مطالب بإنشاء مؤسسة هواري بومدين و بعث ملتقى عربي أوصى المشاركون في الملتقى التاسع حول حياة و مسيرة الرئيس الراحل هواري بومدين، المنعقد بقالمة يومي الأربعاء و الخميس، بالعمل على بلورة مطلب إنشاء مؤسسة الرئيس الراحل هواري بومدين لما لها من أهمية بالغة في تعزيز التواصل بين الأجيال من أبناء الوطن الواحد، و تهيئة أرضية نضالية فتية، يكون لها دور بارز في استلام مشعل الحفاظ على الذاكرة الوطنية و أمجاد الوطن و صيانة عهد الشهداء. وكان مطلب إنشاء مؤسسة الرئيس الراحل قد أثير في الملتقيات السابقة، لكنه لم يتجسد على أرض الواقع إلى اليوم، و يواصل المنظمون للملتقى نضالهم لتحقيق هذا الحلم الذي يقولون بأنه يعزز الوحدة الوطنية، و يربط جسور التواصل المتينة بين الأجيال، و يحثها على تمجيد الرموز التاريخية للأمة و الاعتزاز بها. كما أوصى المشاركون أيضا ببذل المزيد من الجهد و السعي لدى مختلف الجهات المحلية و المركزية للارتقاء بالملتقى من طابعه الوطني إلى مصاف المحطات ذات الاهتمام و البعد الإقليمي و العربي، و ذالك تحصيلا لما أمكن من الإسهامات التي تخدم القضايا العربية و الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، عبر الدور المميز الذي قام به الرئيس الراحل و من خلاله الدولة الجزائرية الفتية. و أشاد منظمو الملتقى بالمكاسب المحققة على أرض الواقع هذه السنة بعد أن ظلت مجرد أفكار تتكرر في كل مناسبة، و في مقدمتها تهيئة المنزل الريفي لعائلة الرئيس الراحل بمنطقة بني عدي الواقعة غربي قالمة، و إطلاق مشروع بناء متحف بالقرب منه، و تعبيد الطريق الجبلي المؤدي إلى مسقط رأس الرئيس الراحل عند سفح جبل دباغ. و قد تركزت أغلب المداخلات و المناقشات في اليوم الأخير من الملتقى، حول الهوية و الثوابت الوطنية، و تعالت الأصوات مطالبة بوضع حد لما وصف بصراع اللغة و الهوية في الجزائر، و تجاوز العثرات التي وقع فيها القادة التاريخيين للبلاد، و التوجه بقوة نحو "مستقبل جديد لا يسأل فيه الجزائري جزائري آخر عن اللغة و الانتماء و الجهة، كما كان يفعل المجاهدون عندما كانوا على جبهات القتال مع العدو و لم يكن أحد منهم يسأل عن الدوار و اللغة". كما تطرق المتدخلون إلى العناية الكبيرة التي كان يوليها الرئيس الراحل لمنطقة القبائل، التي كانت تعاني من الفقر بسبب الطبيعة الجبلية الصعبة، وعيّن الكثير من أبناء القبائل قادة بارزين بالجيش الوطني الشعبي، لكنه كان يرفض احتكار الهوية و اللغة و يعتبر العربية الفصحى لغة جامعة و موحدة للأمة الجزائرية. فريد.غ تكريم قدور بوخنوفة الحارس الشخصي للرئيس الراحل كرّم منظمو الملتقى التاسع حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين، المنعقد بقالمة يومي الأربعاء و الخميس، قدور بوخنوفة الحارس الشخصي للرئيس الراحل هواري بومدين عرفانا له بالتضحيات التي قدمها رفقة زملائه الآخرين خدمة للأمة و الوطن. و قد عبر حارس الرئيس الراحل عن سعادته بهذا التكريم، و قال للنصر بأنه ظل إلى جانب هواري بومدين من سنة 1971 إلى غاية وفاته في 27 ديسمبر 1978، داخل الوطن و خارجه، مضيفا بأن الرئيس الراحل كان على درجة كبيرة من الأخلاق و التواضع و المسؤولية، و كان لا يتراجع أبدا عندما يتخذ القرارات الصعبة. و أشاد قدور بوخنوفة بالاحترام الكبير الذي كان يكنه الرئيس الراحل لفريق الحراسة، و أضاف "لم نكن نشعر يوما بأننا مع رئيس الجمهورية هواري بومدين، لم نكن نعاني من أي ضغط في العمل رغم صعوبة المهمة، العمل مع الرئيس الراحل كان ممتعا و مثيرا".