تذوقت الفن من موائد شيوخ المالوف قعدات الشيوخ والسمر حول موائدهم صقلت موهبته وحددت مساره الذي كان يجهل أفقه قبل أن يجرب دغدغة أوتار العود، فاكتسب الحكمة ولازم أهل الصنعة وأبحر عبر الزجول يبحث عن قصيدة لم يلحنها زرياب.إنه مصلح التلفزيونات المحترف والمبدع الذي اختصر الطريق إلى التلفزيون من خلال اعتكافه على إصلاح العطب الذي يمنع الصورة والصوت، إنه الفنان حسان برمكي الذي تعرفه كل الأمكنة ويعرفها حارة بحارة في الأعراس والمهرجانات. إتصلنا به عقب انتهائه من حفلة كان هو نجمها في سهرة من سهرات المالوف فكانت لنا معه هذه الدردشة حول أعماله ونشاطه. *في البداية نريد أن نعرف ما هو جديدكم في مجال الإنتاج؟ -عندي ألبوم جديد سينزل قريبا يضم أحدث الأغاني التي سجلتها مؤخرا فأنا مهتم كثيرا بمسألة التجديد ولا أريد تكرار ما سبق عرضه سواء ما يخصني أو الآخرين، لأن الفن في نظري يتطلب دائما الجديد للحفاظ على التواصل مع الجمهور *هل يمكن أن نعرف عن بدايتك الفنية كمطرب في مجال المالوف؟ -حب الموسيقى لازمني منذ الصغر وكنت باستمرار أتردد على مجالس الشيوخ مثل الشيخ الزواوي فرقاني، وبراشي وعبد القادر التومي، هؤلاء كانوا وراء تكويني، والفضل يعود لهم في إرتباطي بالفن ولولا اقتناعي واحترامي وثقتي لما ارتبط مصيري بمجال الفن. *يعرف أنك مصلح تلفزيونات، فكيف ينسجم الفنان مع صنعة أخرى يرهن بها مستقبله؟ -تصليح التلفزيونات ينبع من ميولاتي الفنية، حيث لم أجد صعوبة في التأقلم مع الأجواء الفنية، بل بالعكس فقد ساعدني هذا كثيرا على التواصل مع الموسيقى من خلال معرفتي للتقنية الإلكترونية وخصائص الأستوديوهات والتواصل مع الآلات الموسيقية والتسجيلات وغيرها، لذلك فإن هذه الصنعة أكسبتني خبرة في مجال تقنية التسجيل حيث وجدت نفسي على إتصال دائم بالوسط الفني. *متى دخلت عالم الفن؟ -أنا موجود في الساحة الفنية منذ سنة 1975 أي أن ارتباطي بالفن يناهز 35 سنة، وهذه مسيرة سمحت لي بمعرفة أسرار وخصائص هذا الميدان واحتكاكي المتواصل بالفنانين طيلة هذه المدة جعلني على دراية بخبايا الساحة الفنية. *على ذكر خبايا وأسرار الساحة الفنية، كيف يراها برمكي خاصة الوسط الفني بقسنطينة؟ -الحركة الفنية بمدينة قسنطينة في تطور مستمر فهناك جهود تبذل من خلال التظاهرات والمهرجانات التي تقام وهذا الأسلوب ساعد على استعادة جمهور المالوف افتقدته الساحة الفنية لسنوات أمام التنافس الكبير للألوان الغنائية الأخرى التي استغلت الفراغ للهيمنة على الساحة، على العموم أن فن المالوف يسترد تدريجيا عشاقه، وهذا شيء إيجابي سيكون له أثر في تنظيم المجال الفني.