تقمص شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس أكبر رهان في مساري الفني كشف الممثل محمد الشريف بوعاكر، المعروف في الساحة الفنية باسم زينو، بأنه رفض كل العروض التي تلقاها للمشاركة في أعمال تليفزيونية من المقرر أن تبث في رمضان المقبل، لأنه يعتبر تقمصه لشخصية العلامة عبد الحميد بن باديس في المسلسل الذي أخرجه عمار محسن، أكبر رهان في مساره الفني. الممثل أوضح للنصر بأنه استخرج كل طاقاته و قدراته و بذل أقصى جهده من أجل النجاح في تقديم رمز العلم و الثقافة و الأدب عبد الحميد بن باديس، و يراهن على نجاحه و نجاح المسلسل ككل، ليكون علامة فارقة في مساره الفني، مشيرا إلى أن هذا المسلسل التاريخي الضخم سيكون جاهزا للبث عبر التليفزيون الجزائري، الجهة المنتجة، خلال شهر رمضان المقبل. و بخصوص سؤالنا إذا لم يواجه صعوبات في تقمص هذه الشخصية التاريخية، بعد أن ارتبط اسمه بأداء عدة أدوار كوميدية ناجحة على خشبة المسرح و في مسلسلات و اسكاتشات تليفزيونية، رد بأن شخصية العلامة بن باديس هو ثاني دور تاريخي يؤديه، فقد سبق و أن جسد شخصية الرئيس الأسبق و المجاهد الفقيد محمد بوضياف في فيلم «كريم بلقاسم» لأحمد راشدي، كما أنه قدم دورا رئيسيا في المسلسل الاجتماعي الدرامي «بصمات الماضي» لمحمد فوزي ديلمي، مؤكدا بأنه يستطيع أداء كل الأدوار، و بأنه ليس متخصصا في الكوميديا، بل يعرض عليه مخرجون و منتجون أدوارا كوميدية فيؤديها. و أضاف بأن المخرج محمد فوزي ديلمي قال له بالحرف الواحد «لا أريد أن أراك ممثلا كوميديا فقط ،كما يراك الناس، لديك قدرات أخرى سأبرزها، ليشاهد الجميع الجانب الآخر من شخصية زينو». في ما يتعلق بسؤالنا حول اختياره لتقمص شخصية رئيس جمعية العلماء المسلمين ، رد الفنان بأنه كان في البداية مكلفا بمهمة مساعد مخرج في هذا العمل، و كلفه مخرجه عمار محسن الذي يعتبره أستاذه في الفن و صديقه و يعود له الفضل في اكتشافه تليفزيونيا، إلى جانب العديد من الممثلين القسنطينيين مثل حكيم دكار و مراد مساهل و غيرهما، بالبحث عن ممثل يملك خبرة واسعة في المجال و تشبه ملامحه بنسبة 80 بالمئة ملامح العلامة، لكن مدير الإنتاج الذي لم يسبق و أن شاهد أعماله التليفزيونية، قال له «إنه أمامك لا داعي للبحث». و أضاف «المخرج عمار محسن رحب بالفكرة، لأنه يثق بموهبتي، فرفعت التحدي و راهنت على نجاحي في تقمص هذه الشخصية العظيمة و تعريف الناس بسيرتها و مسارها التنويري و الترشيدي و النضالي، رغم أنني أؤمن بأننا مهما اجتهدنا، فلن ننجح في إعطاء العلامة و لو 1 بالمئة من قيمته الحقيقية». و أشار إلى أن باقة من الممثلين المعروفين جسدوا الشخصيات الأخرى في المسلسل الذي كتب السيناريو الخاص به رابح ظريف، على غرار شافية بو ذراع، عنتر هلال،جمال دكار ، تينهينان و مبروك فروجي، و قد تم تصوير العمل طيلة أربعة أشهر في عدة ولايات، مؤكدا بأنه سيكون أضخم عمل يعرضه التليفزيون الجزائري، الجهة المنتجة له، في رمضان. و قال من جهة أخرى بأنه رفض كل العروض التي تلقاها للمشاركة في أعمال رمضانية أخرى، لكي يركز المشاهدون على أدائه في مسلسل «بن باديس» فقط، و يقيمونه على هذا الأساس. أما عن فيلم «بن باديس» للمخرج باسل الخطيب، فقد أكد محمد الشريف بوعاكر، بأنه جد متحمس لمشاهدته و قد تأسف كثيرا لعدم عرضه، كما كان مبرمجا، في يوم العلم، الموافق ل 16أفريل الجاري، و تمنى النجاح للفيلم و المسلسل معا، لأنهما في النهاية يكرمان و يخلدان شخصية العلامة و يعبران عن تقدير و عرفان كل الجزائريين لما قدمه من أجلهم، لإخراجهم من عتمة الجهل إلى النور و الحفاظ على هويتهم و تراثهم . جدير بالذكر أن المخرج عمار محسن سبق و أن صرح للنصر، بأن المسلسل يتضمن 30 حلقة، مدة كل واحدة 40 دقيقة، و اعتمد في تجسيده على طاقم فني و تقني جزائري بنسبة 100 بالمئة، و أكد بأنه غير منزعج من تصوير فيلم حول نفس الشخصية الوطنية التاريخية في نفس الوقت الذي شرع فيه في تصوير مسلسله، لأن مدة بث المسلسل تعادل عرض 11 فيلما، لهذا سيستقطب المسلسل، حسبه، ملايين المشاهدين عبر شاشة التليفزيون، في حين سيكون الجمهور الذي يتابع الفيلم في قاعات السينما أقل بكثير.