قائد "افريكوم" يزور الجزائر لبحث التعاون الأمني حل أمس بالجزائر قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) الفريق أول "كارتر ف. هام" في زيارة رسمية تستغرق يومين. وخلال الزيارة، سيجري "الفريق أول هام" محادثات مع مسؤولين جزائريين، بحيث سيتم استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية، وتتناول المحادثات سبل تعزيز التعاون العسكري الثنائي بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والقاري. وحسب بيان للسفارة الأمريكيةبالجزائر، فان الزيارة تندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر. وقالت بأن المسؤول الأمريكي "الفريق أول هام" سيستمع إلى نصائح وتوصيات السلطات الجزائرية حول مواضيع مختلفة لتحسين المساعدات الأمريكية في الدول الإفريقية.ومن المنتظر أن يتطرق المسؤول الأمريكي خلال زيارته، إلى ملف الأزمة الليبية، والنزاع الدائر هناك، خاصة أمام تزايد المخاوف من استغلال تنظيم القاعدة، الأوضاع الحالية للتزود بأسلحة جديدة، ما قد يشكل تهديدا حقيقيا على دول الساحل، خاصة وان عدة دول منها مالي كانت قد أشارت إلى تهريب شحنات من الأسلحة إلى معاقل التنظيم الإرهابي في مالي. كما أشار الوزير الأول، احمد أويحيى، مؤخرا إلى وجود علاقة بين تزايد العمليات الإرهابية في الجزائر خلال الفترة الأخيرة والتي خلفت أزيد من 40 ضحية في صفوف أسلاك الأمن، والاضطرابات التي تعرفها ليبيا، وأكد الوزير الأول، بأن مخزون الأسلحة في ليبيا أصبح "في مهب الرياح" بعد تعرض هذه المخازن لعمليات نهب، وتم تهريبها إلى دول المنطقة، وتساءل الوزير بشأن العلاقة بين انتعاش العمليات الإرهابية، وتنامي ظاهرة تهريب الأسلحة. كما تأتي زيارة المسؤول الأمريكي، عقب تبنى دول الساحل، في اجتماعها الأخير في باماكو، لخطة عمل مشتركة تقضى بنشر 75 ألف جندي على الحدود المشتركة لتعقل تحركات تنظيم القاعدة، وقد تم قبل أيام إطلاق عملية عسكرية محدودة ومتزامنة شنّتها جيوش الجزائر، مالي وموريتانيا، ضد إرهابيين ومهرّبين، أدت إلى مقتل وجرح 10 إرهابيين. كما تم إيقاف، في نفس العمليات العسكرية 5 أشخاص من المهرّبين النشيطين بالمنطقة بحوزتهم أسلحة وذخيرة. كما قامت الدول المشاركة في اجتماع باماكو، بتكليف الجزائر للتنسيق مع الدول الشريكة في محاربة الإرهاب، للتحضير لعقد قمة بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، يتم خلالها وضع تدابير عملية لتعزيز التعاون بين دول الساحل، والبلدان الشريكة في مكافحة الجماعات الإرهابية. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد أكد خلال مشاركته في قمة مجموعة الثمانية الأخيرة بمدينة "دوفيل" الفرنسية، أن الجهود التي تبذلها إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب و فروعه يجب استكمالها لمشاركة تستجيب لحاجات إفريقيا.و قال إن الأمر يتعلق بترقية "تعاون معزز في مجال الاستعلام والتكوين و تطوير القدرات و تمكين المؤسسات الإفريقية من التجهيزات الخاصة". و أوضح الرئيس بوتفليقة أن الأمر يتعلق أيضا "بنقص الوسائل المادية للوقاية والمحاربة و تتمثل الحاجات المستعجلة في هذا المجال في تجهيزات مراقبة الحدود والتجهيزات المكيفة لتعزيز القدرات العملياتية لوحدات التدخل والتصدي".و دعا فيما يتعلق بالاستعلام إلى "مواصلة و منهجة تبادل تدفق المعلومات العملياتية و تسهيل إنشاء بنوك المعطيات و تحديثها في إفريقيا" مؤكدا أن "تجفيف مصادر تمويل الإرهاب يفترض كذلك تجريم دفع الفدية للمجموعات الإرهابية التي تختطف الرهائن". و ذكر رئيس الجمهورية أن "مقاربة الشراكة هذه في مجال محاربة التهديدات المتقاطعة تندرج ضمن الديناميكية التي أطلقتها ندوة باريس الأخيرة التي صادقت على جملة من الإجراءات المتعددة الأبعاد من أجل تعزيز التعاون في مجال محاربة المتاجرة بالمخدرات". ويشار أن زيارة قاد "افريكوم" تأتي في سياق تكثيف تبادل الزيارات على أعلى مستوى في مجال التعاون الأمني بين البلدين خلال العامين الماضيين. فقد قام العديد من المسؤولين الأمريكيين بزيارة الجزائر وأكد كل المسؤولين الأمريكيين المكلفين بقضايا الأمن الذين زاروا في الاشهر القليلة الماضية، رغبة واشنطن فتعزيز التعاون الأمني مع الجزائر، من خلال برامج التكوين لفائدة أفراد من الجيش الجزائري لاسيما على تقنيات تفكيك العبوات الناسفة، كما تم الإعلان عن إجراء مناورات عسكرية بين البحرية الجزائريةوالأمريكية في البحر المتوسط، إضافة إلى تمرينات خاصة بالإنقاذ في حالة حدوث كوارث طبيعية. ونفى المسؤولين الأمريكيين، وجود أي جندي أو قوات أو قواعد عسكرية أمريكية في الجزائر. كما أبدت واشنطن تحولا في موقفها بشأن التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، بحيث تم استبعاد فكرة التدخل العسكري في المنطقة، والتركيز على جهود دعم الجيوش المحلية وتحديثها، وهو ما أكده قائد القوات البرية للقيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا (افريكوم) الذي نوه بالدور "الريادي" للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل. وقال المسؤول الأمريكي أن "الوضع بمنطقة الساحل يعد مسألة إقليمية و أن الجزائر تلعب دورا رياديا في مكافحة الإرهاب بهذه المنطقة" و أضاف "نحن معجبين بالتقدم المحقق في هذا المجال".