مخابر أجنبية تترصد الجزائر دعا أمس رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، الجزائريين إلى التكاتف لبناء الدولة من خلال توطيد الثقة بين السلطة والشعب عن طريق انتخابات شرعية يحترم فيها قرار الشعب، استنادا لما جاء في الدستور الذي يرجع مصدر السلطة إلى الشعب، واعتبر رئيس جبهة المستقبل في تجمع نشطه بباتنة، بأن الجزائر اليوم تعاني أزمة أخلاقية وأزمة في التسيير أكثر منها أزمة اقتصادية داعيا إلى حوار وطني لدعم الاستقرار. وحذر عبد العزيز بلعيد في التجمع الذي نشطه بالقاعة المتعددة الرياضات للمركب الرياضي أول نوفمبر بباتنة، من الخطر المحدق بالجزائر من طرف مخابرات أجنبية تستهدفها، وقال بلعيد بأن على الجزائريين أن يدركوا بأن سيناريو ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول العربية التي تعرضت للتخريب ليست الجزائر في منأى عنه، وتأسف عبد العزيز بلعيد لانحطاط التنافس السياسي بين الأحزاب لتخليها عن الأخلاق على حد قوله. واعتبر بلعيد رواج سلوكات وممارسات غير أخلاقية في الساحة السياسية، التي قال بأنها تعفنت أمرا دخيلا على الشعب الجزائري وعلى قيمه وعاداته وتقاليده الحميدة، وأرجع رئيس جبهة المستقبل انتشار الممارسات غير الأخلاقية في الساحة السياسية إلى مخططات دبرتها مخابر أجنبية تترصد الجزائريين وأضاف بلعيد في ذات السياق بالقول «الجزائر في خطر» محذرا من «قوى خارجية وعملاء في الداخل» هدفهم زرع الخوف في قلوب الجزائريين والجزائريات، وقال بأن هذا لا يعني بأنه يتبنى خطابا تخويفيا وإنما خطابا يزرع الأمل. وقال عبد العزيز بلعيد أن من زرع الخوف في قلوب الجزائريين هم جهات متآمرة مع المخابر الأجنبية لنهب ثروات البلاد والأموال العمومية لشراء فيلات وإقامة استمارات في الخارج مضيفا بأن هؤلاء هم من كسروا الثقة بين الحاكم والمحكوم، واعتبر بلعيد حزبه بمثابة الاسمنت الحقيقي أمام كل الضربات، وقال بلعيد بأن أعداء الجزائر ليسوا الأحزاب الذين دعاهم إلى التنافس من خلال البرامج، ودعا الإدارة إلى السهر على احترام اختيارات الشعب حتى لا يتم السطو على أصواته. وأكد عبد العزيز بلعيد بأن حزبه يتنافس كباقي الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية لإقناع الشعب ببرنامجه في إطار حضاري يرتكز على من يقدم الأحسن، وقال أن جبهة المستقبل تنبذ العنف وتتميز عن الأحزاب الأخرى ببرنامج في مستوى تطلعات الشعب واعتبر بأن رهان حزبه هو استعادة ثقة الشعب المسلوبة بسبب بعض الممارسات السلبية التي انتشرت في المجتمع، والتي حذر من تأثيرها على معالم الدولة على غرار ما وقع في العشرية السوداء من استغلال تلك الحقبة لنهب الثروات. وخلال عرضه لبرنامج حزبه أكد رئيس جبهة المستقبل، بأن الجزائر بلد قارة ولا يمكن أن تعاني من أزمة اقتصادية بقدر ما هي تعاني من أزمة أخلاقية وأزمة في التسيير منددا بمظاهر كالولاء لمن يسير أو تكريس منطق الجهوية «وبني عميس»، وختم بلعيد تدخله بالدعوة إلى حوار وطني للحفاظ على الاستقرار وزرع المحبة وتكريس مبدأ الإدارة في خدمة المواطن وتحقيق التوزيع العادل للثروات، وهي المبادئ التي أكد بأن حزبه يناضل لتحقيقها من خلال تغيير أساليب التسيير والذهنيات والممارسات السلبية.