أبدى المدير العام للشركة الرياضية شباب أوراس باتنة فريد نزار الكثير من المخاوف بخصوص مستقبل الفريق، بعد السقوط إلى قسم الهواة، خاصة وأن «نكسة» السقوط من الرابطة المحترفة الثانية خلفت حالة من الركود. نزار، وفي حوار خص به النصر، سارع إلى دق ناقوس الخطر وأكد على أن المرور إلى الشرعية أمر حتمي وضروري، كما عاد إلى الموسم المنصرم، وحاول تشريح أسباب السقوط، والتي نكتشفها في هذه الدردشة. في البداية، هل لك أن تكشف لنا عن أسباب سقوط الفريق؟ هذا المصير كان حتميا، وناتجا عن مخلفات الموسم السابقة، رغم أنني كنت قد حذرت في الكثير من المناسبات من السقوط الحر، في حال عدم التكفل الجدي بالانشغالات التي تظل مطروحة، خاصة تلك المتعلقة بالجانب المادي، لأن شباب باتنة كان من أفقر الأندية في الرابطة المحترفة، لأن الإعانات المتحصل عليها لا تستجيب للمطالب، فضلا عن عدم وجود مصادر تمويل أخرى، الأمر الذي أدى إلى تراكم الديون، ولو أننا حاولنا تسيير الفريق من أموالنا الخاصة. لكن المؤكد أن هناك عوامل أخرى كانت وراء هذه «النكسة»؟ الأكيد أن الموسم الفارط كان استثنائيا بالنسبة لشباب باتنة، وذلك بسبب غياب الاستقرار على جميع الأصعدة، سواء في العارضة الفنية أو على مستوى الطاقم المسير، والدليل على ذلك تعاقب 4 رؤساء على الفريق في موسم واحد، وهو نفس العدد من المدربين، لتكون العواقب عدم القدرة على ضمان البقاء، رغم أنني حاولت لعب دور «رجل الإنقاذ» في مرحلة الإياب، بعدما وجدت نفسي مجبرا على الاستجابة لطلب الكثير من الغيورين، لكن عند استلامي المهام وقفت على وضع صعب، وقد بادرت إلى إطلاق نداءات استغاثة، على أمل النجاح في تدارك الأوضاع، وطالبت بتسريح الاعانات المالية، والبحث عن مصادر تمويل أخرى قد تساعد على وضع القطار على السكة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، في ظل العزوف الجماعي عن الاستجابة، لأن تسيير فريق في الرابطة المحترفة الثانية بميزانية لا تتجاوز 10 ملايير سنتيم أمر مستحيل، وهذا الجانب كان له تأثير مباشر على استقدامات الشباب في «الميركاتو» الشتوي، بالعجز عن جلب لاعبين قادرين على تقديم مردود أفضل، ولو أن النتائج تحسنت كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه في مرحلة الذهاب. في ظل هذه الوضعية كيف ترى مستقبل الفريق؟ مشكل شباب باتنة عويص ومتشعب، ويحتم على كل أبناء الفريق التحرك الفوري والعاجل، لأن خبرتي في الميدان تجعلني أخشى كثيرا على مستقبل «الكاب»، مادامت الأزمة المالية الخانقة مازالت تلقي بظلالها على النادي، في غياب مصادر تمويل تكفي لتلبية الحاجيات، فضلا عن إشكالية التكتلات المبنية على مصالح شخصية، لأن تصفية الحسابات الضيقة لا يجب أن يكون على حساب مصلحة الفريق، وبالتالي فإن الخروج من هذه الوضعية لن يكون سهلا، ويحتم على الجميع استخلاص العبرة من الدروس القاسية، والوقوف كرجل واحد لتفادي مواصلة السقوط الحر. وماذ عن مصير الشركة الرياضية وقرار فسخ عقود اللاعبين؟ سقوط الفريق إلى وطني الهواة يقابلة الحل الأوتوماتيكي للشركة الرياضية، وهو الاجراء الذي يرمي بالكرة في معسكر النادي الهاوي لتولي التسيير، لكن إعلان رئيس النادي مسعودان عن استقالته، يلقي بالمسؤولية على كامل أعضاء الجمعية العامة، في انتظار ترسيم الأمور خلال الجلسة المبرمجة يوم الثلاثاء القادم، لكن بعض الأطراف تسعى لتشكيل «ديريكتوار»، ولو أنني شخصيا من معارضي هذا الطرح، لأن الفرصة مواتية لانتخاب رئيس شرعي، دون الأخذ في الحسبان مصير الشركة، لأن الحل يمر عبر جملة من التدابير الإدارية، وفسخ عقود اللاعبين كان بنية تفادي اللجوء إلى لجنة المنازعات لتحصيل مستحقاتهم.