أخيرا أسدال الستار على فعاليات أحد أطول المواسم في تاريخ البطولة الوطنية، والذي عرف عودة وفاق سطيف للتربع على منصة التتويج، وانتزاعه اللقب الثامن في تاريخه، والرابع في عهد الاحتراف، ليصبح أكثر الأندية تتويجا بالبطولة المحترفة، مع تكريس مبدأ التداول على التاج بينه وبين اتحاد الجزائر للموسم الخامس على التوالي، إذ أنه وباستثناء احراز «الشلفاوة» اللقب في الطبعة الأولى للبطولة المحترفة، فإن البطل في باقي النسخ كان إما الوفاق أو «سوسطارة». قراءة: صالح فرطاس وشهد هذا الموسم عودة مولودية الجزائر للمشاركة في منافسة دوري أبطال إفريقيا بعد غياب طويل، وهي المعنية حاليا بتمثيل الكرة الجزائرية في كأس «الكاف»، بعد تتويجها بكأس الجمهورية الموسم الفارط، ولو أن «الشناوة» شذوا عن القاعدة هذا الموسم، لأنهم كانوا من أبرز المرشحين للتتويج، لكن التراجع الملحوظ خلال مرحلة العودة حال دون اعتلائه المنصة، مع نجاحهم في المحافظة على مركز الوصافة، والتواجد فوق «البوديوم»، حالهم حال الجار اتحاد العاصمة، عكس شبيبة القبائل التي تقهقرت بشكل ملحوظ، لأنها كانت الموسم الماضي في الصف الثالث، لكنها هذه السنة نجت من شبح السقوط، بفضل «سيناريو» كان أشبه بالمعجزة، مقابل تألق الصاعدين الجديدين أولمبي المدية واتحاد بلعباس، خاصة تشكيلة «المكرة» التي ضيعت مقعدا فوق المنصة في الأمتار الأخيرة، بينما ظل الشباب وفيا لعادته، بصفته الضيف الذي لا يعمر طويلا في حظيرة «الكبار»، و مصعد «الباتنية» يبقى شغالا بين الرابطتين الأولى والثانية، لتبقى الموب نقطة استفهام في حصيلة هذا الموسم، لأن «الموب» كانت في بداية المشوار مفخرة الكرة الجزائرية، بتألقها على الصعيد القاري في أول ظهور لها، حيث نشطت نهائي كأس «الكاف»، لكن هذا التألق انعكس سلبا على وضعية الفريق في البطولة، بحجزه أولى التذاكر على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية، في «سيناريو» مستنسخ من ذلك الذي عاشت على وقعه مولودية العلمة منذ سنتين. تتويج وفاق سطيف باللقب كان من المفاجآت هذا الموسم، لوجود العديد من الأندية التي كانت قد دخلت السباق بقوة، بدليل أنه أنهى مرحلة الذهاب في المركز الرابع مناصفة مع اولمبي المدية برصيد 25 نقطة، متأخرا ب 5 نقاط عن بطل الشتاء مولودية الجزائر، واحتلال مولودية وهران مركز الوصافة، وإتحاد العاصمة الصف الثالث، لكن «النسر الأسود» كشر عن أنيابه في النصف الثاني للبطولة، وحقق سلسلة من الانتصارات المتتالية بين الجولتين 20 و24 مكنته من قلب الطاولة، خاصة الفوز بملعب بولوغين على حساب المولودية العاصمية، والذي كان كاف لتعبيد الطريق نحو منصة التتويج، ليحسم الوفاق مصير اللقب قبل جولتين من نهاية البطولة، وهو أمر أصبح مألوفا، بالتعرف على هوية البطل مسبقا. تتويج «السطايفية كان بفضل مشوار متميز خلال مرحلة الإياب، والتي تزامنت وعودة الإبن الضال خير الدين مضوي إلى العارضة الفنية، وكانت النتيجة حصد 32 نقطة، نتيجة الفوز ب 10 مباريات وتعادلين، أحدهما في عقر الديار أمام الحراش، و3 هزائم، آخرها دون حسابات بتاجنانت، وهي الأرقام التي قابلها تراجع الكوكبة التي كانت قد تألقت خلال مرحلة الذهاب، في صورة صاحب اللقب الشتوي مولودية الجزائر، الذي اكتفى ب 20 نقطة، وإتحاد العاصمة صاحب 25 نقطة إيابا، وأولمبي المدية ومولودية وهران المتراجعين بشكل ملحوظ. هذه الأرقام جعلت وفاق سطيف يسيطر على كرسي الصدارة، مع تعميق الفارق في بعض الأحيان إلى 7 نقاط عن أقرب الملاحقين، ولو أن مرحلة العودة شهدت تألق إتحاد بلعباس، الذي سجل تواجده ضمن «ترويكا» الصدارة في الكثير من المناسبات، مقابل استفاقة العديد من الأندية التي كانت مهددة بالسقوط، على غرار شباب بلوزداد، شباب قسنطينة، دفاع تاجنانت، سريع غليزان وشبيبة القبائل، لأن حصادها ارتفع خلال مرحلة الإياب مقارنة بمرحلة الذهاب، لكن مرور «النسر السطايفي» إلى السرعة القصوى في المنعرج الحاسم، سمح له بالتحليق عاليا، والتقدم ب 7 خطوات عن أقرب الملاحقين. "المكرة" المفاجأة السارة و المدية و "حمراوة" بوجهين مختلفين تواجد الثنائي العاصمي المولودية والإتحاد فوق «البوديوم» يعد أمرا منطقيا، لأن «الشناوة» كانوا يحلمون باعتلاء المنصة، سيما بعد التألق الملفت خلال النصف الأول، كما حافظت تشكيلة «سوسطارة» على نفس الريتم، بعدم الخروج من ترويكا الصدارة، لكن إتحاد بلعباس سرق الأضواء، بعدما تعوّد على عدم الصمود في الرابطة الأولى، حيث شذ عن المألوف وسجل تواجده مع «الأقوياء»، سيما بعد الإنتفاضة الكبيرة التي حققها مع بداية مرحلة العودة، حيث أحرز 4 انتصارات متتالية، مكنته من الزحف نحو قمة الهرم، لكن هزيمته في سطيف رهنت نسبة كبيرة من حظوظه في التتويج باللقب، لتكون الأزمة الداخلية في الجولات الأخيرة، سببا رئيسيا في تنازله عن تأشيرة المشاركة في المنافسة القارية، خاصة بعد الهزيمة أمام إتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، ومع ذلك يبقى إنهاء أبناء «المكرة» المشوار في الصف الرابع، من المفاجآت السارة هذا الموسم. كما كان أولمبي المدية اكتشاف الموسم، لأنه دخل المنافسة في أول ظهور له في الرابطة الأولى بعد 70 سنة من تأسيسه دون عقدة، وتألق بشكل ملحوظ خلال مرحلة الذهاب، والتي أنهاها في المركز الرابع برصيد 25 نقطة، ما جعل إدارته تطمئن بنسبة كبيرة على ضمان البقاء، لتلجأ إلى سياسة البحث عن المال ببيع أبرز نجومها، في صورة الثنائي حامية ولمهان خلال «الميركاتو» الشتوي، ما انعكس سلبا على نتائج الأولمبي خلال مرحلة الإياب، حيث اكتفى بحصد 13 نقطة في 15 مباراة، لكن مع الخروج مبكرا من دائرة حسابات السقوط. إلى ذلك فإن مولودية وهران ظهرت بوجهين مختلفين هذا الموسم، حيث كانت من أبرز أطراف معادلة اللقب خلال مرحلة الذهاب، وتأخروا بخطوتين فقط عن بطل الشتاء مولودية الجزائر، لكن المشاكل الداخلية أثرت كثيرا على نتائج أبناء «الباهية» في الإياب، حيث اكتفوا ب 12 نقطة فقط، ليهدروا بذلك فرصة كبيرة للعودة إلى المنافسة الإفريقية. قرارات إدارية وراء سقوط غليزان و الثنائي «الأصفر» ينجو بأعجوبة إذا كان سريع غليزان قد التحق بركب النازلين، فإنه صنع الحدث على طريقته الخاصة، لأنه دشن المشوار برصيد سالب بسبب قرار لجنة المنازعات، كما أن عدم إجرائه مباراة الافتتاح داخل الديار أمام «النهد»، كلفه خصم 3 نقاط أخرى، لتكون انطلاقته الفعلية برصيد ( 6)، ومع ذلك تشبث «الرابيد» بخيط ألأمل، ودافع عن حظوظه إلى غاية آخر لحظة من عمر البطولة، لكن حسابات فارق الأهداف مع إتحاد الحراش ألحقه بالنازلين. إلى ذلك عانى الثنائي الأصفر شبيبة القبائل وإتحاد الحراش الأمرين لضمان البقاء، حيث كان كناري جرجرة بحاجة إلى شبه معجزة، والحسابات تحققت في المنعرج الأخير، لتبقى الشبيبة الفريق الوحيد الذي لم يغادر الحظيرة منذ صعوده قبل 48 سنة، فيما ظلت «صفراء» الضاحية تبحث عن نقطة النجاة في آخر أمتار السباق، والتعادل بالمدية كان حتميا لتفادي السقوط. "الموب" ضحية "سيناريو" دراماتيكي و "الكاب" وفيا لعادته صنعت مولودية بجاية مفارقات هذا الموسم، لأنها كانت قد حملت راية تمثيل الكرة الجزائرية في القارة السمراء، بتنشيطها نهائي كأس «الكاف»، مقابل اخفاق كبير محليا، لأن «الموب» عجزت عن مسايرة الريتم منذ بداية المشوار، بسبب دوامة المشاكل التي ظلت تتخبط فيها، نتيجة الصراعات الإدارية، مما كلف الفريق ملازمة الصف الأخير، و الإكتفاء ب 3 انتصارات فقط على مدار موسم كامل، واحد منها في مرحلة الإياب على حساب الجارة شبيبة القبائل، ولو أن هذا «السيناريو» الذي كان «دراماتيكيا» على أبناء «يماقورايا» لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي عاشته مولودية العلمة قبل موسمين، وذلك بالتألق قاريا والسقوط في البطولة الوطنية، لكن سقوط «الموب» ارتسم مبكرا، بمجرد انطلاق مرحلة الإياب، إلى درجة أن الفريق أنهى الموسم على وقع «مهزلة» ببشار، شوهت سمعة البطولة الجزائرية على الصعيد العالمي. من جهته ظل شباب باتنة وفيا لعادته، من خلال عدم القدرة على الصمود في حظيرة «الكبار» لمدة طويلة، رغم أنه كان يتواجد على قارب النجاة خلال مرحلة الذهاب، لكن انهياره خلال مرحلة العودة، تسبب في السقوط، لأن الاكتفاء بحصد 9 نقاط فقط، أجبره على العودة من حيث أتى. 35 مدربا تداولوا على قيادة الفرق و "السنافر" و "الموب" الأكثر حركية جسدت النسخة السابعة غياب الاستقرار على مستوى الطواقم الفنية للأندية، بدليل احتفاظ 4 فرق فقط بنفس التقنيين على مدار موسم كامل، لتكون الحصيلة تعاقب 35 تقنيا على أندية الرابطة المحترفة الأولى هذا الموسم، مع بقاء 5 مدربين أجانب ضمن القائمة في نهاية المشوار، وهو الرقم الذي تراجع بالمقارنة مع الموسم الفارط، والذي كان بحصيلة 42 مدربا. وإذا كانت العلاقة بين إتحاد الحراش والمدرب شارف قد تواصلت لموسم آخر، فإن الصاعد الجديد أولمبي المدية قطف ثمرة الاستقرار، بعد تجديد الثقة في المدرب سيد أحمد سليماني، بينما أثبت التونسي معز بوعكاز على أنه واحد من الأجانب الناجحين في الجزائر بعد تجربته المميزة في سريع غيليزان، بعد تلك التي كانت له في إتحاد بلعباس، و لو أن «المكرة» حفظت الدرس جيدا، بتزكية سي الطاهر شريف الوزاني طيلة الموسم. إتحاد العاصمة شهد أولى حالات الطلاق، بإنسحاب عادل عمروش قبيل انطلاق الموسم، فاسحا المجال للبلجيكي بول بوت، كما أن شباب بلوزداد راهن على ورقة التقني العربي، لكن بالميل إلى خيار المغربي بادو الزاكي، في حين ظلت شبيبة القبائل على وقع حالة اللااستقرار، بتداول 3 مدربين عليها، من بينهم مواسة و التونسي الحيدوسي. من جهة أخرى فإن هذا الموسم عرف حدوث طلاق بين دفاع تاجنانت و المدرب بوغرارة بعد علاقة دامت 4 مواسم، و كذلك الحال بالنسبة لبوزيدي في نصر حسين داي، كذا بلعطوي الذي انسحب على مضض من مولودية وهران، و هذا كله بسبب النتائج، في الوقت الذي عاد فيه ماضوي إلى وفاق سطيف خلفا لعمراني. شباب قسنطينة كان الأكثر حركية في سوق المدربين، بتداول 4 أسماء على قيادته، إنطلاقا من غوميز، مرورا بكريم خوذة و ميغال بورتوغال وصولا إلى عمراني، و هو نفس عدد مدربي مولودية بجاية، من سنجاق إلى حنكوش و بوسعادة و كذا علو، في حين أن بعض الأسماء كانت محظوظة بتولي مهمة تدريب فريقين في نفس الموسم، و يتعلق الأمر بكل من مواسة، عمراني، خوذة و كافالي. كما عرف هذا الموسم تواجد 9 تقنيين أجانب، رحل 5 منهم بسبب النتائج، وهم غوميز و بوتوغال من شباب قسنطينة، ديسابر من شبيبة الساورة، الحيدوسي من شبيبة القبائل و كافالي من إتحاد العاصمة، لكن هذا الأخير عاد من بوابة مولودية وهران، ليكون في القائمة الخاتمية للمدربين الذين أنهوا المشوار رفقة خليفته في «سوسطارة» بول بوت و كذا الزاكي، بوعكاز، و آلان ميشال.
قاسمي هداف البطولة بفضل ضربات الجزاء تصدر مهاجم نصر حسين داي أحمد قاسمي لائحة هدافي البطولة، بفضل الهدف الذي وقعه في مرمى الموب في الجولة الأخيرة من البطولة، ما مكنه من رفع رصيده الشخصي إلى 14 هدفا، متقدما مهاجم شباب بلوزداد محمد أمين حامية. للإشارة فإن قاسمي سجل أكثر من نصف حصيلته الشخصية من ركلات جزاء، بإجمالي 8 ضربات طيلة الموسم، في الوقت الذي بصم فيه الشاب حامية، على تألقه خلال مرحلة الذهاب، لما واصل التهديف مع أولمبي المدية، وهو الذي كان قد توج بلقب هداف الرابطة المحترفة الثانية مع نفس الفريق الموسم الفارط، لكن حامية انتقل في «الميركاتو» الشتوي إلى شباب بلوزداد، وحصيلته مع ابناء «العقيبة» بلغت 7 أهداف، ما أبقاه في صدارة اللائحة مع قاسمي إلى غاية الجولة الأخيرة، والتي كانت كافية للتخلص من «سيناريو» الموسم الفارط، عندما تقاسم طيايبة وزعبية لقب هداف البطولة. لائحة الهدافين هذا الموسم عرفت غياب اللاعبين الأجانب عن الصدارة، مقابل تألق بعض الشبان، أمثال بالغ وبوقلمونة من إتحاد بلعباس، بن عياد (سريع غيليزان)، إضافة إلى جحنيط وناجي من وفاق سطيف، وهداف دفاع تاجنانت شيبان. 299 يوما على وقع فوضى البرمجة و المهازل كان الموسم المنقضي استثنائيا بالنسبة للرابطة المحترفة الأولى، لأن المنافسة فيه امتدت على مدار 299 يوما (من 19 أوت 2016 إلى 14 جوان 2017)، في واحد من أطول المواسم على الإطلاق، وقد ميزته فوضى البرمجة، التي دفعت بالرابطة إلى اعتماد فترتي راحة، واحدة «حتمية» بعد الجولة 24، ودامت 53 يوما، خصصت لتسوية الرزنامة. وكان افتتاح الموسم بحادثة غياب سريع غيليزان عن لقائه أمام «النهد»، فضلا عن دخول هذا الفريق السباق برصيد سالب بسبب العقوبة الإدارية، وهي أمور تحدث لأول مرة في البطولة الوطنية. إلى ذلك فإن أحداث العنف والشغب كانت حاضرة هذا الموسم، إنطلاقا من الجولة الأولى ببولوغين، وصولا إلى حادثتي غيليزان والحراش، وما انجر عن ذلك من عقوبات ضد الفرق باللعب دون جمهور، في الوقت الذي كانت فيه القضية بين نزار وقرعيش والتهم بمحاولة ترتيب نتيجة اللقاء من أبرز النقاط السوداء لهذا الموسم. وكان ملف التحكيم ثقيلا وطرح بحدة على طاولة مسؤولي الفاف والرابطة، بسبب الأخطاء الفادحة التي أرتكبها الحكام، و التي فجرت الوضع في أوساط رؤساء الأندية، ليتساءل الجميع عن هوية الشخص الذي يتولى التعيينات، خاصة بعد رحيل حموم، و لو أن الجولات الأخيرة عرفت صدور عفو عن مجموعة من الحكام الذين كانوا في «الثلاجة» أمثال بهلول، نسيب، ميال، و زواوي. وكانت خاتمة الموسم بفضيحة بطلتها مولودية بجاية التي تقلص عدد لاعبيها إلى 6 في مباراة الساورة، وهي قضية تسجل لأول مرة في هذا المستوى. "السنافر" و "الدياربيتي" يحافظان على "كوطة" الشرق تقاسمت الجهات الثلاث من التراب الوطني تذاكر السقوط بالتساوي، وذلك بتدحرج فريق من كل منطقة إلى الرابطة المحترفة الثانية، ولو أن سقوط شباب باتنة جعل القاعدة الشرقية، تحافظ على نفس حصتها في حظيرة الكبار، في ظل صعود إتحاد بسكرة، مع نجاح شباب قسنطينة ودفاع تاجنانت في الصمود لموسم آخر، رفقة البطل وفاق سطيف. ولئن كانت شبيبة الساورة قد ظلت وفية لتقاليدها بحمل راية تمثيل القاعدة الجنوبية، فإن الملفت للإنتباه إرتفاع عدد الأندية العاصمية الموسم القادم، بعودة نادي بارادو، والتحاقه بالجيران مولودية وإتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، نصر حسين داي وإتحاد الحراش، لييبلغ بذلك عدد أندية منطقة الوسط إلى 9 أندية، مقابل تقلص تمثيل الجهة الغربية إلى الثنائي مولودية وهران واتحاد بلعباس بعد سقوط سريع غيليزان. أرقام من الموسم الكروي (2016 / 2017) عرفت البطولة برمجة 240 مباراة، مع تسجيل 504 أهداف، بمعدل 2,1 هدف في كل لقاء، و التراجع ب 8 أهداف مقارنة بالموسم الماضي. انتهت 136 مباراة بفوز الفرق المحلية، مقابل نجاح الزوار في العودة بإنتصارات في 33 مناسبة، بينما أنتهت 71 مقابلة بالتعادل. أطول سلسلة من الإنتصارات المتتالية كانت من نصيب وفاق سطيف بإجمالي 5 مباريات، ما بين الجولتين 20 و 24، في حين أنهى شباب باتنة مشواره ب 5 هزائم متتالية، و هي أطول سلسلة من المباريات دون النجاح في الحصول على أي نقطة. انتظر إتحاد الحراش الجولة السابعة لتذوق طعم الفوز على حساب تاجنانت، كما أن «الحراشية» لم يفوزوا سوى مرة واحدة في أخر 12 جولة، و كان ذلك ببجاية. أقوى هجوم في البطولة كان لإتحاد العاصمة بمجموعة 50 هدفا، متبوعا بوفاق سطيف (42 هدفا)، بينما لم يتمكن اتحاد الحراش من هز شباك منافسيه سوى 15 مرة طيلة موسم كامل. أقوى دفاع في البطولة كان بحوزة إتحاد الحراش، الذي زارت الكرة شباك حارسه في 21 مناسبة فقط، متفوقا على وفاق سطيف و شبيبة القبائل. لم تتمكن 3 فرق من تذوق نشوة الإنتصار خارج القواعد، و يتعلق الأمر بكل من شباب باتنة، مولودية بجاية و شبيبة الساورة، و لو أن الشبيبة تبقى من بين الثلاثي الذي لم ينهزم بملعبه، إلى جانب وفاق سطيف و إتحاد بلعباس. أضعف فريق خارج الديار هو شباب باتنة، الذي اكتفى بحصد 3 نقاط فقط من تنقلاته، و يتقاسم نفس الرصيد مع مولودية بجاية، في حين أن «الموب» كانت اضعف فريق داخل القواعد، بحصولها على 16 نقطة. تقاسم وفاق سطيف و شبيبة الساورة الصدارة بخصوص الحصاد في عقر الديار، بمجموع 39 نقطة، بينما كان «السطايفية» الأقوى خارج القواعد برصيد 18 نقطة، متقدمين بخطوة واحدة عن مولودية الجزائر. أطول سلسلة مباريات دون هزيمة كانت من نصيب مولودية وهران ب 10 لقاءات، في حين لم يفز شباب قسنطينة في 9 لقاءات متتالية منذ التعادل في عقر الديار مع غيليزان إلى غاية الفوز على الساورة في الجولة 17، لكن «السنافر» لم ينهزموا في آخر 7 جولات، حالهم حال شبيبة القبائل. لم تفز مولودية بجاية سوى ب 3 مباريات طيلة الموسم، و كانت بملعبها ضد كل من شباب بلوزداد، شباب باتنة و شبيبة القبائل. جمعها: ص/ فرطاس رئيس الرابطة الوطنية محفوظ قرباج للنصر زمن تقديم"الخدمات" ولى و في الموسم القادم سيأخذ كل فريق حقه كشف رئيس الرابطة الوطنية محفوظ قرباج عن موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد 2018/2017، والذي سيكون مطلع شهر سبتمبر المقبل.كما تحدث قرباج في هذا الحوار الذي خص به النصر سهرة أمس الأول، عن عديد الأمور المتعلقة ببطولة الموسم الفارط. حاوره: بورصاص.ر أخيرا أسدل الستار على بطولة الرابطة الأولى "موبيليس" بعد موسم شاق، ما تعليقك؟ صحيح الموسم كان طويلا وشاقا، لكن هناك عدة أسباب وظروف أجبرتنا على برمجة ثلاث جولات خلال الشهر الفضيل، والجميع على دراية بذلك، وخير دليل أنه لم تكن هناك مشكلة برمجة من قبل. وما هي هذه الأسباب؟ كما يعلم الجميع، فإنه وفي ظل تراكم المباريات المتأخرة، ونزولا عند رغبة رؤساء الأندية، اضطررنا تسوية جميع المباريات المتأخرة قبل استئناف البطولة الوطنية، ما أحدث خللا في البرمجة الأولى، كما أنني كنت قريب من مغادرة الرابطة، ولا أريد العودة إلى هذه القضية التي أصبحت من الماضي بالنسبة لي، والجميع تابع فعاليات الجمعية العامة الاستثنائية، وأشكر كثيرا رؤساء الأندية على ثقتهم التي تشرفني. من ينتقدون البرمجة هم من كانوا يطالبون بتأجيل لقاءاتهم على غير العادة، المباريات المؤجلة هذا الموسم كانت كثيرة، فما هو السبب حسب رأيك؟ كما تعلمون المباريات المتأخرة كانت بسبب مشاركات الأندية في المنافسات القارية، زيادة على ذلك رؤساء الأندية الذين ينتقدون البرمجة، هم من كانوا يصرون على تأجيل المباريات، بسبب مشاركات لاعبيهم مع المنتخب العسكري، وهنا تطرح أكثر من علامة استفهام، ولا تجد ما تقول، حيث يطلبون تأجيل المباريات، وبعدها ينتقدون البرمجة. انتقادات كثيرة طالت الرابطة بسبب برمجة بعض المباريات قبل الإفطار وتحت درجة حرارة كبيرة، ما تعليقك؟ لم يكن لدينا خيار آخر، سوى برمجة المباريات التي فيها الرهان كبير قبل الإفطار، وقد كنا من قبل قد أكدنا على توحيد توقيت مباريات الجولات الثلاث الأخيرة، بالنسبة لجميع الأندية المعنية بالسقوط أو التي تتنافس من أجل اللقب أو احتلال أحد المراتب المؤهلة إلى منافسة قارية. كان بإمكانكم برمجة اللقاءات خلال السهرة؟ كنا نتمنى برمجة اللقاءات خلال السهرة، لكن وبسبب عدم توفر الأضواء الكاشفة ببعض الملاعب، كتاجنانت وباتنةوغليزان، اضطررنا إلى برمجة المباريات في الأمسية، تفاديا للحسابات، وحتى لا نكون سببا في سقوط أي فريق، سيما وأن الملاعب ليست ملكا للأندية. إدارة سريع غليزان اتهمت الرابطة بشكل غير مباشر بحرمانها من ثلاث نقاط، كانت ستجعلهم يضمنون البقاء. ما تعليقك؟ أنتهز هذه الفرصة للرد على رئيس غليزان، الذي قال بأنني وعدته بإعادة النقاط الثلاث لفريقه. هل رئيس الرابطة أو الرابطة من يرد له النقاط؟. هذه قضية الاتحادية. ضف إلى ذلك المحكمة الرياضية هي من فصل في القضية وليس الرابطة، وعليه استغرب تصريحات رئيس غليزان، الذي يحاول تضليل الرأي العام بتصريحات لا أساس لها من الصحة. تجربة أعوان الملاعب كانت فاشلة نفهم من كلامك بأن سريع غليزان سقط بشكل رسمي؟ سريع غليزان احتل المرتبة ،14 وبالتالي فهو ثالث النازلين. السريع يتحدث عن لجوئه إلى المحكمة الدولية، ونحن ننتظر القرار. لقد سبق وأن تحدثت مع رئيس سريع غليزان، الذي قام بعمل كبير منذ قدومه، وأنا أعترف بذلك. لقد نصحته بإتباع القوانين والطعن على مستوى لجنة الاستئناف، وبعدها اللجوء إلى المحكمة الرياضية التي تعتبر آخر محطة. كرابطة ما علينا سوى تطبيق القوانين وفي حال وجود قرار سنحترمه. صراحة كرئيس للرابطة هل أنت راض عن الموسم؟ كرئيس للرابطة أتمنى دوما أن تسير البطولة الوطنية بقسميها أو حتى الأقسام الأخرى في أحسن الظروف. صحيح هناك بعض النقاط السلبية، والتي سنعمل على تفاديها مستقبلا، وأنتهز الفرصة لتهنئة وفاق سطيف على التتويج بلقب البطولة، وأتمنى حظا موفقا للأندية التي نزلت إلى القسم الثاني. كما أهنئ نادي بارادو واتحادي بسكرة والبليدة على الالتحاق بالرابطة الأولى، وأهنئ أيضا الفرق الصاعدة إلى القسم الثاني، (جمعية عين مليلة ووداد تلمسان ورائد القبة). قضية "الويكلو" التي أصبحت تثير الجدل، هل تراها العقوبة المناسبة؟ صحيح أن لعب المباريات دون جمهور أمر غير مستحب بالنسبة لنا ولكل الأندية والجمهور. كرابطة ولجنة الانضباط بصفة خاصة، حرصنا على أن لا نكون قاسين مع الأندية، بدليل أننا كنا ننذر الأندية في البداية، قبل اتخاذ قرار معاقبتها بالويكلو، وما يؤكد ذلك هو أن عقوبة الويكلو هذا الموسم كانت أقل من الموسم الفارط. أشكر بالمناسبة مديرية الأمن الوطني، على المجهودات الجبارة التي بذلوها طوال الموسم، خاصة بعد عودتهم إلى الملاعب بعد الجولة الثالثة، أين شهدنا بعض الأحداث المؤسفة بسبب أعوان الملاعب، سيما وأن جل الأندية كانت تعتمد على مناصرين وليس أعوان ملاعب. الموسم الجديد 2018/2017 ينطلق الأسبوع الأول من سبتمبر هل تقر بفشل تجربة أعوان الملاعب؟ نعم تجربة أعوان الملاعب كانت فاشلة، لأننا كنا نطالب بتعيين أعوان الملاعب وليس مناصرين، وقد اتضح بأن جل أعوان الملاعب مسبوقين قضائيا، فقد لاحظنا بأن الذين يرتدون اللباس الخاص بهم، وعند تسجيل فريقهم للهدف تجدهم يتفاعلون مع الهدف ويفرحون، وهو ما أثر سلبا على بداية الموسم، والأحداث المؤسفة التي شهدناها مع بداية الموسم خير دليل، والحمد لله منذ عودة رجال الأمن الأمور تحسنت ولم نسجل تجاوزات كبيرة. و هل شرعتم التفكير في الموسم القادم؟ بطبيعة الحال. وقد ضبطنا بعض الأمور المتعلقة بالموسم الكروي الجديد. ما هي التدابير التي قررتم اتخاذها الموسم المقبل، من أجل تفادي تكرار سيناريو الموسم الفارط؟ لقد قررنا الموسم المقبل عدم تأجيل أية مباراة للأندية التي ستمثلنا خارجيا، حيث ستكون الأندية ملزمة على لعب مبارياتها قبل أو بعد مباراتها في المنافسة القارية ب 48 ساعة، وسنترك لها حرية الاختيار حتى نتفادى الوقوع في نفس الأخطاء. ومتى ستكون انطلاقة الموسم الجديد؟ ارتأينا أن نمنح الأندية شهرين راحة. كما تعلمون البطولة انتهت يوم 14 جوان الجاري، وهناك أربعة أندية لا تزال مرتبطة بمباريات نصف نهائي كأس الجمهورية، وهو ما جعلنا نقرر استئناف البطولة خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل. علاقتي بزطشي جيدة و سنتعاون لخدمة الكرة الجزائرية ألستم متخوّفون من انطلاق الموسم خلال شهر سبتمبر، وإمكانية نهاية البطولة شهر جوان، مثلما كان عليه الحال الموسم المنقضي؟ لا أبدا. سنضع برنامجا لتفادي كل هذه الأشياء، كما سنبرمج جولتين في الأسبوع لضمان السير الحسن ونهاية الموسم في الموعد المحدد، سيما وأن السنة المقبلة ستعرف إجراء المونديال و الذي نتمنى بالمناسبة للمنتخب الوطني التأهل رغم صعوبة المأمورية. نفهم من كلامك بأنكم ستبرمجون جولتين في أسبوع واحد مباشرة مع بداية الموسم؟ لا. كما تعلمون لا يمكننا برمجة مباراتين في الأسبوع مع انطلاق الموسم، سيما وأن الأندية تكون في نهاية التحضيرات الصفية، وبنسبة كبيرة سنعتمد هذه البرمجة بداية من الجولة الثالثة. متى ستفرجون عن الرزنامة الجديدة؟ لدينا اجتماع مكتب الرابطة الأسبوع الأول بعد عيد الفطر المبارك، وسنفرج بعده مباشرة على الرزنامة الخاصة بالرابطتين الأولى والثانية. وكيف هي العلاقة بينك وبين رئيس الاتحادية خير الدين زطشي؟ علاقتي بالرئيس زطشي على أحسن ما يرام، وقلتها من قبل بأنه لا يوجد أي خلاف بيننا. لقد التقينا خلال الأيام الأخيرة في عديد المناسبات، تحدثنا وسنعمل سويا من أجل خدمة كرة القدم الجزائرية. حديث كبير عن وجود نشاط في الكواليس في البطولة الوطنية، ما رأيك؟ عندما يعترف رئيس فريق خلال الجمعية العامة الاستثنائية، ويقول "كلنا نبيع ونشتري"؟... لكن ما باليد حيلة، ليس لدينا الدليل المادي. فعلى سبيل المثال قيل الكثير عن مباراة أولمبي المدية واتحاد الحراش، ولكن لا يوجد دليل، وهنا يجب أن نتعاون جميعا وخاصة العدالة الجزائرية. لقد كانت هناك قضية مشابهة بين فريق شباب باتنة ودفاع وتاجنانت، وقبلها شباب باتنة وشبيبة الساورة، ولكن لا توجد أحكام. سنبرمج جولتين في الأسبوع و لن نؤجل لقاءات الأندية المشاركة خارجيا ما هو فريقك المفضل عالميا؟ أعشق البارصا حد النخاع، وكلما تتاح لي الفرصة أتنقل إلى ملعب كامب نيو من أجل متابعة مبارياتهم. كيف تقضي يومك في رمضان؟ أقضي يومي بين العمل و المنزل و المسجد، حيث استيقظ باكرا وأتوجه إلى العمل، ثم أعود إلى المنزل، على اعتبار انني أعمل ايضا في بعض الأحيان ليلا. يقال بأنك تتأثر كثيرا خلال الشهر الفضيل، أليس كذلك؟ لا لست من النوع الذي يؤثر عليه شهر رمضان، ويدخل في ملاسنات مع أي شخص يكلمه، بل تجدني أتأثر مع نفسي وفقط بسبب التدخين، لأنني أدخن كثيرا، وهذه مشكلتي، التي لم أستطع التخلص منها. لم أعد غليزان بالنقاط الثلاث و في حال وجود حكم سنطبقه وماذا تفعل بعد الإفطار؟ بعد تناول وجبة الإفطار أذهب إلى المسجد لتأدية صلاة التراويح، وبعدها أعود إلى المنزل لأتابع البرامج التلفزيونية مثلما يحدث معي الآن، و أنت تحدثني أنا بصدد متابعة حصة على قناة خاصة، أين قام كل من اسطورة شباب قسنطينة العايب سليم والفنان نور الدين بشكري بزيارة الفنان القدير رشيد زيغمي، الذي يعاني من المرض. لقد تأثرت كثيرا بحالته واستغل الفرصة، من أجل الدعاء له بالشفاء العاجل إن شاء الله. ما هي وجبتك المفضلة خلال هذا الشهر؟ مثل جميع سكان شرق البلاد، أحب طبق «الجاري» بالكسرة، ولست من النوع الذي يشترط كثيرا في الأكل. التدخين يؤثر علي في رمضان و طبقي المفضل "الجاري" بالكسرة لأول مرة أحاور شخصية لا تحب البوراك؟ لست من النوع الذي يحب البوراك، بل أحب الكسرة. وهل تحب التسوّق؟ بطبيعة الحال أحب التسوق، وأذهب كثيرا إلى السوق مثل أي شخص عادي. أعشق البارصا حد النخاع و أتنقل إلى كامب نيو لمتابعة لقاءاتها هل من كلمة أخيرة؟ بمناسبة شهر رمضان أتمنى للشعب الجزائري صياما مقبولا، وأؤكد لكم بأن الموسم القادم سيكون مختلفا، قلتها من قبل قدمت خدمات لجميع رؤساء الأندية، لكن الموسم القادم ستكون الأمور مختلفة، وكل فريق سيأخذ حقه وفقط.