الجرائد العمومية هي الأكثر تضررا من شح الإشهار أكد وزير الاتصال جمال كعوان يوم الخميس المنصرم، أن الصحافة العمومية هي الأكثر تضررا من الأزمة المالية التي تعيشها البلاد والتي نجم عنها شح في الإشهار هزّ قواعد المؤسسات الإعلامية، معتبرا أن أعباء الصحافة العمومية كبيرة مقارنة بالصحافة الخاصة جراء الكتلة المالية لتسديد الأجور والتغطية الإجتماعية وغيرها من المصاريف، مشيرا أيضا أن الجرائد العمومية لا تستفيد سوى من أقل من 20 بالمئة من الإشهار العمومي والباقي يوزع على الجرائد الخاصة. وعرج وزير الإتصال جمال كعوان في مداخلته التي ألقاها أثناء مشاركته في احتفال جريدة الجمهورية بمرور 55 سنة على تأسيسها، للحديث عن تواصل دعم الدولة للجرائد الوطنية عن طريق الإشهار بعد أن تعرضت لهزات قوية جراء التقلبات الإقتصادية، مشيرا أنه لا يجب على الناشرين إعتبار الجرائد مغامرة فكرية ومهنية، بل هي مؤسسة لها تسييرها الإقتصادي الذي يفرض عليها الضرائب وبعض التكاليف، وهذا الوضع الصعب الذي تمر به الجرائد يفرض حسب الوزير على الناشرين البحث على حلول وبدائل أخرى بعيدا عن الإشهار المؤسساتي العمومي الذي أثبت محدوديته وتراجع بنسبة قدرت ب 60 بالمئة خلال الأربع سنوات الماضية وتسبب في غلق 60 جريدة خاصة، وفي ظل هذه الظروف أفاد كعوان أنه على الصحفيين وحدهم السعي للحفاظ على المهنة، منوها في الوقت ذاته بحرص رئيس الجمهورية على ضمان حرية التعبير والحق في المعلومة والتي قام بدسترتها، مضيفا أن سلطة الضبط للصحافة المكتوبة هي هيئة موجودة في برنامج عمل الحكومة، والأمور تتقدم بعقلانية وبرزانة لتنصيبها في أقرب الآجال لأن النصوص الخاصة بها تشرف على نهايتها. وعبّر ممثلو المجتمع المدني بوهران، خلال اللقاء، عن تخوفهم على مصير جرائد عريقة ولها مكانتها في الساحة بسبب شح الإشهار، وفي رده حمّل الوزير مسؤولي الجرائد مسؤولية الإفلاس والتدهور المالي، لأن الدولة لم تتخل عن دعم الجرائد سواء العمومية أو الخاصة، ولكن من الضروري على الناشرين البحث عن مصادر إشهار أخرى خارج الإشهار العمومي. وفي شق آخر، أوضح وزير الإتصال أن القمر الصناعي «ألكوم سات1» له القدرة على بث 100 قناة من طراز «أش دي» معلنا أن القنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية إلى جانب قناة وكالة الأنباء الجزائرية، ستنتقل للبث عبر هذا الساتل، ليبقى الباب مفتوحا أمام القنوات الخاصة للإختيار مضيفا أن هذا القمر الصناعي هو مفخرة للبلاد ويساهم في دعم سيادة الجزائر. أما بخصوص البرامج الرمضانية التي تتسابق القنوات الخاصة لإنتاجها، فأكد كعوان أن الحكم عليها سابق لأوانه، معترفا أن بعض الحصص سجلت تجاوزات كبيرة العام الماضي، وداعيا في ذات السياق المتفرجين للجوء للعدالة في حالة تسجيلهم تجاوزات في تلك البرامج الرمضانية علما أن سلطة الضبط للسمعي البصري تراقب أيضا محتوى القنوات وستتدخل في الوقت المناسب وفق الوزير. وفي مداخلته التي عنوانها « الصحافة الجزائرية في مواجهة تحديات الرقمنة»، قال وزير الاتصال إن التحولات التكنولوجية جعلت من الرقمنة واقعا يجب التأقلم معه خاصة بالنسبة للصحافة عبر العالم، والإعلام الجزائري مثلما أضاف يمكنه التفاوض بشأن الرقمنة بهدوء خلافا لباقي دول العالم كونه يستفيد من دعم الدولة الذي يؤمن له الإنتقال التدريجي في هذه الفترة الهجينة من الورقي إلى الرقمي دون إستبعاد الهزات المرافقة لهذا التحول خاصة مشكل الإشهار الذي فرمل حتى الجرائد اللكترونية، وشملت كلمة الوزير عدة تساؤلات في هذا الإطار تمحورت حول مصير كل المتدخلين في صناعة وتجارة الجرائد الورقية؟ داعيا في الوقت نفسه لعدم إغفال مسألة إنتاج المحتوى والإهتمام بالناقل الرقمي فقط.للتذكير، جاءت كلمة الوزير جمال كعوان يوم الخميس المنصرم بوهران، في إطار مشاركته احتفال جريدة الجمهورية بالذكرى 55 لإصدار أول عدد من جريدة «لاريبيبليك» في 29 مارس 1963، حيث كان هذا التاريخ في قبضة المستعمر منذ القرن التاسع عشر تحت عنوان «ليكودوران».