زيتوني: الجزائر وثورتها أصبحت «تزعج بثقلها وقراراتها و مواقفها» أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني يوم أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، على أن الجزائر وثورتها أصبحت "تزعج بثقلها و وزنها وقراراتها و مواقفها"، مشددا على أن أفضل رد على من يحاولون المساس برموز الثورة يكمن في "كتابة التاريخ و الاعتزاز به والترويج له". و أوضح زيتوني في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية عشية الذكرى ال 56 لعيدي الاستقلال والشباب أن محاولات المساس برموز الثورة و تاريخها، تعد أعمالا "فردية ومنعزلة"، لافتا ، أن الجزائر وثورتها أصبحت "تزعج بثقلها و وزنها وقراراتها ومواقفها"، مشددا في هذا الموضوع على أن "أفضل طريقة للرد على هؤلاء تتمثل في كتابة التاريخ والاعتزاز به والترويج له وغرسه في نفوس الاجيال". وأكد وزير المجاهدين على ضرورة الاهتمام بتاريخ الثورة التحريرية ونقل لأجيال الاستقلال بطولات المجاهدين و رسالة الشهداء المتمثلة في المحافظة على الجزائر "موحدة ، متضامنة ومتآزرة". و ذكر الوزير بالمناسبة الجهود التي تبذلها وزارة المجاهدين في سبيل حفظ الذاكرة، مبرزا وجود "44 متحفا مزودا بمكتبات وقاعات انترنت وأخرى لعرض الأفلام و الأشرطة و فضاءات لتسجيل الشهادات" ناهيك عن "تغيير أوقات عمل هذه المتاحف" لتكون متاحة لجميع الفئات من تلاميذ وطلبة وباحثين و زوار. كما كشف زيتوني في هذا الجانب عن قيام وزارته بتسليم كل الكتب التي أنجزتها والخاصة بتاريخ الحركة الوطنية والثورة، المؤسسات التربوية، الجامعات، المتاحف، المكتبات المنتشرة في البلديات والدوائر والولايات، ناهيك عن تسليم نحو 1.5 مليون نسخة من بيان أول نوفمبر وعدد كبير من الإعلام الوطنية، لكل المؤسسات التي تعنى بالشباب والتربية وغيرها. من جهة أخرى كشف ممثل الحكومة، أنه تم في إطار حفظ الذاكرة تسجيل "أزيد من 16 ألف ساعة من الشهادات الحية للمجاهدين حول ثورة أول نوفمبر والعملية ما زالت متواصلة"، مبرزا تخصيص مختلف الفضاءات بالولايات لجمع هذه الشهادات بما فيها أماكن الراحة الموجهة للمجاهدين البالغ عددها 25 مركزا. و بشأن ما تم تحقيقيه في مجال استعادة أرشيف الثورة والحركة الوطنية، أكد وزير المجاهدين أنه تم خلال السنتين المنصرمتين في مساعي ما زالت مستمرة "استلام وثائق من طرف 12 دولة شقيقة"، في حين ذكر بأنه بخصوص استعادة الأرشيف الموجود في فرنسا، هناك "تقدم في هذا المجال" وفي كل المسائل المرتبطة بالذاكرة كالمفقودين و تعويض ضحايا التفجيرات النووية في الجنوب، لافتا، أن العملية، "معقدة وتحتاج، مجهود ومثابرة". وبشأن جماجم جزائريين من شهداء المقاومة الوطنية موجودة بفرنسا أكد زيتوني بأن "العدد غير مضبوط كلية، حيث تم التعرف على هوية 31 جمجمة فقط"، كاشفا بالمناسبة، أنه "تم الاتفاق مع الطرف الفرنسي لإنشاء لجان تقنية من مختصين يتوجهون إلى فرنسا لاستكمال العملية"، معلنا عن وجود لجنة مشتركة جزائرية تعنى بهذه القضية تتكون من مختصين من وزارت الخارجية، التعليم العالي، المجاهدين ومؤسسات أخرى". وفي رده على سؤال حول معالجة الملفات المجمدة للمجاهدين، أوضح وزير القطاع أن قضية "الاعتراف بصفة المجاهدين توقفت بقرار من المؤتمر الوطني للمجاهدين"، غير أن "هناك ملفات مجمدة موجودة على مستوى الوزارة مر عليها نحو 15 سنة، وقد تم في هذا الجانب بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للمجاهدين إعادة التحقيق فيها بعمق ليتم التوصل، أن بعض الملفات تستحق أن يرفع عليها التجميد ويعاد لها الاعتبار".