التقيؤ و الإسهال و الدوار أولى أعراض التسممات الغذائية يحذر رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين الدكتور سعيد خالد المواطنين من مخاطر التسممات الغذائية التي تهددهم في الصيف أكثر من بقية الفصول، نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة، و كسر سلسلة التبريد للكثير من المواد الغذائية السريعة التلف. و يقدم الطبيب تعريفا بسيطا للتسمم الغذائي و يتمثل في تناول الإنسان لطعام أو شراب يرفضه الجسم، لأنه غير صحي، فيدافع عن نفسه بإخراج و طرح المواد السامة التي تناولها عن طريق التقيؤ و الإسهال أساسا، مشيرا إلى أن التسممات أنواع، فهناك تسممات فردية و أخرى جماعية ، كما أن هناك تسممات حادة و أخرى مزمنة. المقصود بالتسمم الفردي، حسب الدكتور خالد، هو تناول فرد واحد من أفراد العائلة طعاما كان معرضا لأشعة الشمس الملتهبة، أو وضع في الثلاجة بعد أن فسد ، و في بعض الحالات يتناول عدة أشخاص نفس الطعام ، لكن يصاب واحد فقط بالتسمم، و تتمثل أعراض الإصابة في التقيؤ و الإسهال و آلام البطن و الحمى و الصداع و الدوار أي الدوخة «، و نفور و عزوف عن الأكل. و يعتبر هذا التسمم حاد، و على المصاب أن يتوجه بسرعة إلى الطبيب، ليصف له العلاج المناسب لتزول أعراضه خلال 24 إلى 48 ساعة، لكن إذا لم يخضع للمعاينة الطبية ، تتواصل الأعراض طيلة أسبوع و تزول تدريجيا. بالنسبة للتسممات الجماعية، تكون عادة حادة، عندما يتناول مجموعة من الأشخاص في المطاعم الجامعية أو في حفلات الأعراس و غيرها ، نفس الطعام و يصابون بنفس الأعراض المذكورة في ذات الوقت. واعتبر المتحدث الحرارة الشديدة في الصيف العامل الأساسي للتسممات، فهناك مواد غذائية سريعة التلف تتطلب التبريد المستمر داخل الثلاجات لحفظها، و هي اللحوم البيضاء و الحمراء و السمك و البيض و الحليب و مشتقاته، لكن بعض التجار، لا يحترمون سلسلة التبريد و يكسرونها، مما يؤدي إلى الارتفاع الكبير في حالات التسمم صيفا، مشيرا إلى أن البعض يعتقد بأن الخل و المواد الحافظة التي تضاف لبعض أنواع المخللات و المعلبات و المصبرات، تحميها من التلف و لا تتسبب في تسممات ، لكن هذا غير صحيح، حسبه. و يحذر المتحدث المواطنين من اقتناء كافة المواد الغذائية التي تباع بشكل فوضوي في الطاولات و الأرصفة أو على متن مركبات أو على شاطئ البحر، مشيرا إلى أن اللحم مثلا، إذا وضع لمدة ساعتين خارج الثلاجة في درجة حرارة مرتفعة، يصبح غير صالح للاستهلاك. و ينصح بعدم شراء مختلف المواد الغذائية من محلات لا تتوفر على وسائل التبريد.و شدد الطبيب بأن تواريخ الصلاحية تصبح غير سارية المفعول، إذا لم تحترم سلسلة التبريد ، و لا يقتصر ذلك على المواد الغذائية، فهناك بعض الأدوية لا بد من وضعها على مستوى الصيدليات و في البيت داخل الثلاجة، على غرار الأنسولين و جميع أنواع الأدوية التي تحقن للمرضى . بالنسبة للتسممات المزمنة، قال الدكتور سعيد خالد، بأنها لا تظهر عند تناول الأطعمة و المواد المتسببة في التسمم ، بل بعد مدة من الزمن، و هي أشد خطورة من الحادة و قد تكون قاتلة، مضيفا «ما نلاحظه اليوم من ارتفاع عدد الإصابات بسرطان الجهاز الهضمي، حيث تسجل 50 ألف حالة جديدة سنويا ببلادنا، هو عبارة عن تسممات مزمنة، سببها مواد سامة تدخل الجسم، كما أكد باحثون و علماء في الطب ، و من بينها نذكر القارورات البلاستيكية للمياه و العصائر و المشروبات الغازية ، عندما تتعرض لحرارة أشعة الشمس، يفرز البلاستيك مادة سامة تلتصق بالماء و المشروبات، و تتراكم في الجهاز الهضمي و تؤثر في الوضع الصحي». و تابع بأنه اكتشف خلال تجربته الطويلة بأن الأمراض المزمنة ، على غرار السكري و ارتفاع الكوليسترول و الضغط الدموي و انسداد الشرايين و أمراض الكلى، إلى جانب السمنة ، ناجمة عن تسممات مزمنة، فالجسم يسعى بشكل طبيعي لإفراز و طرح السموم ليتخلص منها، لكن إذا كانت كثيرة جدا و تفوق طاقته ، لا يتمكن من طرحها كلها، و بمرور الوقت و تراكمها المستمر، خاصة في غياب النشاط الجسدي والحركة ، تتحول إلى أمراض مزمنة.