عرفت مرحلة الذهاب لبطولة الرابطة المحترفة الأولى حركية كبيرة في سوق المدربين، في ظل غياب الاستقرار على مستوى أغلب الفرق، وهذا بسبب الإفتقار لإستراتيجية عمل واضحة تربط المدرب بإدارة النادي، بدليل أن 4 فرق فقط احتفظت بالمدربين الذين كانوا قد اشرفوا على التحضيرات، بينما بلغ عدد الضحايا 14 مدربا، من بينهم 6 أجانب. هذا و قد أصبح مدرب دفاع تاجنانت ليامين بوغرارة مثال الاستقرار، لأنه يواصل عمله مع الدفاع للموسم الثالث على التوالي، بعد صعود «الدياربيتي» من وطني الهواة إلى الرابطة المحترفة الأولى في ظرف زمني قياسي، كما أن النتائج الباهرة في النصف الأول من بطولة هذا الموسم، جعلت بوغرارة والإدارة محل إشادة كبيرة. هذا وتبقى علاقة بوعلام شارف بإتحاد الحراش النموذج الحي على نجاح استراتيجية مسيري صفراء الضاحية، رغم أن شارف كثيرا ما لوح بالاستقالة لأسباب لا علاقة لها بالنتائج الميدانية، لكنه يجد نفسه مرغما على التراجع، في الوقت الذي سار فيه رئيس شباب بلوزداد رضا مالك على نفس الدرب، فجدد الثقة في المدرب الفرنسي ألان ميشال للموسم الثاني على التوالي. اكتشاف الموسم كان المدرب ميلود حمدي، والذي كان مجهولا لدى المتتبعين، إلا أنه نجح في إيجاد مكانة له ضمن قائمة المدربين الناجحين، بعد المغامرة الناجحة التي كانت له مع إتحاد الجزائر، خاصة في دوري أبطال إفريقيا. إلى ذلك فإن خير الدين مضوي كسر القاعدة، بعد مسيرته المميزة مع وفاق سطيف، والتي دامت 3 مواسم، حيث رمى المنشفة في منتصف المشوار هذا الموسم، الأمر الذي جعل الرئيس حمار يعيد الان غيغر إلى العارضة الفنية، ولو أن الأخير كان قد دشن موسمه الحالي مع الموب، لكن الإدارة سارعت إلى إقالته بعد الجولة الرابعة، مقابل إعادة عمراني إلى المنصب الذي كان قد شغله الموسم المنصرم، وتوج فيه بكأس الجمهورية. مقصلة المدربين مست رؤوسا كانت قد حظيت بثقة المسيرين منذ نهاية الموسم الماضي، في صورة الفرنسي ميشال كفالي الذي نال الثناء خلال الصائفة الماضية إثر نجاحه في إعادة «الحمراوة» إلى المنافسة القارية، لكنه خرج من «الباهية» عبر أضيق الأبواب بإقالة حتمية، شأنه شأن العجوز البرتغالي أرتور جورج الذي تحول الإعجاب بقدراته بعد النجاح في تحقيق مولودية العاصمة البقاء الموسم المنصرم إلى سخط وغضب، ما عجل برحيله. وعلى نفس الموجة تواجد المدرب هيبرت فيلود، لأن تجربته مع شباب قسنطينة لم تكن ناجحة وتوقفت بعد 9 جولات، بسبب النتائج التي لم ترض السنافر، بينما كانت مشكلة بيرنارد سيموندي مع إدارة شبيبة الساورة معقدة، والطلاق بينهما اخذ أبعادا أخرى، ببلوغه أروقة الفيفا، في حين لم تدم تجربة التقني الصربي ياناكوفيتش مع أمل الأربعاء سوى 3 مباريات، لأن العجز عن تحقيق الإقلاع و تواصل سلسلة النتائج السلبية دفع بالإدارة إلى الإستغناء عن خدماته. المدرب مراد كعروف كان قد تصدر قائمة المدربين المقالين هذا الموسم، لأن مغامرته مع شبيبة القبائل توقفت في الجولة الأولى مباشرة إثر الهزيمة أمام شباب قسنطينة، ليتبعه زميله السابق في المنتخب الوطني بلال دزيري الذي رمى المنشفة من أمل الأربعاء، قبل أن تفاجئ إدارة سريع غيليزان المدرب عمر بلعطوي بقرار إقالته في الجولة الثالثة، ثم إتسعت القائمة إلى عبد القادر يعيش الذي تم الإستغناء عن خدماته من نصر حسين داي، و كذا كمال مواسة من جمعية وهران، بينما شذ جمال بن شاذلي عن القاعدة و إنسحب من تدريب إتحاد البليدة لأسباب عائلية، رغم تمسك الإدارة بخدماته. هذا و يبقى أمل الأربعاء الفريق الذي شهدت عارضته الفنية حركية أكبر في مرحلة الذهاب، بتعاقب 4 مدربين عليها، إنطلاقا من بلال دزيري، مرورا بالصربي ياناكوفيتش، ثم بوصبيعة، وصولا إلى خالد لونيسي الذي يبقى مستقبله مع الفريق غامضا. و على ضوء هذه الحركية فإن عدد المدربين الأجانب في الرابطة المحترفة الأولى تقلص إلى 4 فقط، بعدما كان في بداية الموسم 6، بمحافظة ميشال على منصبه، و إنتقال غيغر من «الموب» إلى وفاق سطيف، مقابل إستقدام شباب قسنطينة للمدرب غوميز و شبيبة القبائل للتقني الفرنسي بيجوتا.