الطموحات التحديثية للجيش كبيرة وغير محدودة أكد نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, أن الطموحات التحديثية في الجيش كبيرة وغير محدودة تتطلب المثابرة وعدم السقوط في فخ الارتياح مهما كانت النتائج المحققة، وشدد على ضرورة رفع الجانبين المعنوي والجانب المتعلق بالمهارات والمؤهلات وتبني نهج المراجعة المستمرة للأساليب المستعملة. وقال الفريق أحمد قايد صالح في كلمة توجيهية ألقاها أمس خلال تفقده وتفتيشه للفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة (الناحية العسكرية الأولى), «إننا نبقى نؤكد على أن طموحاتنا التحديثية في الجيش الوطني الشعبي هي طموحات كبيرة وغير محدودة، تتطلب المثابرة المتواصلة وعدم السقوط في فخ الارتياح الذاتي مهما كان حجم النتائج المحققة». واعتبر في هذه الكلمة التي بُثت إلى جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد, أنه «بهذه الطريقة وعلى هذا النحو يتم تبني نهج المراجعة المستمرة للأساليب المستعملة، والمراجعة تعني في أكمل تجلياتها أن يقوم الإنسان بإجراء تقييمات متتالية لما أنجز من أعمال مع الحرص على إتباع ذلك بالتقويمات الضرورية». وأكد مرة أخرى على أن تراكم النتائج المحققة سنة بعد أخرى وحسن الاستفادة من الخبرات والتجارب المكتسبة، سواء أثناء عملية التدريب والتحضير القتالي بكافة مراحله ومستوياته، أو أثناء مراحل التكوين المتعدد المستويات هي الطرق الأنسب والأنجع المؤدية إلى تحقيق النتائج المرجوة. وأضاف الفريق «لقد جعلت من الجانب التحسيسي والتوعوي مرتكزا قويا من المرتكزات التي ترسم معالم العمل المثمر، وإننا نسعى إلى ذلك سعيه وكفى بالله شهيدا وكفى بالله وكيلا، فمع تطورات الأحداث وتقلبات حوادثها على المستوى الجهوي والإقليميي كان الجيش الوطني الشعبي عينه على الجزائر وعلى صون سيادتها الوطنية، وكنا دائما نردد من أجل ذلك بأن الجزائر هي المبتدأ وهي المنتهى وهي الغاية التي من أجلها نعمل ولأجلها نبذل قصارى جهودنا في سبيل تحقيق المزيد من التطور والمزيد من كسب موجبات القوة والحداثة». وبعد أن أشاد بالجهود التي تبذلها هذه الفرقة وبقية الوحدات والتشكيلات المنتشرة عبر إقليم الناحية العسكرية الأولى في تطبيق المقاربة الشاملة والمتكاملة التي تم وضعها في السنوات القليلة الماضية الرامية إلى الارتقاء بالعمل الميداني المتعدد الأوجه إلى مداه المأمول, دعا المنتمين إلى الفرقة 12 مشاة ميكانيكية إلى أن «يجعلوا من سواعدهم الصلدة ركائز قوية لصرح قواتنا المسلحة وأن يجعلوا من عقولهم منبعا للإبداع القتالي والعملياتي وعلى أن يحرصوا على جعل قلوبهم معقلا لحب الجزائر». « ونبه المتحدث في هذا الصدد إلى أن من يلم إلماما وافيا وكافيا بمضمون معادلة النجاح سيجد طريقه نحو التوفيق حتما، و ركز خلال هذا اللقاء عن الجانب العقلي الذي يعني الاتسام بالحكمة في التفكير وبالعقلانية في التدبير وبسداد الرأي عند ممارسة العمل وبوضوح الرؤية ، وبعد النظر وبالواقعية والموضوعية أثناء استنباط معايير التفوق وعوامل النجاح فالفرد إن تكاملت لديه هذه المعايير مجتمعة أصبح دون شك مالكا لمفاتيح اكتساب الإتقان الإبداعي البراعة بل والتفوق». و أضاف نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي يقول أنه لهذا الغرض تحديدا, «كنا دوما وسنبقى من منطلق الحرص الذي ما انفك يبديه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني للتاريخ الوطني عموما ولتاريخ الثورة التحريرية على وجه الخصوص نستحضر رفقة الأفراد العسكريين في كل مناسبة وطنية و زيارة ميدانية أحد أهم مرتكزات بناء القوة المعنوية، ألا وهي استحضار مفاخر تاريخنا الوطني والعمل على ترسيخه في قلوب وعقول الأفراد وجعل أحداثه ووقائعه ومحطاته الكثيرة والمنيرة، مدعاة للمزيد من الجهد ودافعا معنويا قويا من دوافع العمل المثمر هذا فضلا عن جعله بمثابة القدوة الحسنة التي تستدعي دوما الاستفادة من دروسها». كما أشار إلى أن إسهام الجانب المتعلق بالمهارات والمؤهلات والكفاءات بكل ما يحمله هذا الجانب من معنى في الرفع من الجاهزية وتحقيق النتائج الميدانية هو إسهام كبير وضروريي إلا أننا على يقين تام أيضا بأن متطلب الجانب المعنوي وإسهامه في الرفع من درجات الجاهزية القتالية والعملياتية للأفراد والوحدات هو إسهام شديد الحيوية بل وشديد الضرورة.و حرصا على أهمية الجانب المعنوي قال «فقد جعلنا من الجانب المعنوي للأفراد أحد أهم الأسس التي تنبني عليها كافة جهودنا العملية والتطويرية لأننا نؤمن أن المقياس الحقيقي والواقعي للحكم على جاهزية أي جيش من الجيوش هو المقياس المعنوي فاحرصوا على منحه كل الرعاية التي يستحقها»، مضيفا في ذات الاتجاه « إنني وأنا أتفرس في وجوهكم وأقرأ في ملامحكم مواصفات القوة والثبات أجزم بأنكم تمثلون صخرة صلدة في بنيان راسخ الركائز اسمه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني إن قوة جيشكم هي من قوة معنويات أفراده وتلكم حقيقة ظاهرة للعيان ندركها جيدا كقيادة عليا ونعمل جاهدين وباستمرار على تمتين أسسها بين الصفوف، وإننا إذ نلحظ بارتياح شديد تجلياتها البارزة من خلال هذه القوة المعنوية العالية التي تشهد عليها إسهامات الأفراد العسكريين بكافة فئاتهم كل في مجال عمله في كافة الميادين خصوصا ما تعلق منها بمهمة مواصلة مكافحة بقايا الإرهاب واستئصال جذوره». وفي ختام اللقاء فسح المجال أمام أفراد الناحية للتعبير عن انشغالاتهم واهتماماتهم ثم تابع الفريق وفي نقل مباشر من ميدان الرمي والمناورات للفرقة, مجريات تنفيذ تمرين بياني بالذخيرة الحية نفذته وحدة من وحدات الفرقة بموضوع «سرية مشاة ميكانيكية في هجمة مضادة» وذلك في إطار مواصلة تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2017-2018.