انسحابي لم يكن من أجل «الموك» ولا ضلع لي في استقدامات بوناب دق رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الفريق، وأكد على أن الأزمة المالية التي يتخبط فيها النادي، من شأنها أن تتسبب في انسحابه من بطولة ما بين الجهات للموسم القادم، في ظل العزوف الجماعي عن حمل مشعل التسيير، على خلفية الديون المتراكمة، في غياب أي مؤشر إيجابي بشأن الدعم المالي. بوضياف، وفي حوار خص به النصر أمس، أوضح بأن الظروف التي مر بها نادي التلاغمة طيلة الموسم المنصرم، جعلت مؤشر الديون يرتفع، رغم أن الفريق كان يلعب الأدوار الأولى، ويتنافس على تأشيرة الصعود إلى وطني الهواة، كما تحدث بوضياف عن المستقبل المجهول، الذي أصبح يكتنف مصير الفريق، وكذا قضايا أخرى نكتشف تفاصيلها في الدردشة التي كانت على النحو التالي: نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن جديد نادي التلاغمة خاصة بعد تلويحكم بالاستقالة الجماعية؟ التلويح بانسحاب كل أعضاء الطاقم المسير، كانت بمثابة رد فعل أوتوماتيكي عن الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها النادي، لأننا كنا طيلة موسم كامل قد طرقنا جميع الأبواب بحثا عن الدعم المالي الكافي، لكن نداءات الاستغاثة التي أطلقناها لم تجد آذانا صاغية، كما أننا حاولنا إطلاق صفارات الانذار مع اقتراب نهاية الموسم الكروي المنصرم، على أمل النجاح في لفت انتباه السلطات المحلية لهذا الفريق، لكن دار لقمان ظلت على حالها، لنجد أنفسنا مجبرين على تجسيد التهديدات، التي كنا قد لوّحنا بها، وذلك بترسيم قرار الاستقالة الجماعية للمكتب المسير. *لكن هذا الإجراء من شأنه أن يضع مستقبل الفريق على كف عفريت؟ القرار المتخذ ناتج بالأساس من ظروف استثنائية أصبح يمر بها نادي التلاغمة، لأن الجميع يعلم بأن تركيبة الطاقم الإداري هي نفسها التي عملت على مدار 13 سنة متتالية، منذ صعود الفريق من القسم الولائي، والاستقرار الإداري الذي عشناه كان من أبرز العوامل التي ساعدتنا على الارتقاء إلى قسم ما بين الرابطات، وأصبحنا من بين الزبائن التقليديين في هذا المستوى، خاصة في مجموعة الشرق، وقد تحمّلنا على عاتقنا مسؤولية التسيير لمواسم طويلة، لكن الأزمة بلغت الذروة، في ظل تقلص قيمة الاعانات المحصل عليها من السلطات المحلية، وعليه فإن الكرة الآن في مرمى مسؤولي البلدية، لأن الاستقالة ترسّمت، وترتيب البيت يمر عبر انتخاب مكتب مسير جديد، رغم أن العزوف الجماعي عن حمل المشعل يبقى الميزة الأبرز في الساحة الكروية بالتلاغمة. وهل من توضيحات أكثر بخصوص الأزمة المالية التي دفعتكم إلى الانسحاب في هذا الظرف؟ كل ما في الأمر أننا كنا على مدار الموسم المنصرم، قد تلقينا وعودا من مختلف الهيئات تقضي بتخصيص إعانات مالية للنادي، خاصة بعد المغامرة الناجحة التي كانت لنا في كأس الجمهورية، لما بلغنا الدور 16، واستقبلنا مولودية وهران بميلة، لأن ذلك الموعد التاريخي بالنسبة لنا كان بمثابة المحطة الأبرز، والتي مكنتنا من لفت انتباه السلطات الولائية، إلا أن الوعود التي تلقيناها في جانفي الماضي تبقى مجرد كلام ينتظر التجسيد على أرض الواقع، ولو أننا أجبرنا بدورنا على تقديم وعود للاعبين بشأن مستحقاتهم المالية العالقة، لأن الثقة المتبادلة بين كل العناصر والإدارة كانت مفتاح النجاح، وعدم ضخ أي سنتيم من الاعانات التي كنا نراهن عليها جعلنا نعلن عن استقالتنا الجماعية، لأن الفريق لم يتحصل طيلة الموسم المنقضي سوى على إعانة بقيمة 580 مليون سنتيم من البلدية، وهذا المبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف فرق تنشط في البطولة الشرفية، لتكون عواقب ذلك ارتفاع الديون إلى عتبة 1,5 مليار سنتيم، وهذه الوضعية من الصعب التخلص منها، بسبب تقليص مختلف الهيئات من حجم المساعدات المالية الممنوحة للنادي. لكن نادي التلاغمة كان من بين الأندية التي تنافست على تأشيرة الصعود؟ الحقيقة أن الصعود إلى وطني الهواة، كان الهدف الذي كنا قريبين من تحقيقه منذ موسمين، لكن بعض المعطيات «اللارياضية» كانت قد طفت على السطح في المنعرج الأخير من السباق، فكانت التأشيرة من نصيب شباب قايس، ولو أن تلك المغامرة تسببت في ترك ما يقارب 800 مليون سنتيم كديون متراكمة على كاهل الفريق في ذلك الموسم، وعليه فقد حاولنا الاكتفاء بتخفيف الأضرار الموسم المنصرم، رغم أن بداية المشوار كانت على وقع استقالة حسين بوعيشة من على رأس العارضة الفنية بعد أسبوع فقط من انطلاق التحضيرات، كما أن دخول المنافسة الرسمية لم يكن موفقا مع المدرب نورالدين غنام، الذي رمى بدوره المنشفة بعد الجولة السادسة، لتكون تجربة عدنان بن عبد الرحمان مع النادي ناجحة منذ الجولة السادسة، بدليل المشوار التاريخي في منافسة الكأس، وكذا تحسن النتائج في البطولة، إذ أصبحنا من بين الأندية التي شكلت كوكبة الصدارة، إلا أن قلة الامكانيات المادية أجبرتنا على حصر دائرة الطموح، وتجنب التفاؤل أكثر، وذلك لتفادي المزيد من الديون. بعض الأطراف اعتبرت استقالة بوضياف من التلاغمة خطوة من أجل التواجد في مولودية قسنطينة؟ علاقتي بأسرة «الموك» وطيدة منذ الصغر، والرئيس الحالي للنادي رضا بوناب صديق حميم، وقد ساعدنا في نادي التلاغمة في عدة مناسبات، وبمجرد انتخابه على رأس المولودية استشارني في بعض الأمور المتعلقة أساسا بالجانب القانوني، من دون أن أكون عضوا في المكتب المسير، كما استغل الفرصة لأوضح الرؤية للأنصار بأن الاستقدامات التي قامت بها حاليا إدارة مولودية قسنطينة، لم يكن لي فيها أي ضلع، وكانت بالتشاور بين أعضاء الطاقم الإداري، وعليه فإن استقالتي من رئاسة نادي التلاغمة لا علاقة لها بتاتا بعلاقتي مع «الموك». في ظل هذه المعطيات كيف ترى مخرج نادي التلاغمة من أزمته؟ كما سبق وأن قلت، فإن الديون المتراكمة تبقى سبب الأزمة، على خلفية عدم وجود أي مؤشر يوحي بحصول النادي على إعانات مالية من السلطات المحلية، والجميع على دراية بأننا كنا قد تحملنا على كاهلنا مسؤولية تسيير الفريق لسنتين متتاليتين دون تلقي أي سنتيم من البلدية، طيلة فترة الانسداد الذي عاش على وقعها المجلس، لكن الضمانات التي تلقيناها من المسير الإداري في تلك الفترة جعلتنا نبادر إلى التسيير، وبحكم التجربة الطويلة في تسيير نادي التلاغمة فإنني أجزم بأن بقاء دار لقمان على حالها سيضع مصير الفريق على كف عفريت، إلى درجة أن شبح الانسحاب النهائي من المنافسة يبقى يطارده، وذلك بعدم الانخراط في بطولة ما بين الجهات الموسم القادم.