مشروع مغاربي لخلق فضاء للحوار و التواصل بين الفنانين التشكيليين كشف الفنان التشكيلي عمار علالوش نهاية الأسبوع في محاضرته بمتحف سيرتا بقسنطينة، عن مشروع جديد للنهوض بالفن التشكيلي في بلدان المغرب العربي، يتضمن خلق فضاءات للتواصل و النقاش و التبادل المعرفي الثقافي و الاستثمار في العقل البشري، و كذا اكتشاف ما تزخر به البلدان المغاربية من مبدعين، و التعريف بثقافة بلدنها من خلال إقامة معارض مشتركة، لتطوير هذا الفن و رفع الغبن ، على حد تعبيره، عن الفنانين التشكيليين الذين يعاني أغلبهم من التهميش. خلال إلقائه لمحاضرة بعنوان «الفن و الذاكرة، وضعية الفنون التشكيلية في المغرب العربي» بمتحف سيرتا، تحدث الفنان عمار علالوش عن وضعية الفنون التشكيلية من نحت و فسيفساء و منمنمات و غيرها في المغرب العربي، و أكد بأنها لا تحظى بالاهتمام اللازم و يعاني فنانوها من نوع من التهميش، و هناك فئة منهم تسترزق من هذا الفن و تعاني في صمت بسبب ظروف مادية قاسية، و هناك فنانون لم يتمكنوا من توفير لقمة عيش لأنفسهم أو تأسيس أسرة، موضحا بأن الفنان التشكيلي حتى و إن كان يعاني نفسيا و اجتماعيا، إلا أنه لا يستطيع التوقف عن رسم لوحات مليئة بالرسائل و الإبداع فيها، باعتبار هذا الفن يسري في عروقه. و بخصوص مشروعه، قال الفنان بأنه يهدف أولا للاستثمار في العقل البشري للنهوض بالسياحة الثقافية، و ذلك ببث الأفكار الإيجابية في أذهان التشكيليين المبدعين و التخلص من الطاقة السلبية و الإحباط لدى أغلبهم، حيث أنهم يبالغون في النقد و نشر الأفكار السلبية و التفكير بأشياء مثالية، ما يجعلهم، حسبه، غير قادرين حتى على وضع خطوة للأمام، مضيفا بأنه كفنان تشكيلي محترف ملتزم بوضع الخطوة الأولى لجمع شمل هذه الفئة، خاصة الشباب المبدع لوضعه على الدرب الصحيح، كما أوضح بأن على كل فنان أن يتحلى بالشجاعة و الصبر و الاجتهاد لحماية هذا الفن و تطويره، و الدعوة لاكتساب حرية الإبداع في هذا المجال، مع تنظيم الفن التشكيلي الذي يعاني نوعا من الفوضى و ضرورة تصفيته من الدخلاء لإتاحة الفرصة للمبدعين فقط. إستراتيجية المشروع تنص، كما ذكر عمار علالوش، على ضرورة لم شمل التشكيليين و منحهم المكانة التي يستحقونها في المجتمع، كتلك التي يحظى بها التشكيليون بأوروبا، لخلق فضاءات للتواصل بين فناني مختلف بلدان المغرب العربي، بغية الاطلاع على ثقافة و إبداع كل بلد و تبادل الآراء و الخبرات، و كذا المقارنة بين مسارات مختلفة و متقاطعة لفنانين ينتمون إلى مدارس مختلفة و جاءوا من جغرافيات و مرجعيات متباينة، و بذلك نساهم بشكل كبير في جمع الفنانين و تفعيل التواصل بينهم، و إتاحة الفرصة لاكتشاف مواهب جديدة لم تحظ بفرصة الظهور. و أشار الفنان التشكيلي بهذا الخصوص، إلى أن الجزائر تزخر بفنانين تشكيليين شباب إلا أنهم غير معروفين، و هذه الفضاءات ستسهل، حسبه، لم شمل هذه الشريحة و استدعاء الفنانين المغاربيين لتبادل الخبرات و الثقافات في مجال الفنون التشكيلية و مختلف الفنون الأخرى. و ناقش الحضور على هامش المحاضرة تخصيص معارض للفنانين التشكيليين لمنح الفرصة لهم لعرض إبداعاتهم و عدم حصر أسماء معينة تشارك في كل المناسبات، كما طرح مشكل انعدام فضاءات للفنون التشكيلية في الجزائر، ما جعل الجيل الصاعد لا يهتم بها. و يرى علالوش بأن دور الشباب لا تقوم بدورها الثقافي، فمن المفروض أن توفر فضاءات للرسم و مختلف الفنون و تهتم بإبداعات الشباب ، و بهذا يكون الاستثمار في العقل البشري، باعتبار مرحلة الشباب مناسبة جدا للتعلم و صقل المواهب الفنية. أ. بوقرن