أطباء يتغيّبون عن المداومة وخدمات متدنية بعيادات جوارية يشكو مواطنون بباتنة، من ضعف وتدني الخدمات الصحية على مستوى العيادات الجوارية المتواجدة بالأحياء، من غياب للأطباء، وانعدام التجهيزات الطبية وسوء الاستقبال، وتدهور وضعية المرافق وهو ما وقفت عليه النصر، في خرجة ميدانية عبر بعض مؤسسات العيادات الجوارية العمومية خلال نهاية الأسبوع، حيث وقفنا على تغيب أطباء وسوء استقبال في وقت لم يجد مرضى بينهم حالات استعجالية من يتكفل بهم. سعيا منا للوقوف ميدانيا على شكاوى وانشغالات يطرحها مواطنون حول سوء وتدني الخدمات الصحية بالمؤسسات الجوارية العمومية، تنقلنا إلى العيادة الجوارية الجديدة بالقطب السكني حملة 03 في حدود منتصف النهار من يوم الجمعة وتزامن تواجدنا بالعيادة مع وصول أحد الأشخاص المرضى أتى به رفيقه بعد أن أصيب بضيق في التنفس وغثيان، نتيجة حادث عمل تعرض له بعد أن استنشق رائحة مادة خطيرة من نوع الأحماض (الأسيد)، المصاب ورغم حالته الاستعجالية إلا أنه لم يتمكن من العلاج بسبب غياب الطبيب دون أن يقدم العون المتواجد بمكتب الاستقبال سبب الغياب، وقال للمريض ومرافقه بأن يرجعا عند حدود الساعة الثانية بعد منتصف النهار. وعاد مواطنون آخرون قصدوا العيادة أدراجهم أيضا، بسبب غياب الطبيب وطلب منهم العودة مساء، وفي تلك الأثناء قررنا متابعة وضعية المريض المختنق الذي توجه به مرافقه إلى العيادة الجوارية بكشيدة، حيث تنقلنا إلى العيادة الجوارية للصحة العمومية لحي كشيدة الذي يعتبر من أكبر الأحياء الشعبية لمدينة باتنة وتتواجد به عيادة صحية تفتح أبوابها على مدار اليوم نهارا وليلا نظرا للإقبال الذي تشهده. وصلنا إلى عيادة كشيدة، وكانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي الواحدة بعد منتصف النهار لنجد المشهد شبيها بسابقه بعيادة حملة 03 حيث لم يكن يتواجد الطبيب بالعيادة أيضا رغم أنه وحسب الممرض الوحيد الذي وجدناه داخلها فإن العيادة تضمن المناوبة وأكد لنا عدم علمه بسبب عدم التحاق الطبيب المناوب وطلب من الوافدين على العيادة الانتظار وقدم للمريض الذي تعرض للاختناق والغثيان الأكسجين. انتظرنا بعيادة كشيدة قدوم الطبيب لأزيد من ساعة من الزمن لكن دون أن يأتي في وقت راحت تتأزم فيه وضعية المريض المختنق الذي ظل دون علاج، وكانت قد التحقت بالعيادة ممرضة وبعدها مدير المناوبة الذي طرحنا عليه سبب غياب الطبيب فقال لنا ربما أنه ذهب لأداء صلاة الجمعة وأكد بأنه سيرفع تقريره بغياب الطبيب. غادرنا العيادة الجوارية لحي كشيدة ووجهتنا مرة أخرى العيادة الجوارية بحملة 03 لنجد هذه المرة الطبيب قد التحق بعمله وكانت الساعة تشير إلى الثانية ونصف بعد منتصف النهار، وحين سألنا الطبيب وبعض العاملين بالعيادة عن سبب غياب الطبيب فكانت إجابتهم «الطبيب ليس آلة ربوتيك هو أيضا بشر يغيب لأسبابه الشخصية» وأضاف الطبيب « بأن الجميع يبحث عن مصلحته الشخصية ولا يراعي ظروف الطبيب» ولم يكشف الطبيب المناوب سبب غيابه وراح يقدم تبريرات عدة. وفي حديثنا لعدد من المرضى الذين وجدناهم بالعيادة الجوارية لحملة 03 أعربوا لنا عن استيائهم من عدم ضمان المناوبة الصحية ليلا بالعيادة وقالوا بأن الطبيب على مستوى عيادة حملة 03 يغادر عند الساعة الثامنة في حين يجدون أنفسهم ليلا مضطرين للتنقل في السيارات نحو عيادات أخرى أو المستشفى الجامعي في الحالات الاستعجالية، وأكدوا بأن مطلب السكان ومنذ فتح العيادة لأبوابها ضمان المناوبة الليلية. و لم نتمكن من معرفة موقف مدير قطاع الصحة الذي لم يرد على اتصالاتنا