الشروع في ترحيل 300 عائلة بقسنطينة اليوم تشرع ولاية قسنطينة اليوم الأربعاء، في ترحيل 300 عائلة تقطن بحيي الثوار و التوت، نحو سكنات جديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي، بينما يرتقب أن تمس العملية بعد أيام ما تبقى من مستفيدين بحي قايدي عبد الله وسط المدينة، ليتم بذلك طيّ ملف القضاء على السكن الهش بالولاية. و من المقرر أن يُشرف، اليوم، الوالي عبد السميع سعيدون، على توزيع مفاتيح الشقق الجديدة على عدد من المستفيدين بالوحدة الجوارية 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي، في انتظار استكمال العملية من خلال ترحيل ما تبقى من عائلات تقيم بحي قايدي عبد الله المعروف محليا بحي عوينة الفول، و بالتالي إنهاء برنامج إعادة الإسكان في إطار القضاء على السكن الهش و الخاص ب 1336 عائلة، حيث انطُلق في تجسيده عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب المصادفة لتاريخ 5 جويلية الماضي. وقد شملت الترحيلات عددا من الأحياء، من بينها رحبة الصوف، السويقة، الشالي، خطابي، شارع طاطاش بلقاسم و جزء من حي الباردة بجبل الوحش، و كذلك الأقواس الرومانية السفلى و سركينة، زيادة على 110 مستفيدين من مختلف الحالات الاجتماعية، و عائلات بأحياء الثوار و مسكين، و بعض المستفيدين من حي صالح باي المعروف بالغراب، و كذا أرض حملاوي بحي بوذراع صالح. و قد سبق لوالي قسنطينة أن صرح مؤخرا بأن 6200 سكن عمومي إيجاري بعين النحاس و ماسينيسا، ستكون جاهزة قبل نهاية السنة، كما قال إن كامل المستفيدين الحائزين على مقررات استفادة مؤقتة سيخضعون لعملية التدقيق على مستوى السجل الوطني للسكن، وذلك استكمالا للإجراءات القانونية اللازمة قبل منحهم الاستفادات النهائية، مضيفا بخصوص العائلات التي لم تستفد و ما تزال تطالب بأحقيتها في الترحيل، أنه قد تم إعداد قائمة سيجري التحقيق في شأنها في وقت لاحق، واعدا كل من تتوفر فيهم الشروط القانونية بالحصول على سكنات. من جهة أخرى، قامت السلطات الولائية صباح أمس، بهدم أكواخ أقامتها 4 عائلات يقول أفرادها إن منازلهم هدمت بعد ترحيل جيرانهم يوم 11 جويلية الماضي، و ذلك بالمكان المسمى أرض حملاوي الواقع بحي بوذراع صالح غير بعيد عن مستشفى البير، و ذكر عدد من المعنيين الذين التقت بهم النصر خلال عملية إخلاء الأكواخ و هدمها، أنهم «تفاجأوا» بقدوم القوة العمومية و مسؤولين من بلدية قسنطينة والدائرة لتنفيذ العملية، التي ذكروا أنها ستتسبب في مبيتهم في العراء، رغم أن بينهم رضيعا وعددا من الأطفال، على حد قولهم، حيث هدّد عدد منهم بحرق أنفسهم، قبل أن يتدخل عناصر الأمن و يجبروهم على المغادرة. وتابع محدثونا بالقول إن العائلات المذكورة متواجدة بأرض حملاوي منذ سنة 1963 و لها «حق الأقدمية»، و قد استفادت، حسبهم، في وقت سابق، من حكم قضائي يمنحها حق التواجد على الأرض، مضيفين أن الأسر كانت تقتات مما تنتجه أشجار مثمرة قاموا بغرسها منذ سنوات، منتقدين قيام الجرافات بقطع بعضها خلال عملية هدم السكنات في وقت سابق، كما أشار بعض السكان الذين التقت بهم النصر، أمس، بالقرب من السكنات، إلى أن بعض الأشخاص يريدون «الاستحواذ» على قطعة الأرض التي يقيمون عليها، و بيعها بعد مرور فترة زمنية. وطالبت العائلات المذكورة بضرورة تدخل السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي الجديد عبد السميع سعيدون، من أجل إنصافهم وترحيلهم نحو سكنات جديدة ، مؤكدين أنه ومنذ ترحيل جيرانهم قبل حوالي شهر، وهم يبيتون في العراء، ما دفعهم لتشييد أكواخ جدرانها وسقفها من الصفيح والقصدير، ليتم هدمها . و قد وقفت النصر على جانب من عملية إخلاء الأكواخ وهدمها، حيث قام عدد من الشبان المقيمين بمنازل قريبة، بالمساعدة في إخراج الأثاث منها، ومن ثم إزالة الأعمدة الخشبية والصفيح، وذلك تحت أعين أعوان الأمن الذين تواجدوا بكثافة في المكان، في حين تجمعت نسوة تحت ظل الأشجار رفقة أطفالهن، وفي جانب آخر جُمع قطيع من الأبقار.