اللجوء إلى الخبرة الكورية في مجال التسيير المدمج للنفايات أعلنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس عن إطلاق مشروع شراكة جزائرية كورية لإنجاز دراسة جدوى حول مركز الفرز والردم التقني للنفايات " حاميسي " لولاية الجزائر، تدوم 10 أشهر. وفي تصريح للصحافة على هامش الملتقى الذي تم تنظيمه بالمناسبة لشرح مشروع الشراكة الجزائري الكوري في هذا المجال، بمقر دائرتها الوزارية بالعاصمة، بحضور سفير كوريا الجنوبية وممثلي المجمع الكوري، الذي سيتولى إنجاز هذه الدراسة، أوضحت زرواطي أن هذه الدراسة التي سيتم تمويلها في إطار ‹› هبة من جمهورية كوريا الجنوبية‹›، ستكون عبارة عن دراسة فنية حول كيفية التسيير المدمج ومعالجة النفايات بولاية الجزائر العاصمة، في إطار نظرة مستقبلية وعصرية، تقدم من خلالها خلاصة التجربة والخبرة الكورية الرائدة في هذا المجال. وأوضحت الوزيرة بأنه بعد استكمال المخطط التوجيهي لتسيير النفايات لكل من مدينتي البليدة وبرج بوعريريج، فقد جاء الدور على مدينة الجزائر لتعزيز الشراكة الجزائرية الكورية مرة أخرى في هذا المجال، باعتبار أن الجزائر العاصمة هي واجهة البلاد ومن الضروري الإسراع في إيجاد الحلول المجدية لمعضلة النفايات المنزلية التي يصل معدل ما يطرح منها في صناديق القمامة 3000 طن، مبرزة بأن دراسة الجدوى التي سيقوم بها الخبراء الكوريون، من شأنها أن تحقق للجزائر نقلة نوعية في مجال التسيير المدمج ورسكلة النفايات، باعتبار أنها ستمكننا من الانطلاق في التسيير الفعلي المدمج للنفايات، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، باعتبار أن التسيير المدمج للنفايات بطريقة فعالة وناجعة، يشكل موردا هاما للشغل وللطاقة وللكثير من الموارد والمواد الأولية. كما أبرزت زرواطي بأن الآليات الجديدة التي ستقترحها نتائج دراسة الجدوى الكورية الجنوبية ، ستمكن من الانتقال إلى مرحلة أخرى من العمل الميداني لتخليص البيئة من فوضى الرمي العشوائي للفضلات والنفايات المنزلية، ومنح عمر أطول لمراكز الردم باعتبار أن الطرق الجديدة التي سيتم اقتراحها لفرز النفايات، ستجنبنا مستقبلا الاستمرار في أي عمل ارتجالي، وقالت ‹› إذا كنا في الماضي نوجه ما لا يقل عن 80 بالمائة من النفايات إلى مراكز الردم التقني، مسببين لها اختناقا كبيرا، فإننا في المستقبل لن نوجه إليها سوى نسبة قليلة››، مضيفة ‹› إن مراكز الردم التقني للنفايات اليوم تعاني من غياب المرافقة، ومن شأن الآليات التي ستقترحها نتائج دراسة الجدوى الكورية أن تمكننا من معالجة المشكل من الأساس، وتعميم الحلول المقترحة على سائر المدن الجزائرية››. وفي ردها عن سؤال للنصر عما إذا سيتم اللجوء إلى عملية الفرز الأولي للنفايات في الأحياء من خلال تخصيص صناديق لطرح القمامة لكل مادة، أكدت زرواطي بأن بعض الأحياء النموذجية على قلتها قد شهدت ذلك، وسنتوجه لتعميم ذلك، وناشدت بالمناسبة الأسر الجزائرية أن تندمج وبإيجابية في هذا المسعى من أجل نظافة ونقاوة المحيط. وأضافت ‹› سنسعى إلى ترسيخ ثقافة الفرز القبلي من أجل إدماج المواطن في حماية المحيط و ذلك عن طريق حملات التوعية و التحسيس التي سنقوم بها، وسنحرص مستقبلا على تعميم عملية تقسيم حاويات الأحياء إلى ثلاثة أصناف حسب نوعية النفايات المنزلية، كتخصيص حاوية للمواد العضوية القابلة للتحلل، وحاوية مخصصة لمواد التغليف القابلة للاسترجاع و حاوية مخصصة للزجاج و البلاستيك››.