الشيخ سلطان يخطف الأضواء من الصنهاجي المغربي افتتحت السهرة الخامسة من الطبعة السابعة لمهرجان جميلة العربية على وقع الفولكلور المغربي الذي سجل حضوره للمرة الثانية على التوالي من خلال المشاركة المتميزة للشاب الصنهاجي و فرقة اودادن للتراث و الفنون الشعبية التي أمتعت الحاضرين منذ البداية بمقطوعات موسيقية من التراث المغربي بالإضافة لأكثر من أغنية لكبار الفنانين المغاربة أمثال الدكالي و عبدالهادي بالخياط مما أضفى الكثير من الأجواء الحميمية بين الفرقة و الساهرين الذين تجاوبوا مع أنغامها معبرين بكل الأشكال عن إعجابهم بأدائها و بالأصوات المرافقة لها التي أدت أغلبية أغاني الفقرة الغنائية المخصصة لهم بالاعتماد أكثر على الكورال و الزخم الإيقاعي الذي تتمتع به الأغنية المغربية القريبة من الأذن و القلب. والملفت للانتباه أن الحضور المعتبر للمغتربين من عدة دول أوروبية و الذين وجدوا بالموقع الأثري و اللباس التقليدي ديكورا مميّزا شجعهم على التقاط الكثير من الصور للذكرى وهي الأجواء التي سمحت للفنانة سامية بن نبي و هي تصعد الركح في الجزء الثاني من السهرة الفنية للتألق كعادتها، حيث أدت أغنيتين من ألبومها الجديد قبل أن تعطي لسادة الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري و احمد وهبي حقهم من خلال ادائها لاغانيهم الناجحة التي ذكرت الساهرين بزمن الفن الجميل و العصر الذهبي للأغنية الوهرانية التي كانت و لا زالت تثري الرصيد الفني الجزائري بفضل عمالقتها. و من جهته وقف الشاب يونس ابن مدينة القل المغترب تكريما للراحل الشاب عزيز الذي استنزف كامل فقرته الغنائية بإعادة أغلب الأغاني التي أداها المرحوم قبل اغتيالها و الذي كان موفقا لأبعد الخصوص خاصة عند أدائه لأغنية / يا جمالة / التي تجاوب معها الشباب كثيرا لاسيما و أنها ذكرتهم أيضا بالفنان الراحل كاتشو . و بصعود ابن المنطقة الشيخ سلطان على المنصة تعالت أصوات الشباب من كل الأركان مطالبين إياه بأداء أغنية / يا ديوان الصالحين / من البومة الأخير و التي حققت نجاحا كبيرا كما ألح الفنان المتألق على مشاركة الجمهور له في ادائها مما اضفى الكثير من الفرح و فتح أركان كويكول على الرقص تعبيرا عن الحالة التي صنعها الشيخ سلطان الذي أبدع بظهوره المتميز و صوته القوي الدافئ، بالإضافة إلى تمكنه المستمر في استقطاب اهتمام الساهرين باستخدامه لبعض عبارات الحماس و التي لم يتعودوا عليها مثل / دادا ازوالي / . و رغم مشاركته الأولى في مهرجان جميلة غير أن شهرة و سمعة الشيخ سلطان من خلال الديوهات الكثيرة التي أثرت مسيرته الفنية جعلت منه نجما بلا منازع في تلك السهرة، حيث ردد الشباب الساهر عن ظهر قلب معظم أغانيه مرات و مرات . ومما لا شك فيه ان الشيخ سلطان سجل ظهورا ملفتا للانتباه ما جعله سيدا كبيرا على الركح ما قد يؤدي لمراجعة الديوان الوطني للثقافة و الإعلام للقائمة الاسمية للفنانين المحليين الذين قد يكون الشيخ سلطان أفضلهم بعد عراس .و من جهته لم يجد سليم الشاوي صعوبة كبيرة في دغدغة مشاعر الساهرين الذين تجاوبوا معه كثيرا خاصة أن الريتم الموسيقي لم يخلو من الخفة و الطابع الإيقاعي الراقص، الشيء الذي أعطى الانطباع بامكانية انجاح السهرات بأسماء محلية ، شرط توفير الإمكانيات الأساسية. و على أنغام الأغنية التراثية الشهيرة" عين الكرمة"التي قام بتوزيعها المطرب سليم الشاوي من جديد انطفأت خامس شمعة من ليالي جميلة.