تضم ولاية جيجل العديد من الأماكن و المواقع السياحية التي «مهما زرتها، فستظل تشتاق إلى رؤيتها من جديد»، كما أكد سائح قدم من تونس إلى ولاية جيجل، متسائلا» كيف أنسى الكهوف العجيبة، و عيني لا تزال تتذكر ملامح تلك الرسومات المجسمة داخلها؟، لقد زرتها في سنة 2000 ، و لا أزال أشتاق إليها، وقد عدت سنة 2017 لأتذكر تلك الأيام الخوالي». لا يزال الموقع المميز لشاطئ الكهوف العجيبة بزيامة منصورية، بولاية جيجل الذي جمع بين الرمال و الغابة، و المغارة العجيبة التي يعود تاريخ اكتشافها إلى القرن الماضي، و يقصدها السياسيون، الديبلوماسيون، الباحثون ومواطنون من مختلف الفئات والأعمار، لأن جمالها الطبيعي العجيب يغري باكتشاف أسرارها مكامن الإبداع الخارق فيها. يعود أول اكتشاف لهاته المغارة سنة 1917 ، حينما كان عمال الجسور والطرقات بصدد شق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، و اضطروا إلى حفر نفق أدى إلى ظهور هذه المغارة التي شكلت ظاهرة عجيبة و فريدة من نوعها، في شكل معلم طبيعي أثري وسياحي، تجاوزت شهرته الحدود الجغرافية، و انتشرت المقولة الشهيرة»من لم يزر الكهوف العجيبة لم يزر ولاية جيجل». تقع الكهوف العجيبة وسط ديكور طبيعي خلاب، عانق فيه الجبل البحر، و زادتها جمالا ألوان البساط الأخضر الذي يوجد على ضفاف الوادي الذي يتخذه الزوار مكانا للسكينة و التخييم، أما زرقة مياه البحر، فقد فاقت كل التصورات، عندما تمتزج مياه البحر بالوادي، أما مغارة الكهوف العجيبة، فقد ارتدت ألوان المعادن. لكي تصل إلى الكهوف، ما عليك سوى ركن سيارتك على حافة الطريق و قطع جسر يعد تحفة هندسية، و الغريب في تلك الكهوف، حسب القائمين على مراقبة الكهوف، أن درجة الحرارة بها تعادل الترقيم الإداري للولاية 18، و هي ثابتة، و توجد داخل المغارة بعض المجسمات و الأشكال تجسدت، كما لو أنها تريد نقل بعض المعالم من مختلف دول العالم داخلها، وتوحي هذه المجسمات بأشكال «برج بيزا» و «بوذا» أو «أم ترضع صغيرها «، إذ ترتسم في خيال الزوار الذين يسرح فكرهم في محاولة لفهم أشكال مجسمات أخرى، على غرار الحيوانات وذلك على وقع صدى يضاهي صوت الآلات الموسيقية، و يقدر سعر تذكرة الدخول لزيارة الكهوف العجيبة ب50دج، و تفتح أبوابها للزوار من الساعة 10صباحا إلى الساعة 6 مساء. ويستقطب هذا الموقع الخلاب على طول الساحل الجيجلي سنويا، خاصة خلال مواسم الاصطياف العديد من الزوار، لاكتشاف سحر هاته الكهوف العجيبة أو الاستمتاع بشاطئها الرملي، أو استنشاق الهواء النقي من غابتها الخلابة، فالزائر للمنطقة يجد أنها لا تزال تحافظ على عذريتها، و رغم أن المنطقة لا تقع بها بنايات أو منازل، إلا أن جل الزائرين للمنطقة، يفضلون كراء المنازل بالمناطق القريبة ويتوجه جلهم إلى كراء شقق بمدينة زيامة منصورية، و تتراوح أسعار الكراء بين 4000 دج إلى 5500دج. و تم تخصيص لمنطقة الكهوف العجيبة، مبالغ مالية جد معتبرة، في إطارالتوسع السياحي « دار الوادي» بزيامة منصورية ، و التي تتربع على مساحة تقدر ب 88 هكتارا، حيث ستضم مستقبلا، فندقين بسعة 206 أسرة، بالإضافة إلى مطعمين ، و مجموعة من الأماكن الخدماتية، ستسمح بخلق 154 منصب شغل دائم. ك طويل