قصور نقرين بتبسة تتحوّل إلى وجهة شتوية تستقطب قصور نقرين العتيقة في فصل الشتاء، العديد من المواطنين الباحثين عن الراحة والسكينة والهدوء، في وسط دافئ يقيهم من لسعات البرد، حيث أصبحت هذه القصور ذات الطابع العمراني الإسلامي و العربي العتيق، مكانا للجذب السياحي و لو في شكل غير منظم، ويرجع البعض هذا التوجه إلى سحر المكان وبعده عن المدنية و الضجيج. باتت قصور نقرين مقصدا سياحيا في إطار السياحة الشتوية و الصحراوية، فالماء الرقراق يتحرك كالحية الرقطاء جنبا إلى جنب مع النخيل، والقصور القديمة المبنية من الطين والرمل المختلط، لا يزال البعض منها شامخا في وجه الزمن، ومنطقتها العمرانية التي تشبه الواحة تصلح لأن تكون ديكورا طبيعيا لأفلام سينمائية تروي يوميات الأقدمين. أما أزقتها الضيقة والملتوية فتؤدي بك إلى قلب هذه المدينة ، التي تقول المصادر التاريخية أنها بنيت قبل 5 قرون، وهي عبارة عن مدينة عتيقة وقلعة آثر سكانها القدماء أن يقفوا في وجه الصحراء ويؤسسوا مدينتهم، بعيدا عن الحل و الترحال في الشتاء والصيف، ويتراءى للزائر أن هذه المدينة هاربة من زمنها ومن صفحات التاريخ، بين العشرات من الأبنية المتناثرة هنا وهناك. ويقول لخضر حامي، رئيس جمعية إحياء السياحة والتراث والمحافظة على البيئة والآثار بنقرين، بأن المنطقة بقصورها و جبالها القريبة من المدينة صارت هذه الأيام مقصدا للمواطنين في إطار السياحة الصحراوية والشتوية، و حمس هذا التوافد بعض العاطلين عن العمل لممارسة بعض الأنشطة التجارية البسيطة وتقديم بعض الخدمات بعين المكان. و أشار المتحدث في السياق ذاته، بأن عملية إعادة الاعتبار للمدينة القديمة التي شرعت فيها الجمعية منذ 03 سنوات تتواصل كل يوم سبت، ما سمح بإعادة الملامح الحقيقية لعدد من القصور التي تساقط أغلبها وتعرض بعضها للتخريب، خاصة بعدما هجرها السكان وتحولوا إلى المدينة الجديدة في نهاية تسعينيات القرن الماضي. و أكد بأنه أعيد الاعتبار لمسجد المدينة القديمة، و لعدد من المساكن التي تبعد عن مدينة نقرين بحوالي 03 كلم، والعمل متواصل بهذا الفضاء الذي يضم غابات للنخيل وبعض الأشجار المثمرة، فضلا عن مئات البيوت الترابية الطينية. و تبدو المدينة القديمة صورة هاربة من زمنها إلى زمن آخر، فالقصور ترابية متجاورة والممرات ضيقة رائعة، وبين هذه المساكن تتحرك المياه بين النخيل، في ما يؤكد المختصون أن عمرانها ذو طابع عمراني إسلامي، استعملت فيه المواد الأولية المتاحة بنقرين، كالتربة والرمال والحجارة وجذوع النخل والأشجار في نصب الأعمدة وتثبيت السقوف، فيما تتكاثر المحلات التجارية والدكاكين هنا وهناك. أما مسجدها فيتوسط المدينة بزخارف رائعة وأنماط عمرانية عربية إسلامية، ولا تزال الكثير من القصور التي يقارب عددها 150 مسكنا، محافظة على أجزاء منها ، بالرغم من عوامل التعرية التي أتت على عدد منها، ويذكر الكثير من الشيوخ أنهم قضوا يومياتهم في هذه القصور لسنوات طوال، وأنهم استمتعوا بالعيش فيها ، فهي باردة صيفا ودافئة في الشتاء.