مبارك في زيارة " مودة ومجاملة" للجزائر قام الرئيس المصري السيد حسني مبارك أمس بزيارة الى الجزائر دامت يوما واحدا، تميزت بمحادثات أجراها معه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وتناولت هذه المحادثات حسب تصريح الرئيس مبارك للصحافة "العلاقات العربية والافريقية، وقضية توسيع مجلس الأمن وجميع القضايا التي تهم الجزائر ومصر كدولتين عربيتين وافريقيتين". وقال الرئيس مبارك وهو يغادر الجزائر "جئت أساسا لتقديم التعازي للرئيس بوتفليقة إثر وفاة شقيقه وهو صديق منذ زمن طويل منذ أن كان وزيرا للخارجية، اعتبره صديق وأخ ولذلك وجب علي أن آتي لأعزيه" ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي رافق السيد مبارك في هذه الزيارة وتحادث مع وزير الخارجية مراد مدلسي " أرى أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالرئيس مبارك (أمس) ولقاءهما سويا في نيس (فرنسا) منذ عدة أسابيع يدلان بالتأكيد أن هناك رغبة أكيدة من الرئيسين والشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لأن نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن أمن هذا الإقليم". وأضاف رئيس الدبلوماسية المصرية أن "الجزائر ومصر شقيقان عملا سويا على مدى قرابة الستين عاما" مبرزا أن الزيارة هذه " زيارة مودة ومجاملة وتؤخذ في هذا الإطار". وخلال هذه الزيارة قدم الرئيس مبارك تعازيه شفهيا لرئيس الجمهورية اثر وفاة شقيقه مصطفى، على ما أكدته وكالة الانباء الجزائرية التي أثارت الى أن الرئيس مبارك من خلال هذه الالتفاتة الأخوية أبى الا أن يعبر عن تعاطفه مع الرئيس بوتفليقة وعائلته. زيارة الرئيس حسني مبارك الى الجزائر والتي أخذت من الناحية الرسمية مثلما أعلن عن ذلك الجانب المصري طابع المودة والمجاملة وتقديم العزاء للرئيس بوتفليقة في وفاة شقيقه مصطفى الذي شيعت جنازته اول أمس تأتي بعد حوالي ثمانية أشهر من البرود والتوتر في علاقات البلدين على خلفية الاعتداء الذي تعرض له المنتخب الوطني لكرة القدم بالقاهرة في 12 نوفمبر 2009 في إطار تصفيات المونديال، والذي أصيب فيه ثلاثة لاعبين جزائريين. وكانت هذه الأحداث قد أخذت ابعادا أكثر خطورة حينما توسعت الاعتداءات لتطال مناصري الفريق الوطني وتمتد أبعد من ذلك الى الرموز المقدسة للجزائر حيث لم يتورع محامون مصريون عن حرق العلم الوطني وسط حملة اعلامية مصرية شرسة وتصريحات استفزازية تطاولت حتى على الشهداء. وأخذت الأزمة بين البلدين منعرجا دبلوماسيا بعدما استدعت الجزائر سفيرها في القاهرة واستدعت مصر سفيرها في الجزائر. وبرأي الكثير من المراقبين، فإن هذه الزيارة تقدم للرئيس المصري فرصة لتصحيح الأخطاء والتجاوزات المرتكبة في حق الجزائريين ورموزهم خاصة وأن مصر تضررت كثيرا على مدى الاشهر الأخيرة بفعل تداعيات وافرازات أزمتها مع الجزائر لاسيما من الناحيتين الاقتصادية والتجارية لاسيما مع المشاكل التي شهدها فرع اوراسكوم تيليكوم (جيزي) بعد إعادة التقويم الضريبي التي الزمته بدفع 596 مليون دولار كديون مستحقة لمصالح الضرائب، وسعت أوراسكوم تيليكوم الى بيع جيزي للشركة الجنوب الافريقية "ام تي آن " و طبقا للتشريع المعمول به تمسكت الجزائر بتطبيق حق الشفعة في مجال بيع هذه الشركة التي تضمن للمجمع المصري 40 بالمائة من مداخيل فروعه في العالم. و كان آخر لقاء قد جمع الرئيسين بوتفليقة ومبارك قد جرى على هامش قمة افريقيا - فرنسا بمدينة نيس الفرنسية مطلع جوان الماضي. واعتبر هذا اللقاء من طرف وسائل اعلام مصرية مؤشرا ايجابيا لبداية احتواء الأزمة بين البلدين.