نراهن على تحويل البلدة إلى منطقة سياحية و فتح متحف يخلد معالمها انضم المخترع الجزائري الدكتور محمد دومير منذ عودته مؤخرا من الدوحة إلى بلدته نقرين، الكائنة على بعد 150 كلم جنوب عاصمة ولاية تبسة، إلى مجموعة كبيرة من شباب المنطقة تقوم بترميم القصور القديمة و التي تعتبر ذاكرة نقرين و شاهدا من الشواهد الصامدة على احتضانها للعديد من الحضارات القديمة . الدكتور دومير قال للنصر، بأنه يرمي بمشاركته في ترميم هذه القصور إلى إحداث ديناميكية في بلدية نقرين الكائنة على الحدود مع تونس، و كذا المحافظة على هذا المعلم و تطوير السياحة بالمنطقة، و الرهان، كما أكد، منصب على استقبال وفود سياحية و تنظيم زيارات دورية لهذه القصور، ولم لا تأسيس متحف بالمنطقة يكون ذاكرة لهذه البلدية التي تضع النخل و حماية البيئة ضمن أولوياتها. و أضاف الدكتور دومير بأن أعضاء الجمعية البلدية لإحياء السياحة والتراث والمحافظة على البيئة والآثار بنقرين، يقومون منذ تأسيس الجمعية بأعمال تطوعية من أجل استرجاع مكانة المدينة الأثرية وإنقاذها من تحت الرمال لتكون فضاء ترفيهيا ، ومتنزها يقصده الزوار من كل حدب وصوب للاستمتاع بجمال الطبيعة العذراء ، وتكون معلما سياحيا بامتياز، كما ستمنح الفرصة لأبناء نقرين لولوج عالم السياحة من بابه الواسع ، وتمكينهم من فرص عمل ، وتجنبهم الآفات الاجتماعية، كما أكد. عملية الترميم تتم بنفس المواد القديمة التي بنيت بها القصور القديمة و لا تشمل إضافات أخرى، و تعمل الجمعية على مواصلة الترميمات إلى غاية الانتهاء من جميع المساكن،و اللافت هو الاستعمال المتقن للمواد الأولية المتاحة بنقرين، فالتربة والحجارة للبناء و جذوع النخيل والأشجار لنصب الأعمدة و تثبيت السقوف، فيما تتكاثر المحلات التجارية و الدكاكين هنا وهناك، أما مسجدها فيتوسط المدينة بزخارف رائعة و أنماط عمرانية عربية إسلامية. و لا تزال الكثير من القصور التي يقارب عددها 150 مسكنا، محافظة على عمرانها، بالرغم من عوامل التعرية التي أتت على عدد منها ،و أكد الكثير من شيوخ نقرين بأنهم قضوا يومياتهم في هذه القصور لسنوات طويلة، مشيرين إلى أن هذه البيوت الترابية، كانت ملائمة للعيش قبل عقود طويلة ، حيث كانت باردة في الصيف و ساخنة في الشتاء، و يقولون أن الحركة التجارية كانت نشطة في هذه البلدة ، و كانت المقايضة بالسلع إحدى أهم الأنشطة التجارية، وقد نجح سكانها في تجاوز عواقب المجاعة التي حلت في أربعينيات القرن الماضي، بسبب توفر المدينة على كل سبل العيش من تمر ، و خضر ،و فواكه وغيرها من المنتجات الغذائية التي لا تزال نقرين تزخر بها . الزائر لبلدية نقرين يندهش للنمط العمراني لقصورها، فهي ليست قصور ملوك أو أمراء، إنما سميت كذلك في نقرين، لأنها قصور لملوك الصحراء من الناس البسطاء، والذين يجعلونك تشعر بمتعة الحياة البسيطة الهادئة التي تشكل عمقا تاريخيا وثقافيا. ويبقى أمل سكان بلدية نقرين أن تجد هذه القصور و الآثار الرومانية التي تنام عليها المنطقة العناية والرعاية من طرف الجهات الوصية ، لاستغلالها في تنشيط الحياة السياحية، من خلال بعث عدد من المشاريع التي من شأنها أن تجعل من البلدية، قبلة للسياح على غرار بقية المناطق الصحراوية، وتساهم في توفير مناصب عمل لشباب المنطقة الذي يشكو شبح البطالة القاتلة جراء الغياب الكلي للمشاريع. و من أجل تشجيع شباب المنطقة على الاهتمام بالتراث والمحافظة على البيئة والآثار بنقرين ، بادرت مؤخرا الجمعية بتنظيم مسابقة لأجمل صورة للبلدة القديمة بعد الترميم.