عجز في أطباء التخدير والإنعاش بمستشفى خالدي عزوز رغم التحفيزات يعد مستشفى خالدي عزوز ، من أقدم المؤسسات الاستشفائية بولاية تبسة ، و الوجهة الأولى للنساء المقبلات على الولادة و المقصد الأول للأطفال المرضى من أجل العلاج الطبي أو الجراحي ، فبالرغم من تواجد أقطاب صحية بالبلديات الكبرى بولاية تبسة، إلا أن أغلب التبسيين يفضلون هذا المستشفى لتوفره على الإطار الطبي المتخصص و الأجهزة الطبية الضرورية. مهما تباين تقييم المواطن التبسي بشأن مردود الطاقم الطبي وشبه الطبي والإداري بهذه المؤسسة، إلا أن الأغلبية يجمعون على تسجيل إنزال بشري على هذه المؤسسة وتوافد يومي على مصالحها، الشيء الذي يشكل ضغطا كبيرا على العاملين فيها ، فقد فرض عليهم التواجد الدائم، وهو الأمر الذي يخلف متاعب و أرق ، خاصة للطاقم الطبي وشبه الطبي، في الوقت الذي توجه فيه الحالات المستعصية إلى الولايات الأخرى، خاصة المستشفى الجامعي بعنابة. يعود تاريخ فتح المؤسسة الاستشفائية خالدي عبد العزيز المتخصصة في أمراض النساء والتوليد وطب وجراحة الأطفال، إلى عام 1974 ، عندما تمت ترقية تبسة إلى ولاية، بعد فك الارتباط مع ولاية عنابة، أين تم تصنيفها آنذاك كقطاع صحي بمدينة تبسة، وظل هذا المرفق يؤدي مهامه إلى غاية 2009، ليغير مجرى تدخلاته الصحية واختصاصه ويحول إلى قطب صحي متخصص في الأمومة والطفولة، بعد إعادة الاعتبار له. وصارت منذ ذلك التاريخ المؤسسة الوحيدة المتخصصة في هذا المجال بالولاية رقم 12، ويضم اليوم هذا القطب الصحي 04 مصالح خاصة بأمراض النساء والتوليد، وطب وجراحة الأطفال، وكل مصلحة بها عدة وحدات للتحاليل والأشعة والفحص بالصدى والتلقيح، بالإضافة إلى ذلك تتوفر على طاقة استيعاب تقدر ب 166 سريرا ، و هذا العدد يكون في بعض الأحيان غير كاف، بالنظر للتوافد الكبير على المؤسسة. و اعتبر مدير المصالح الصحية حالات الوفيات في صفوف الأطفال الحديثي الولادة طبيعية وعادية، فهي لا تتعدى 0.5 بالمئة، ولا تتجاوز 0.03 بالمئة بالنسبة للنساء، و0.81 بالمئة بالنسبة لمصلحة طب الأطفال، و أكد حرص الإدارة على تقديم الخدمات الصحية الضرورية لكل مريض. 10 آلاف ولادة طبيعية و 3 آلاف عملية قيصرية خلال سنة 2017 أحصت المصالح الصحية بالمستشفى، حسب مديرها عبد الحميد لعبيدي ، 9 آلاف و 865و ولادة طبيعية و 3آلاف و 27 ولادة قيصرية خلال عام 2017، وأشار المتحدث إلى أن المستشفى عرف ولادة 822 امرأة في كل شهر من السنة الفارطة ، بمعدل 28 امرأة في كل يوم، كما تم خلال الفترة نفسها، تحويل 27 امرأة أخرى إلى المستشفى الجامعي بعنابة، بالنظر لحالاتهن المستعصية. بالمقابل أجريت بالمستشفى ما يقارب 10 عمليات قيصرية في كل يوم، وهذه العمليات و حالات الولادة الاستعجالية والطارئة، تتطلب مرافقة دائمة للمرضى،خاصة بالنسبة للنساء اللائي يلدن لأول مرة، مثلما يتطلب مجهودات إضافية بدنيا ونفسيا، مع العلم أن هذا المستشفى كان قد أجرى 24 ألف فحص طبي عام و5 آلاف فحص في إطار طب أمراض النساء، فيما قدرت فحوصات القابلات ب 22 ألف فحص، وحقن 153 ألف امرأة و تلقيح حوالي 10 آلاف طفل وغيرها من العمليات الطبية الموجهة للطفل والمرأة. كما بينت الحصيلة السنوية لنشاطاته إجراء 24 ألف فحص بالصدى و287 عملية جراحية مبرمجة في إطار البرنامج الجراحي السنوي، فضلا عن إجراء ألفين و 740 عملية جراحية في إطار الاستعجالات و الحالات الطارئة، كما مكث 8 آلاف و 995 طفلا بمصلحة طب الأطفال لأيام متباينة، وخضع 250 ألف طفل و امرأة لتحاليل بالمخبر، ووزعت 9 آلاف و 437 وحدة موانع الحمل على النساء خلال سنة 2017. وفي سياق متصل، قدر مدير المصالح الصحية بالمستشفى، حاجة هذا المرفق الصحي لحوالي 06 أطباء في مجال التخدير والإنعاش، لأن الحالات الوافدة في كل يوم، تتطلب تدعيما في هذين التخصصين في المجال الطبي وشبه الطبي، غير أن هذه الأمنية، حسبه، لن تتحقق بسهولة لزهد الكثير من الأطباء في العمل في ولاية تبسة. و يؤكد مدير الصحة والسكان من جهته، بأن الولاية ومديرية الصحة قد وضعت تحت تصرف الأطباء المختصين 20 مسكنا وقدمت كذلك تحفيزات ومقترحات أخرى، منها مراجعة مدة الخدمة الوطنية لتحفيز الأطباء على الالتحاق بالوجهة الصحية التبسية. في حين يؤكد مطلعون على الشأن الصحي، بأن جلب الأطباء المختصين يقع أيضا على عاتق المواطن التبسي، الذي عليه أن يحسن من تعامله مع الأطباء وأن يعمل على إقناع الأطباء العاملين بالولايات الأخرى بالعمل بتبسة، إذا علمنا أن السلطات سعت في السنوات الأخيرة إلى جلب الكثير من الأطباء وتمكنت من إقناع الكثيرين بالعمل في هذه الولاية، غير أن العجز يبقى مسجلا،خاصة في بعض التخصصات. ويعول المسؤولون المحليون على فتح مستشفيات جديدة كمستشفى العقلة وغيره من المؤسسات، للتخفيف عن هذا المستشفى الذي ولد فيه أغلب التبسيين من الجيل الجديد.