كشف مدير الوكالة الوطنية للتشغيل محمد الطاهر شعلال أمس عن تلقي أزيد من 1 مليون طلب تشغيل إلى غاية 31 من شهر جانفي للسنة الجارية، مفسرا ارتفاع العدد مقارنة بالسنة الماضية بالأمر العادي. وأعلن المصدر على هامش إطلاق برنامج جديد لمرافقة الوكالة الوطنية للتشغيل في التوظيف بحضور وزير القطاع، أن الهيئة التي يشرف على تسييرها تلقت أزيد من 1 مليون طلب عمل إلى غاية 31 جانفي الماضي، مسجلا ارتفاعا طفيفا بالمقارنة بالعام الماضي وهو أمر جد طبيعي وفق تقديره، متوقعا في ذات السياق تسجيل تحسن في عروض العمل بنسبة 18 بالمائة خلال هذا العام مقارنة بالسنة الفارطة، مشددا على أن الوكالة الوطنية للتشغيل لا تمنح مناصب عمل بل تقوم باستقبال عروض التشغيل المتوفرة، ومن ثم تقوم بتوجيه المؤسسات الباحثة عن اليد العاملة بحسب العروض التي تصلها، مؤكدا أن الاقتصاد الوطني مكن من توفير أزيد من 380 ألف منصب عمل، وأنه إلى غاية 30 جانفي الماضي تم تنصيب 30 ألف شخص في مناصب عمل مختلفة. وأضاف المتحدث أن الوكالة الوطنية للتشغيل أضحت تتمتع بالسرعة في معالجة العرائض أو طلبات العمل، حيث كانت المدة تستغرق في السابق 20 يوما، لكنها تقلصت اليوم بفضل التقنيات الجديدة إلى 5 أيام فقط، كما تم إدخال تغييرات جذرية على الأساليب التي كان يعتمدها طالبو العمل في إيصال انشغالهم للوكالة، حيث كانت ترتكز في السابق على الفاكس أو الحضور الشخصي، في حين أنها تعتمد اليوم على الرقم الأخضر للوكالة، وباستعمال مختلف شبكات الهاتف، أو الهواتف النقالة إلى جانب البريد الإلكتروني، كما سيسمح التطبيق الجديد ecoute+، وفق المتحدث بمعرفة مسار الطلبات، أي الانشغالات المعبر عنها وتواريخ وصولها ومعالجتها، فضلا عن عروض العمل التي تقابلها. وأفاد من جانبه وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مراد زمالي أن الوكالة الوطنية للتشغيل شهدت تطورات عدة منذ استحداثها سنة 2000، بفضل تحسين الخدمات الموجهة لمن يبحثون عن مناصب عمل، من بينهم خريجو الجامعات ومعاهد التكوين المهني، وكذا بفضل تنصيب خلايا للإصغاء والاستقبال وتلقي طلبات العمل ودراستها، موضحا أن دراسة العرائض بطريقة دقيقة ساهم بشكل كبير في تسهيل توجيه المعنيين إلى المناصب الملائمة، إلى جانب اختصار الوقت بعد أن كانت معالجة الطلبات تستغرق مدة معينة، وهو ما أدى إلى تحقيق رغبات الباحثين عن منصب شغل، وساعد على تحقيق هذا الهدف أيضا اعتماد التطبيق الجديد الخاص بالوكالة. وأوضح الوزير أن تطوير خدمات استقبال طلبات الشغل تمت بالتعاون مع قطب التشغيل الفرنسي، في انتظار إطلاق مشروعين آخرين سيسمحان للوكالة بتحديد المهن الأكثر صعوبة في التوظيف، وكذا الكفاءات الأكثر طلبا في سوق العمل، إلى جانب إعادة تصميم الخدمات الهاتفية للوكالة، وبحسب مراد زمالي فإن التنسيق ما بين الوكالة الوطنية للتشغيل والقطب الفرنسي للتشغيل سيتم تجسيده مستقبلا عن طريق اتفاق توأمة، في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي، بهدف إضفاء تحسينات أخرى على طرق استغلال عروض العمل، تماشيا مع متطلبات السوق الذي أضحى يفرض بعض التخصصات، مذكرا بأن الوكالة الوطنية للتشغيل أضحت تحصي اليوم 274 وكالة محلية. كما تم تخصيص عون واحد للتكفل بحوالي 200 طالب منصب شغل، مقابل عون واحد مقابل أزيد من 300 طالب شغل خلال السنوات الماضية، تزامنا مع شروع خلايا الاستقبال والإصغاء المحلية والمركزية في اعتماد التطبيق الجديد الذي ستكمن مهمته في متابعة العرائض التي تتلقاها الوكالة، وتسييرها ودراستها آنيا.