تونس تهدّد باللجوء إلى مجلس الأمن بعد سقوط قذائف ليبية على أراضيها هدّدت الحكومة التونسية باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في حال تواصل سقوط قذائف ليبية على أراضيها في ظل اشتباكات شبه يومية بين قوات القذافي والمعارضة، ووصف مصدر بوزارة الشؤون الخارجية هذه الخروقات بالعدائية وأنه يمكن أن تؤثر سلبا على العلاقات بين الدولتين. وقد شددت الحكومة التونسية لهجتها أول أمس وهدّدت برفع شكوى إلى الأممالمتحدة، وقال مصدر مأذون في وزارة الخارجية أن الحكومة التونسية كلفت سفير تونس بطرابلس بإبلاغ احتجاجها الشديد إلى السلطات الليبية وتحذيرها من أن تواصل هذه الخروقات الخطيرة من قبل القوات التابعة لها ستكون له "انعكاسات سلبية جدا" على العلاقات بين البلدين، وأضاف أن الحكومة التونسية تؤكد أن مثل هذه التصرفات غير المقبولة وتخل بعلاقات حسن الجوار بين البلدين، ومن شأنها تعقيد الأوضاع في الوقت الذي تبذل فيه تونس جهودا مضاعفة في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق والقيام بواجبها الإنساني إزاء عشرات الآلاف من اللاجئين. وسقطت نحو عشرين قذيفة أول أمس في الأراضي التونسية بعد تجدد الاشتباكات بين قوات النظام الليبي والمعارضة بالقرب من مركز الذهيبة الحدودي، حسبما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر لفرانس برس في وقت سابق، وبالإضافة إلى ذلك أعلن المصدر التونسي أن الحكومة تتعهد باتخاذ إجراءات صارمة تقتضيها واجباتها في الدفاع عن ترابها الوطني وحماية مواطنيها وتأمين بما في ذلك رفع المسألة إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، وأضاف أن الحكومة التونسية تعتبر هذه الأعمال "تصرفا عدائيا" من الجانب الليبي الذي تعهد أكثر من مرة بمنع قواته من إطلاق النار باتجاه التراب التونسي دون أن يحترم تعهداته. من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية تونسية في ولاية تطاوين المجاورة للحدود الجنوبيةالشرقية الليبية أن صفية القذافي زوجة العقيد الليبي معمر القذافي وابنته عائشة تقيمان حاليا في أحد الفنادق بجزيرة "جربة" التونسية التي تبعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس. وقالت إذاعة "تطاوين" المحلية التي تبث برامجها من الجنوبالتونسي الليلة الماضية أن صفية وعائشة القذافي دخلتا السبت الماضي إلى تونس عبر معبر "راس جدير" الحدودي التونسي الليبي، وكان مصدر رسمي تونسي أكد في وقت سابق أن محمد القذافي النجل الأكبر للعقيد معمر القذافي الذي يشرف على قطاع الاتصالات في ليبيا قد وصل أيضا إلى جزيرة جربة التونسية لتلقي العلاج. وكانت مصادر إعلامية تونسية مطلعة في معبر راس جدير الحدودي قالت هنا اليوم أن وحدات من الجيش والأمن التونسي تطوق إحدى المصحات الخاصة بجزيرة جربة دون أن تذكر إن كانت شخصيات ليبية تقيم للعلاج في هذه المصحة، وأكدت المصادر أن رئيس الوزراء السابق ووزير النفط الليبي شكري غانم عبر بدوره الحدود التونسية الاثنين الماضي متجها إلى جزيرة جربة حيث أقام في أحد الفنادق وسط أنباء تحدثت عن انشقاقه عن نظام القذافي وانضمامه للمعارضة. وكان عدد من كبار المسؤولين الليبيين قد عبروا منذ الاثنين الماضي معبر راس جدير الحدودي التونسي الليبي إلى تونس من بينهم المستشار السابق في الأمانة العامة للشؤون الخارجية عبد الله محمود الحجازي إضافة إلى مساعد مدير الاستخبارات العسكرية الليبية. وتأتي هذه الحركة المكثفة لعبور العديد من كبار المسؤولين الليبيين معبر راس جدير الذي أصبح البوابة الوحيدة التي يتحرك من خلالها مسؤولو ليبيا نحو الخارج، وسط تصعيد حاد للمعارك الجارية بين المعارضة وكتائب القذافي من أجل السيطرة على معبر "وازن-ذهيبة" على الحدود الجنوبيةالشرقية بين تونس وليبيا . وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد أعلنت بمطار القاهرة أمس حالة الطوارئ، بعدما ترددت أنباء عن وصول محمد النجل الأكبر للعقيد الليبي معمر القذافي قادما من تونس، وقالت مصادر مسئولة بالمطار أن قادة أجهزة الأمن المختلفة توجهوا إلى صالة الوصول رقم ثلاثة لاستقبال ركاب رحلة للخطوط التونسية قادمة من تونس والتي تبين عدم وجود أحد من أسرة القذافي على متنها .