"أمنيستي" تعتبر أن أعمال القمع ضد المتظاهرين في سوريا قد تشكل جرائم ضد الإنسانية - ارتفاع عدد القتلى والمعتقلين في حماة واستمرار حصارها بالدبابات وصفت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" في تقرير لها أمس، أعمال القمع ضد المتظاهرين من طرف قوات الأمن والجيش السوريين بأنها "أساليب وحشية" وخاصة ما وقع في مدينة تلكلخ "غرب سوريا"، معتبرة أنها ربما قد تشكل جرائما ضد الإنسانية. وأوردت المنظمة تقريرا يوثِّق حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في ماي الماضي عندما شن الجيش السوري وقوات الأمن عملية أمنية كاسحة وواسعة النطاق استمرت أقل من أسبوع ضد سكان البلدة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية،. وأكدت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها أن "الأساليب الوحشية" التي استخدمت خلال العملية الأمنية المدمرة التي نفذتها القوات السورية في مدينة تلكلخ الواقعة في غرب سوريا ربما تشكل جرائم ضد الإنسانية، وأوضحت أنها تعتبر أن الجرائم التي ارتكبت في تلكلخ تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية، لأنها تبدو جزءا من هجوم منظم وواسع النطاق على السكان المدنيين. وأضاف التقرير أنه استنادا إلى بعض الأنباء فإن معظم المعتقلين أخضعوا للتعذيب، وأورد على سبيل المثال قيام جنود "بإحصاء عدد المعتقلين الذين ينقلونهم بغرز لفافات التبغ المشتعلة في أعناقهم من الخلف، وروى بعض المعتقلين للمنظمة بالتفصيل كيف كان الأمن العسكري يعذبهم، ودعت المنظمة السلطات السورية إلى إطلاق سراح جميع الأشخاص الذين اعتقلوا تعسفا بمن فيهم الأطفال، والسماح لمحققي الأممالمتحدة الذين ينظرون حاليا في أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، بدخول البلاد دون أية عراقيل، كما كررت دعوتها لمجلس الأمن الدولي إلى إحالة الأوضاع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. كما أعرب فيليب لوثر عن أسفه لكون استعداد المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات بشأن ليبيا باسم حقوق الإنسان قد أظهر استخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بسوريا، مضيفا أنه على الرغم من حديث الرئيس بشار الأسد عن الإصلاح، لم تظهر حتى الآن أدلة تذكر على أن السلطات السورية ستستجيب إلى أي شيء باستثناء اتخاذ تدابير دولية ملموسة. من جانب آخر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال أن العالم لا يمكنه أن يقف "متقاعسا وعاجزا" في مواجهة العنف الواقع في سوريا على حد تعبيره، وعبّر عن أمله في أن يتبنى مجلس الأمن موقفا "واضحا وحازما" داعيا كل أعضاء مجلس الأمن إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم في ضوء الوضع المأساوي الذي يتعرض فيه سكان سوريا يوما بعد يوم لأعمال قمع مسلح غير مقبولة وشرسة ودون هوادة"، كما أكد جيرار بابت عضو البرلمان الفرنسي ورئيس جمعية الصداقة الفرنسية السورية من جهته، أنه مع عدم تحرك الجامعة العربية ومع امتناع دول مثل السعودية عن التحرك علنا لإدانة القتل الذي يمارسه النظام السوري يصعب رؤية الضغط الدولي يتزايد إلى أبعد من المجال الاقتصادي. وقال ناشطون حقوقيون أن قوات موالية للرئيس بشار الأسد قتلت 14 شخصا رميا بالرصاص أول أمس الثلاثاء في مدينة حماة وما زالت الدبابات تطوق المدينة بعد أيام من أكبر احتجاجات مناهضة لحكم الأسد في الانتفاضة التي اندلعت قبل 14 أسبوعا في مارس الماضي، وأفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن القوات أغارت على بلدات إلى الشمال الغربي من حماة قرب الحدود مع تركيا في محافظة ادلب وكثفت السلطات حملة اعتقالات أسفرت عن احتجاز ما لا يقل عن 500 شخص في أنحاء سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. وفي مدينة دير الزور عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم في شرق سوريا اعتقلت قوات الأمن أحمد طعمة السجين السياسي السابق وأمين سر المجلس الوطني لإعلان دمشق المؤلف من عدد من الشخصيات المعارضة والذي تأسس في 2005 لتوحيد الجهود الرامية لتحويل سوريا إلى بلد ديمقراطي . وأدى قمع التظاهرات في سوريا إلى مقتل أكثر من 1300 مدني واعتقال أكثر من 10 آلاف شخص ودفع آلاف السوريين إلى النزوح، وفق منظمات غير حكومية.