لا يختلف اثنان في أن مرحلة الذهاب من بطولة هذا الموسم شذت عن المألوف بخصوص حركية المدربين، بتسجيل استقرار كبير بالمقارنة مع سابق المواسم، و لو أن مقصلة النتائج أسقطت 12 رأسا، لكن رياح التغيير هبت على نصف التركيبة، و هو رقم يقطع الطريق أمام كل من يبادر إلى إجراء مقارنة مع الموسمين الفارطين، لما كانت الحصيلة الإجمالية 42 مدربا في نهاية الموسم قبل الماضي، و 35 مدربا الموسم المنقضي. و كان خير الدين ماضوي آخر ضحايا موجة تغيير المدربين بعد ترسيم طلاقه مع وفاق سطيف، لتسقط بذلك واحدة من أبرز الأوراق التي طالما تم اتخاذها كمثال على الاستقرار، على غرار ما حصل للبلجيكي بول بوت في اتحاد العاصمة، و الذي دفع فاتورة النتائج السلبية، ليسلم المشعل لميلود حمدي العائد إلى بيت سوسطارة. و الملفت للانتباه أن حركية المدربين انطلقت حتى قبيل بداية المنافسة، بدليل أن ايغيل مزيان انسحب من دفاع تاجنانت مباشرة بعد انتهاء مرحلة التحضيرات، و خليفته فانسوا براتشي لم يقض سوى أسبوعا واحدا ليجد نفسه ضحية قرار الإقالة، و لو أن «الدياربيتي» شذ عن المألوف هذا الموسم، و يبقى صاحب الرقم القياسي من حيث استهلاك عدد المدربين، بتعاقب 4 تقنيين على عارضته الفنية، على اعتبار أن مواسة لم يعمر طويلا، ليجد عمر بلعطوي نفسه مدربا في تاجنانت، بعدما كان الدفاع من أهم الأمثلة التي يقتدى بها في استقرار المدربين من خلال التجربة التي كانت مع بوغرارة، و التي امتدت على مدار 4 سنوات. ما قيل عن دفاع تاجنانت يمكن استنساخه و لو بدرجة أقل على اتحاد البليدة، مادام فريد زميتي قد قرر الانسحاب عشية انطلاق البطولة، فتسلم بوجعران المشعل، إلا أن سلسلة الهزائم المتتالية دفعت به إلى الرحيل، ليتم بعدها الاستنجاد بمصطفى سبع، الذي تبقى وضعيته غير مستقرة، في ظل تلويحه بالاستقالة بعد كل جولة ثم العدول عن موقفه. و لم تختلف وضعية شبيبة القبائل عن اتحاد البليدة، بتداول 3 مدربين على قيادة الكناري، انطلاقا من رحموني، مرورا بالعجوز الفرنسي جون إيف شاي، الذي كان من الأوراق التي راهن عليها الرئيس الجديد صادمي، لكن تواصل النتائج السلبية ألحقه بقائمة الضحايا، ليعود ابن الدار عزالدين آيت جودي في ثوب رجل الإنقاذ. و إن كان نبيل نغيز حالة استثنائية، بعدما اضطر إلى فسخ عقده مع نصر حسين داي، من أجل خوض تجربة في السعودية، مع تكليف مساعده بلال دزيري بقيادة «النهد» كمدرب، فإن عمر بلعطوي يبقى المدرب الوحيد الذي تولى قيادة فريقين من الرابطة المحترفة الأولى في مرحلة الذهاب، لأنه بدأ المشوار في اتحاد بسكرة، و يتواجد حاليا على رأس دفاع تاجنانت، في حين كان يونس إفتسان ضحية الانطلاقة غير الموفقة لاتحاد الحراش. تراجع حركية المدربين بالمقارنة مع المواسم الفارطة تجسد في الاستقرار الكبير الذي شهدته بعض النوادي، سيما منها تلك التي تتواجد في مراكز متقدمة، باستثناء وفاق سطيف و اتحاد العاصمة، لأن إدارة شباب قسنطينة قطفت ثمار تمسكها بخدمات عمراني منذ النصف الثاني من الموسم المنصرم، و كذلك الشأن بالنسبة لشبيبة الساورة التي يبقى فؤاد بوعلي يضع بصمته على نتائجها، و لو أن علاقة شريف الوزاني مع اتحاد بلعباس أصبحت مميزة، حاله حال سليماني في المدية، بينما تبقى تجربة نادي بارادو مع الطاقم الاجبنبي بقيادة الاسباني خوزيه نوغيز ناجحة. و على ذكر الأجانب فإن ختام النصف الأول من بطولة هذا الموسم أبقى 5 تقننين من جنسيات أجنبية يشتغلون في نوادي جزائرية، مع تسجيل حضور ثنائي تونسي، لأن تجربة معز بوعكاز مع سريع غليزان ثم مولودية وهران هذا الموسم، فسحت المجال أمام مواطنه حمادي الدو لتدريب اتحاد الحراش، في حين يبقى الصربي تودوروف على رأس شباب بلوزداد رغم سلسلة النتائج السلبية، و الفرنسي كازوني محل انتقادات من طرف أسرة مولودية الجزائر. ص/ فرطاس