البابية تدخل لاصام دائرة الشك المقابلة التي جرت أمام مدرجات مكتظة عن أخرها، سارت على وقع انطلاقة سريعة، بانتهاج كل طرف خطة هجومية، وقد كاد صاحبي أن يفتتح باب التسجيل للجمعية في الدقيقة الثالثة بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات، وجد الحارس ختالة صعوبة في التصدي لها، ليأتي رد فعل الضيوف سريعا بتوغل لعوافي داخل منطقة العمليات، إلا أن مدافع المحليين اعترض مساره، ليعلن الحكم حلالشي عن ضربة جزاء، احتج على شرعيتها أصحاب الأرض، وتولى تنفيذها بلحمري بنجاح مفتتحا مجال التهديف للمولودية، وسط دهشة الآلاف من الأنصار، وكان ذلك في الدقيقة السابعة.هذا الهدف المبكر، ألقى بظلاله على فيزيونومية اللعب، لأن عناصر «لاصام» فقدوا كامل التركيز والتوازن في بحثهم عن إعادة الأمور إلى نصابها، فاخلطوا بين السرعة والتسرع، بدليل أن هاشم أهدر فرصتين ثمينتين لتعديل النتيجة، الأولى في الدقيقة 14 لما وجد نفسه وجها لوجه مع ختالة، إلا أنه فضل القذف من زاوية ميتة، والثانية بعد 5 دقائق، عندما كان في وضعية مواتية داخل منطقة العمليات، غير أن رأسيته اعتلت العارضة الأفقية بقليل. بالموازاة مع ذلك، فقد اعتمد الزوار على المرتدات الهجومية السريعة، والتي كاد على إثر إحداها فرحي، أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 23 بعد تخلصه من المراقبة على الجهة اليسرى، غير أن تسديده جانبت القائم الأيسر بقليل، ومع حلول الدقيقة 32، احتج لاعبو ومسيرو الجمعية مطولا على الحكم حلالشي مطالبين بضربة جزاء إثر سقوط بوشكريط داخل منطقة العمليات، إلا أن الحكم قدر ذلك، بالتحايل وأنذر اللاعب وسط احتجاجات عارمة. سيطرة لاصام، تواصلت دون فعالية إلي غاية الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى، حيث نجح المدافع عطية في تعديل النتيجة، مستغلا تحرره من المراقبة على مستوى القائم الثاني، بعد عمل جبار من بركاني على الجهة اليمنى لينتهي النصف الأول من اللقاء، بالتعادل وسط سخط كبير من المحليين على الحكم حلالشي. الشوط الثاني، سار على وقع سيناريو مستنسخ من سابقه، لأن لاعبي الجمعية رموا بكامل ثقلهم في الهجوم، وقد ضيع هاشم فرصة حقيقية لترجيح الكفة في الدقيقة 54 بعدما انفرد بالحارس ختالة، إلا أن قذفته اعتلت العارضة الأفقية بطريقة غريبة. النجاعة الهجومية، كانت من مرة أخرى من جانب البابية، لأن الحملة التي قادها سي محند على الجهة اليسرى، كللت بهدف ثان للزوار وقعه البديل جبالي برأسية محكمة، وكان ذلك في الدقيقة 56، احتجاجات أبناء قريون على حلالشي، تواصلت عند المطالبة بضربة جزاء، قبل أن تندلع مناوشات بين أنصار الفريقين في المدرجات، بتبادل الرشق بالحجارة، مما تسبب في إسقاط السياج الفاصل وتوقف اللعب لمدة 5 دقائق، مع إخلاء المكان الذي كان مخصصا لمشجعي المولودية. سيطرة أهل الدار، بلغت الذروة مع مرور الدقائق وقد كان هاشم خارج الإطار بتضييعه هدفين محققين في الدقيقتين 72 و81 رغم تواجده في وضعية مواتية للتهديف، الأمر الذي فجر غضب الأنصار عليه، في حين عمد المدرب حجار إلي إقحام عقون في محاولة لتنشيط القاطرة الأمامية. اللحظات الأخيرة لم تشهد سوى حملات هجومية عشوائية، من لاعبي الجمعية الذين استعملوا شتى الوسائل للتعديل، لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس ختالة، لتكون قذفة عقون آخر فرصة في اللقاء لأن حلالشي أطلق صافرته على تفوق الضيوف، وسط سخط كبير من أنصار الجمعية على طاقم التحكيم.