" أحمد باي " أول فيلم يتوغل في حقبة تاريخية قديمة أكد مدير الثقافة لولاية المسيلة الشاعر و كاتب سيناريو فيلم «أحمد باي» رابح ظريف للنصر، بأن هذا العمل الذي انطلق تصويره نهاية الأسبوع بالعاشور في الجزائر العاصمة، يعتبر أول فيلم في السينما الجزائرية، يتوغل إلى حقبة قديمة في تاريخ قسنطينة، ليسلط الضوء، حسبه، على أحد رموز المقاومة و التصدي للاستعمار الفرنسي، آخر بايات قسنطينة الحاج أحمد باي ( 1786 1850 ). المدير الشاعر و السيناريست، أوضح بأن «أحمد باي» ثاني سيناريو يكتبه حول تاريخ الجزائر و قسنطينة تحديدا، مشيرا إلى أنه كتبه على مراحل منذ سنة 2014 ، لأن الكتابة السينمائية، ليست نهائية، بل يمكن أن تتغير، بناء على آراء المؤرخين أو المخرج، كما تحتاج إلى دراسة عدة تفاصيل من بينها الأزياء و الديكور و غيرها، لأن العمل يتعلق بحقبة تاريخية قديمة . و عن سؤالنا حول المراجع التي اعتمد عليها في كتابة سيناريو «أحمد باي»، الشخصية المثيرة للجدل، رد ظريف بأنها كثيرة ، و من بينها كتاب «المرآة» لحمدان خوجة، الذي يسلط الضوء على جزء من حياة الباي و «مذكرات الحاج أحمد باي آخر بايات قسنطينة» لمحمد العربي زبيري، و كذا مذكرات تخرج و رسائل جامعية خصصت لمسار أشهر حاكم لقسنطينة، إلى جانب عدة لقاءات و جلسات مع مؤرخين و باحثين اهتموا بهذه الشخصية و حياتها الزاخرة بالأحداث و الحوادث و المغامرات. و بخصوص سؤالنا حول لغة الحوار المعتمدة في هذا الفيلم التاريخي الجزائري، رد المتحدث بأنه اقترح في البداية على فريق العمل، استعمال اللهجة القسنطينية العامية، لكن نظرا لعدم وجود مختصين في هذه اللهجة خلال عهد أحمد باي، و التغيرات التي طالتها منذ ذلك الوقت، بحكم تأثرها بعدة لهجات و لغات على يد العرب و الأتراك و غيرهم، لتأخذ شكلها الراهن، تم الاعتماد على لغة ثالثة مهذبة، ليفهمها الجميع دون عناء، و ذلك بإشراف خبير اللهجات مهدي براشد ، الذي أجرى عدة أبحاث حول تطور اللهجات و اللغة، مؤكدا «الإضافة العلمية ستعطينا نصا غنيا». و في ما يتعلق باختيار المخرج التركي جمال شورجة، لتجسيد «أحمد باي» سينمائيا، قال المتحدث بأنه سيخدم العمل كثيرا، فهو مخرج غاية في الجدية و الانضباط، كما أكد، و له تجربة كبيرة في الإخراج، و بالنسبة لبقية الفريق التقني، أوضح بأن رؤساء مصالح الديكور و التصوير و غيرها إيرانيون، ويتعاملون مع عمال جزائريين، مشيرا إلى أن اختلاف اللغة ليست حاجزا في التواصل و العمل الإبداعي، و سيتم الاعتماد على الانجليزية و الفرنسية. و ردا عن سؤالنا في ما يتعلق مدى تدخله في اختيار الممثل المناسب لتقمص شخصية الحاج أحمد باي، بأنه شارك في ذلك و حدث إجماع على إسناد الدور للممثل محمد الطاهر الزاوي، مشيرا إلى أنه خضع لحمية خاصة ليكون مناسبا لتجسيد هذه الشخصية التاريخية. و أضاف بأنه تم اختيار مجموعة من أبرز الممثلين الجزائريين، لتقمص بقية الأدوار يتقدمهم عبد الباسط بن خليفة و ريم غزالي و غيرهما، و قد انطلق التصوير في العاشور بالجزائر العاصمة، حيث أعد مختصون إيرانيون الديكور كاملا ، و سيتواصل في كل من قسنطينة و بوسعادة، و أشار المتحدث إلى أن مدة الفيلم حوالي ساعتين، و سيستغرق تصويره 16 أسبوعا . و عن سؤالنا إذا كان سيتم توزيع العمل في الخارج، رد الشاعر السيناريست رابح ظريف، بأن المنتجة سميرة حاج جيلاني تطمح لذلك، و يتمنى بدوره أن توفق ، لأنها مجتهدة و مثابرة وتحرص على تقديم أعمال ذات نوعية جيدة و راقية ، مشيرا إلى أن «أحمد باي» ثاني فيلم يتعامل معه مع حاج جيلاني بعد «ابن باديس».