توقيف 7 أشخاص متلبسين بالحرق العمدي للغابات في الطارف كشفت، أمس، محافظة الغابات لولاية الطارف، عن توقيف مصالح الدرك الوطني 7 أشخاص متلبسين بالحرق العمدي للغابات بكل من بلديات عصفور ،الزيتونة، و حمام بني صالح، والذين أودعوا رهن الحبس إلى حين المحاكمة، بعد أن وجهت لهم عدة إتهامات في هذه الجرائم الخطيرة التي تسببت في إندلاع موجهة من الحرائق المهولة، أتت على مساحات شاسعة من الثروة الغابية، و امتدت ألسنتها لتمس أغلب البلديات بالولاية، مخلفة وراءها خسائر و أضرار مادية معتبرة. و ذكرت نفس المصالح، بأنه تم تشكيل مراكز متقدمة، و فرق متنقلة مجهزة بكل الوسائل المادية و البشرية لمحاربة الحرائق، و التصدي للمتورطين في إشعال الغابات، من خلال التدخل السريع لتوقيف الجناة، و تطويق ألسنة النيران تجنبا للخسائر، و هذا موازاة مع وصول تعزيزات ميدانية من أعوان الغابات، و من الأرتال المتحركة للحماية المدنية من ولايات مجاورة لدعم فرق التدخل في جهودها لإخماد الحرائق، و السيطرة عليها، خاصة عبر المناطق الحدودية الجبلية المصنفة في الخانة السوداء المعروفة بكثرة اندلاع الحرائق. من جهة أخرى، شرعت مصالح الأمن المختصة و اللجان التقنية المشتركة بين الغابات و الفلاحة في تحقيقاتها الميدانية، لتقييم الخسائر و حجم الأضرار الناجمة عن الحرائق التي أتت على مساحات معتبرة من الثروة الغابية، و ممتلكات المواطنين و الفلاحين، و من أجل ضبط قائمة المتضررين الحقيقيين المعنيين بالتعويضات التي أقرتها الدولة، لقطع الطريق أمام الإنتهازيين الراغبين في الحصول على هذه التعويضات دون وجه حق، خصوصا أولئك المشتبه فيهم في الوقوف وراء عملية حرق الغابات و أملاكهم ببعض القرى و الأرياف الجبلية الحدودية، و تفيد مصادرنا، بأن إحصاء حوالي 100عائلة متضررة من الحرائق لاسيما بكل من بلديات الزيتونة، العيون، بوقوس، الطارف، بوثلجة ، حمام بني صالح...بعد أن التهمت النيران إسطبلات ، مساحات من الأشجار المثمرة ، أشجار الزيتون ،خلايا النحل وتفحم رؤوس من الماشية بعد أن حاصرتها النيران داخل الأدغال. و في حصيلة أولية، سجلت مصالح الغابات منذ الفاتح جوان و إلى غاية 14أوت الجاري، اندلاع 193حريقا أتى على مساحة إجمالية قدرها 2314هكتار منها 1322هكتار غابات و 992هكتار من الأدغال و الأحراش، حيث مست هذه الحرائق 19بلدية من أصل 24بلدية بالولاية، و التي عرفت موجة من الحرائق المهولة في الفترة الممتدة بين 28جويلية و 3أوت، أين سجل نشوب 123حريقا تسبب في إتلاف 2061هكتارا من الغابات عبر 19بلدية، و ما صعب في عملية إخماد هذه الحرائق اندلاعها في نفس الوقت، و التي زادت عليها الحرارة غير العادية و صعوبة المسالك الغابية، و قد تم إحصاء تضرر 6بلديات بدرجة متفاوتة من الحرائق منها بلدية الزيتونة، و التي سجل بها اندلاع 23حريقا أتت على مساحة 460هكتارا، بوقوس 24حريقا أتت على 390هكتارا ،العصفور 13حريقا أتت على 249هكتارا ،العيون 14حريقا أتت على 213هكتارا، وحمام بني صالح 22حريقا أتت على مساحة 200هكتار، وبلدية عين الكرمة 17حريقا تسببت في إتلاف 104هكتار. و تؤكد مصالح الغابات، على أن الحرائق التي شهدتها الولاية تبقى جلها عمدية و إجرامية، حيث تبقى أصابع الإتهام موجهة بشكل مباشر لسكان المناطق الغابية بالجوار بالوقوف وراء هذه إشعال الغابات من منطلق تهيئتها، وتحويلها كمراعي، و فضاءات للرعي بمواشيهم، إلى جانب إنتشار القمامة على حافة الطريق و بجوار الغابة، و حرقها للتخلص منها ما يؤدي إلى انتشار ألسنة النيران إلى المناطق الغابية في تصرفات مشينة، غير مبالين بانعكاسات حرق الغابات على الأمن المائي و فقدان التوازن البيئي بالجفاف، و التأثير على مستقبل المنابع الجوفية لكون الغابات تبقى مصدرا رئيسيا في تزود السدود والبحيرات بالمياه وتحافظ على التوزان البيئي. وتبقى مصالح الغابات تشتكي من قبلة الإمكانيات المادية والبشرية قياسا بشساعة المساحة الغابية المتربعة على 168الف هكتار، ما يمثل نسبة 64بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية ، فضلا عن الفراغ القانوني المسجل لردع كل التجاوزات الخطيرة التي تمس الأملاك الغابية الوطنية، و هو ما يستوجب حسب المصالح المعنية من الجهات المركزية التعجيل بإصدار القوانين الجديدة التي ستكون أكثر ردعا ضد المخالفين، حماية الثروة الغابية من كل الإعتداءات التي تتهددها لاسيما من قبل العنصر البشري.