد الإنفلونزا الموسمية كل سنة لتحمي نفسك، و لن يكون لذلك أية خطورة عليك، باستثناء بعض الأعراض الجانبية المتعلقة بالحساسية مثلا، و هذا أمر طبيعي قد يحدث لنا عند تناول الفراولة أو حتى الشوكولاطة، كما قد يحدث أن يُصاب الشخص المُلقّح بالإنفلونزا لكن بدرجة خفيفة. طفلي يمرض باستمرار بالإنفلونزا، فهل يجوز لي إخضاعه للقاح، و ماذا عن المرأة الحامل؟ اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية يقدم للطفل ابتداء من عمر 12 سنة، و على هذه الأم أن تعرف إن كانت ابنها يُصاب بالإنفلونزا حقا، لأن هناك حالات عدوى فيروسية و موسمية أخرى لا يفرق بعض الأولياء بينها و بين الإنفلونزا لتشابه الأعراض بينهما، فاللقاح يحتوي على الفيروسات الأكثر انتشارا في بيئتنا و التي قد تأتي من بلدان العالم الأخرى مع سهولة تنقلات البشر، لأن الفيروس أيضا يسافر تماما مثل الأشخاص، و هو متحول كونه يغير غلافه كلما اتصل بالأجسام المضادة، لذلك يتوقع الباحثون التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليه في المخابر. بالنسبة للمرأة الحامل يمكنها طبعا الخضوع للقاح ضد الإنفلونزا الموسمية، لكي تحمي نفسها و تحافظ على سلامة طفلها. كيف يمكن للمريض التفريق بين الإنفلونزا و الزكام؟ لا يمكنه أن يفرق بينهما فهما يشبهان بعضهما كثيرا، لكن ما على المريض أن يعرفه أن الزكام يمس الجهة العلوية التنفسية، على مستوى الأنف و الحلق، كما يسبب توعكا و وجعا بسيطا في عضلات الجسم و المفاصل، بينما الإنفلونزا تمس الرئتين و الشُّعب التنفسية و الحويصلات الهوائية، و قد تؤدي إلى حدوث ورم على مستوى هذه الحويصلات ينتج عنه انسدادها و ربما وفاة المصاب إذا كان مسنّا، و هو ما يفسر ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين بهذه العدوى، كما توجد فيروسات معوية تسبب الوهن، و هي أعراض يظن البعض أن سببها الإنفلونزا.