تنفيذ أكبر عملية إعادة إسكان منذ الاستقلال شرعت السلطات الولائية بسكيكدة يومي السبت والأحد في عملية ترحيل كبرى لأزيد من 2000 عائلة من سكان حي الماتش القصديري نحو سكنات اجتماعية جديدة بموقعي الزفزاف ومسيون وسط ظروف تنظيمية محكمة. العملية التي وصفت بالأضخم في تاريخ الولاية منذ الاستقلال لاقت ارتياحا كبيرا لدى العائلات المرحلة التي عبرت للنصر وهي تلج سكناتها تحت الزغاريد عن سعادتها الكبيرة بالسكنات الجديدة بعد سنوات من المعاناة والانتظار في بيوت قصديرية وهشة لا تتوفر على أدنى شروط العيش الكريم بأقدم حي قصديري يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية. وتندرج العملية التي أشرف عليها والي الولاية درفوف حجري في إطار البرنامج الوطني للقضاء على البيوت القصديرية والبناء الهش والتي ستستمر في الأيام القادمة لتشمل 211 عائلة تم إدراجها بعد عملية الطعن على أن تتواصل بعد الانتخابات لتشمل أحياء قصديرية بكل من بحيرة الطيور، بوعباز والمدينة القديمة. علما أن بلدية عاصمة الولاية تحصي أزيد من 11 ألف وحدة سكنية جاهزة حسب تصريح والي الولاية خلال لقائه مع الصحافة الأسبوع الفارط. من جهة أخرى لم تخف بعض العائلات تذمرها من عدم إدراجها ضمن قائمة المرحلين وذكرت بأنه مر على إقامتها بالحي أزيد من 20 سنة، وأن ملفاتها تستوفي شروط الاستفادة، وطالب غير المدرجين السلطات الولائية بإعادة دراسة ملفاتهم و إدراجهم في قائمة المرحلين لأنهم في حاجة ماسة للسكن، بينما وقفنا على خيمة مخصصة لتقديم الطعون وصل عددها في اليوم الأول لأزيد من 400 طعن. تجدر الإشارة إلى أن والي الولاية سبق وأن صرح في لقائه مع الصحافة عن وجود مغتربين وأشخاص يملكون فيلات بولايتي بومرداس والجلفة تم إدراجهم بالخطأ في القائمة الأولية، قبل أن يتم إسقاطهم بعد عملية دراسة الطعون. وخلال تواجدنا بعين المكان أبدت بعض العائلات المستفيدة قلقها من بطء عملية الترحيل وقالت بأنها قامت بتجميع الأُثاث وأغراض المنزل لكنها اصطدمت بكون الترحيل يسير بشكل بطيء جدا، لكن المشرفين على العملية أكدوا بأن حي الماتش أكواخه متداخلة في بعض الأحياء ما يجعل عملية تهديمها معقدة نوعا ما بسبب اشتراك عائلات معنية بالترحيل بأخرى غير معنية في جدران واحدة، بينما تسير العملية في أجزاء أخرى من الحي بصورة منتظمة وسط تواجد كثيف لعناصر الأمن لتأمين عملية التهديم والترحيل. وبانتقالنا إلى موقع السكنات الجديدة بحي الزفزاف وجدنا عمال ديوان الترقية والتسيير العقاري رفقة عناصر من الأمن بمدخل الحي مكلفين بمهمة التأكد من هوية المستفيد إن كان متواجدا في قائمة المستفيدين من عدمها ومن ثم السماح له بالعبور لاستلام مفتاح السكن، كما صادفنا عمالا من البلدية مهمتهم تقديم المساعدة للعائلات في حمل الأثاث. وفي طريقنا وجدنا أقساما لمدرسة جاهزة ينتظر أن يشرع في تركيبها للسماح لتمدرس التلاميذ في انتظار بناء مدرسة جديدة.