«سنجسد المشروع في الجزائر لإستقطاب مرضى العالم في بلادنا» كشف أمس باحثان جزائريان وهما البروفيسور بلحاج الطاهر والبروفيسور صادق نور الدين، إختراعهما الجديد والذي تحصلا من أجله رفقة الباحث الصيني «يونغ غواييونق»، على براءة الإختراع حصريا كونه يعد الأول من نوعه عالميا، ويعد عرض الإختراع أمس، العرض الثاني عالميا للجهاز الجديد المضاد للسرطان الداخلي بتقنية تكنولجيا النانو، وقد كان العرض الأول في الصين شهر جانفي المنصرم. إستعرض أمس الطاقم الطبي المتكون من باحثين جزائريين وآخر صيني، آخر إختراع عالمي لعلاج مرضى السرطان بتقنية «تكنولوجيا النانو» وجهاز طبي من صنف 3، حيث يتم تحضير المركب السائل بعد المرور على عدة مراحل شرحها المعنيون بدقة، ويتمثل العلاج في تعبئة المادة «ايندوندريم» في الجهاز على شكل حقنة يتم عن طريقها وخز المريض بها، وتنتشر في الجسم على مدار 5 ساعات تكون قد قضت على جميع الخلايا السرطانية حتى ولو كان المريض في مرحلة متقدمة من المرض. ولتأكيد هذه التفاصيل، أوضح أمس الباحثون وهم الجزائريان بلحاج الطاهر وصادق نور الدين والصيني «غييونقوا يونغ»، خلال اليوم الدراسي الذي إحتضنه مركز البحث العلمي في علم الإنسان الإجتماعي والثقافي «كراسك» وهران، أنه بعد مرحلة طويلة من تجريب الإختراع على الفئران، تم نقل التجارب للإنسان حيث تم إختيار مريض صيني كان في الأسابيع الأخيرة من حياته حسب تقارير الأطباء الذين عجزوا عن علاجه بكل الطرق المعروفة لعلاج السرطان، وقد تقبل هذا المريض أن يتم تجريب الأمر عليه حيث يبلغ من العمر 50 سنة وهو أستاذ جامعي وكان يعاني من إنتشار الورم في عدة أجزاء من الكبد والرئتين والمعدة ومناطق أخرى، وبعد حقنه بالمواد التي هي أساس الإختراع، نهض الشخص وخرج مع زوجته، وبعد 5 ساعات عاد للكشف فإندهش الجميع أن المريض لم يعد يشكو من أي ألم بل وأن المرض مات نهائيا، وأضاف الباحثان أنه مر اليوم 6 أشهر على العملية وأن المريض النموذجي عاد للتدريس في الجامعة وممارسة حياته بشكل عادي، مبرزين أنه بعد هذا النجاح الباهر تحصلوا على براءة الإختراع وتلقوا طلبات من عدة دول لمواصلة تطبيق الإختراع عندهم ومعالجة مرضاهم، ولكن وفق البروفيسور صادق نور الدين فإن هدفه هو والبروفيسور عبد الحفيظ بلحاج هو تطبيق هذا الإختراع في الجزائر وقلب الموازين بأن يلجأ مرضى العالم لبلادنا للتداوي والعلاج من هذا المرض الخبيث، وبعد هذا النجاح أوضح المتحدثان أنه تنتظرهما طلبات 15 مريضا في رومانيا وبعض المرضى في الصين سيتم تحقيقها خلال الأسابيع القادمة، ليتم بعدها وضع الإختراع في السوق. وعن تكلفة العلاج، أفاد الباحثان أنها تقدر تقريبا ب 140 ألف أورو، ولكن لا يمكن ضبطها في الوقت الحالي لغاية تجسيد المشروع وطنيا، وعن هذه الخطوة أكد الباحثان أنهما في البداية تلقيا دعما كبيرا من عميد جامعة تلمسان البروفيسور جعفور الذي شجعهما على ضرورة جعل الإختراع واقعا بالجزائر، مبرزان أن هناك دعم أيضا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واطراف أخرى، وقال الباحثان أن البداية ستكون بتجسيد المشروع من حيث الهياكل ثم السعي للمرحلة العلاجية، لأن الجهاز والتقنية يحتاجان ظروفا معينة لنجاح العملية، وأعلنا أمس عن إشارة الإنطلاق في التحضيرات لإطلاق المشروع. وتطرق الباحثان خلال محاضرتيهما أيضا للعراقيل التي واجهتهما لبلوغ هذه النتيجة ولم تكن عراقيل علمية بقدر ماكان مصدرها بعض المخابر العالمية للأدوية والتجهيزات الخاصة بعلاج السرطان، والعديد من الأطباء المختصين في علم الأورام، ولكن حسبهما فإن الثقة بالنفس ووجود بعض الأطراف الداعمة سواء في فرنسا أين يعملان أو في الصين اين نفذا إختراعهما، مثمنين كذلك وجود أطراف داعمة أيضا بالجزائر منها الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة و كراسك وهران ومن خلالهما وزارة التعليم العالي من أجل تحقيق هدفهما الأساسي وهو إقامة الإنجاز داخل الوطن. وفي هذا الصدد، قال الدكتور أوفن نبيل المدير العام للوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة، أنه تم ضبط رزنامة محددة وورقة طريق وفق جدول مواعيد ستتم المصادقة عليه قريبا من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للإسراع في تجسيد مركز البحث بالقطب الصحي بتلمسان، و الذي سيكون مقرا للباحثين الجزائريين للبدء في تجسيد إختراعهما وتطوير الأبحاث في مجال الصيدلة المشعة، وهي الخطوة الأولى حسب المتحدث خلال ندوة صحفية أعقبت اليوم الدراسي، أين ركز الدكتور أوفن على أن قطاع البحث العلمي حظي بعناية مميزة من طرف الدولة الجزائرية بدليل أنه لم يتم تقيلص أغلفته المالية التي قدرت ب 20 مليار دج من أجل تحسين صحة الجزائريين، علما أن 50 بالمائة من الأأدوية مستوردة، لدى يجب تطوير البحوث العلمية لخفض فاتورة الإستيراد. كما ثمن أيضا كل الإجراءات التي تقوم بها الدولة من أجل مكافحة السرطان والتكفل الأمثل بالمرضى، مشيرا لبرنامج السرطان الذي يشرف عليه البروفيسور مصطفى زيتوني، والذي أثمر عدة إيجابيات.