ارسلت المعارضة الليبية المسلحة إشارات ود غير مسبوقة إلى إسرائيل ، أعلنت من خلالها عبر وسيط فرنسي استعدادها لإقامة علاقات رسمية مع تل أبيب في حال وصولها إلى الحكم ، و هو تطور مفاجئ أثار استغراب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه. فقد كشف الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي أنه نقل رسالة من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول أمس الخميس ، مفادها أن المعارضة الليبية ستسعى لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في حال وصولها للسلطة. ونقلت وكالة فرانس برس عن الكاتب الفرنسي اليهودي الأصل قوله أنه "خلال لقاء دام ساعة ونصف، أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي رسالة شفوية من المجلس الانتقالي مفادها أن النظام الليبي المقبل سيكون معتدلاً ومناهضاً للإرهاب، ويهتم بالعدالة للفلسطينيين وأمن إسرائيل". وأوضح الكاتب الذي زار مدينة مصراته الليبية مؤخرا، أن الرسالة تقول إن "النظام الليبي المقبل سيقيم علاقات عادية مع بقية الدول الديمقراطية، بما فيها إسرائيل". ورداً على سؤال عن ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الكاتب الفرنسي "يبدو لي أنه لم يستغرب من فحوى الرسالة " ومن جهته، أعرب نتنياهو أثناء لقاءه مع وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه، ، حسبما أفاد به بيان للحكومة الإسرائيلية، مضيفا بأن "القذافي له ماض ثقيل بخصوص دعمه للإرهاب الدولي ولم يكن يوما صديقا لإسرائيل أو شعبها، ولن تندم إسرائيل عندما ترى القذافي يزول". وأكد ناطق رسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لوكالة فرنس برس بأن نتنياهو قد التقى بالكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي. على صعيد آخر،أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة أول أمس أن قوات المعارضة ارتكبت" مرتين انتهاكات "لحقوق الإنسان. وكانت لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان فى الأممالمتحدة ذكرت قبل ذلك أن السلطة و قوات المعارضة ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وردا على سؤال حول هذه الاتهامات اقر غوقة خلال ندوة صحفية فى بنغازى معقل المعارضة المسلحة فى شرق البلاد بان عناصرها ارتكبت "انتهاكات مرتين" كانوا خلالهما يخشون "أعمالا إرهابية" من جانب قوات القذافى فى بنغازى. وأوضح " كنا نخشى طابورا خامسا يتحرك فى المدينة " مضيفا " نحن نتعقب المرتكبين وسنسوقهم أمام القضاء" مشددا فى الوقت نفسه على أن قوات المعارضة تحاول أن " تعامل أسرى الحرب وفقا لمعاهدة جنيف". وأوضحت لجنة الأممالمتحدة أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات المعارضة "التعذيب إضافة إلى أشكال أخرى من المعاملة اللاإنسانية والمذلة " وهى جرائم ارتكبتها أيضا قوات القذافى حسب التقرير. وشكلت لجنة التحقيق اثر قرار من مجلس حقوق الإنسان فى فيفرى للمطالبة بتقييم مستقل لأعمال العنف المرتكبة فى البلاد منذ اندلاع العنف فى ليبيا. و في سياق المساعي الدبلوماسية،أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أول أمس في روما أن روسيا سترسل مبعوثا خاصا الى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة. وجاء ذلك أثناء اجتماع ثلاثي ضمه الى نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. وكان مدفيديف أعلن خلال قمة مجموعة الثماني الأسبوع الماضي في دوفيل بفرنسا عن إرسال موفد الى بنغازي هو الممثل الروسي الأعلى الى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف قريبا. وأضاف أن هذا الموفد سيتوجه أيضا الى العاصمة الليبية، حسب ما أعلن مسؤول روسي كبير قريب من الملف. وشدد مدفيديف على أهمية التوصل الى تسوية متفاوض عليها. وقال للصحافيين في روما "نرغب قدر الإمكان أن تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية" مقرا مع ذلك بان سبيل المفاوضات "طريق شاقة جدا". يشار الى أن موسكو كانت تقيم علاقات وثيقة مع نظام القذافي وقد امتنعت عن التصويت في الأممالمتحدة على القرار 1973 الذي سمح بشن ضربات دولية ضد طرابلس. لكنها نأت بنفسها بشكل متزايد عن النظام. وقد دعا مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في فرنسا الأسبوع الماضي الى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع. وكان رئيس المجلس الوطني الإنتقالي رحب بالموقف الجديد الذي اتخذته روسيا. عسكريا اهتزت العاصمة الليبية طرابلس ليل الخميس-الجمعة على وقع انفجارات عنيفة جراء عمليات القصف التي تقوم بها طائرات الأطلسي. و استهدفت عمليات القصف التي نفذها الناتو باب العزيزية الذي يوجد به مقر الزعيم الليبي، وفي هذا القطاع، تعرضت ثكنة للحرس الشعبي لعدة غارات الأسبوع الماضي.