بوكروح: المسؤولون خرقوا الدستور دائما وعليهم احترامه يجب عدم المس بالركائز الوطنية ولابد من وضع الدستور فوق الجميع دعا نور الدين بوكروح الأمين العام الأسبق لحزب التجديد الجزائري والمرشح لرئاسيات 1995 لاحترام دستور البلاد خاصة من طرف المسؤولين، وجعله فوق كل الناس والهيئات، ووضع دستور لا يتغير بتغير الرؤساء والحفاظ على الثوابت وعدم المساس بها في كل مرة. قال نور الدين بوكروح المرشح للانتخابات الرئاسية لسنة 1995 أمس بعد استقباله من طرف هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية انه ركز في رؤيته التي قدمها للهيئة على فلسفة الإصلاحات السياسية وليس على الآليات، وقال في هذا الشأن أنه "حان الوقت للجزائر لأن تنتقل نهائيا من الدولة الهائمة من دستور لآخر إلى عهد الدولة الدائمة القائمة والمستقرة، أي دولة تعثر على استقرارها من خلال احترام الدستور". وبرأي نور الدين بوكروح فإن احترام الدستور شيء ينبع من السلوكات والمواطن العادي أو الحركة الجمعوية لم يخرقان يوما الدستور، بل المسؤولون الذين اشرفوا على الدولة هم من خرق دائما الدستور، واستعمل المتحدث هنا المثل الشعبي القائل "حاميها حراميها" ليشدد على انه يجب الخروج من هذا العهد نهائيا.ودعا بوكروح في الاقتراحات التي رفعها لبن صالح وأعضاء هيئته المسؤولين في الدولة لان يراجعوا تصوراتهم بالنسبة لاحترام الدولة، واحترام الدستور قائلا 'الدستور يجب أن يوضع فوق الناس مهما كان دورهم في المجتمع ودورهم في التاريخ". وما نصبو إليه يضيف ذات المتحدث هو وضع دستور لا يتغير كلما جاء رئيس جديد، أي كل خمس أو عشر سنوات ففي ظرف خمسين سنة عمر الدولة الجزائرية عدلنا الدستور خمس مرات. بوكروح الذي أوضح انه ركز في المقترحات التي قدمها لهيئة المشاورات على فلسفة الإصلاحات وليس على الآليات، قال أن كتابة الدستور شيء سهل وللجزائر الكثير من الكفاءات والمختصين في هذا المجال إذا كان الأمر يتعلق فقط بتغيير الدستور والقوانين الأساسية الأخرى، لكن لا بد أن لا نمس في كل مرة بالثوابت والركائز الوطنية مثل مكونات الهوية، وطبيعة الدولة الجزائرية، وعدد العهدات الرئاسية والحريات الفردية والجماعية وغيرها.ويرى المرشح لرئاسيات 1995 أن الدستور لا يجب أن يوضع تحت مسؤولية فرد مهما كان منصبه، فهو لابد أن يكون فوق الجميع والشعب هو حامي الدستور وليس الأفراد والهيئات لأن الشخص يزول ويتغير، لكن على الشعب أن يتمتع بمستوى معين من الوعي، والدستور يعلو فوق الجميع ولا يعلى عليه. كما أوضح بوكروح الذي دعي للمشاورات السياسية بصفته شخصية وطنية ومرشح سابق للانتخابات الرئاسية انه ركز في الرؤية التي قدمها لهيئة المشاورات أيضا على فكرة أن العالم حولنا يتغير وبصفة خاصة العالم العربي، واعتبر أن الجزائر التي كانت في وقت ما رائدة في الديمقراطية أخفقت في هذه التجربة خلال العشرين سنة الماضية، لكنه اعتبر آلية الاستشارة شيء ايجابي وتطور في حد ذاته، والاهم من ذلك النتائج التي ستتمخض عنها المشاورات في المستقبل القريب.